من أوراق حسن صبرا 
مع الشيخ عبد العزيز التويجري

الشراع 19 حزيران 2024

هو المعلم والمفكر والسياسي والعروبي .. قاتل مع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز، وكان الأقرب إلى قلب وعقل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وعندما رحل التويجري جاء كل ابناء الملك  عبد العزيز للتعزية به وقد سمعت من كل واحد منهم في دار نجله الكبير الشيخ عبد المحسن في الرياض قوله : ترى نحن لا نعزي بالشيخ التويجري ، بل نحن نتقبل العزاء برحيله .
سمعت منه قوله ان الأمير عبد الله بن عبد العزيز ،أرسله إلى دمشق للقاء حافظ الاسد ليدعوه إلى وقف دعمه لايران خلال الحرب العراقية- الإيرانية ( 1980-1988) .. وان الاسد قال له : ابلغ الامير عبد الله ان صدام حسين عندما ينتهي من حربه مع ايران سينقلب عليكم في الخليج العربي، وسيدخل بلادكم ، وستجدون ان سورية سترسل جيشها ليقاتل معكم ضد الجيش العراقي !
وسمعت ان حافظ الاسد في زيارة اخرى استبقى التويجري بعد العشاء ليحدثه في شأن خاص جداً : وهو ان الاسد يواجه مشكلة كبيرة عائلية ، بإصرار ابنته بشرى على الزواج من ضابط سوري كبير هو آصف شوكت ، وهو ما يرفضه شقيقها باسل ، بل ووصل الأمر إلى ان باسل أطلق النار على آصف لمنعه من الاقتراب من شقيقته ، وان بشرى هددته بأنها إذا منعها من هذا الزواج فأنها سوف تنتحر وستبلغ وسائل الإعلام بسبب انتحارها …
وان الاسد طلب منه النصيحة ! فماذا قال التويجري ؟
بداية مازح التويجري الاسد بدعوته لقبول زواج بشرى لأنها لن تجد من يتزوجها إلا هذا الضابط المسكين ، وهي ستعنس ان لم تتزوجه … ويضحك الاسد كثيراً لتعليق التويجري ثم يستمع إلى الشيخ يقول له بجدية : بشرى راشدة وذات شخصية وهي تحب هذا الرجل ، فلماذا منعها من تحقيق رغبتها ،؟ وعندما يقول له الاسد : لكنه متزوج ولديه اولاد ! يرد الشيخ التويجري .. ولكن هذا امر وارد كثيرا عند المسلمين ..
ولا يمل الاسد من الاضافة : وماذا افعل برفض باسل واستعداده لقتل آصف إذا صمم على الزواج من بشرى ؟
هنا يقول التويجري للاسد : اترك باسل علي 

عن هيكل 
————-ونحن متوجهون إلى قاعة الطعام في منزل الشيخ التويجري في الرياض ، وكان الرجل معتاد كلما سرنا في المنزل او المزرعة او المطعم ، ان يمسك بيدي ، سألته : معالي الشيخ، يبدو ان طلبك من محمد حسنين هيكل كتابة مقدمة كتابك " لسراة الليل هتف الصباح " اثار غضب البعض عليك في المملكة .. فتوقف فجأة ليسألني : ومن اعلمك ؟ اجبته : هذا امر طبيعي لأن هيكل لم يوفر المملكة وقادتها من النقد طيلة عقود 
قال لي الشيخ : عندك حق ، ولكني استشرت طويل العمر ( يقصد ولي العهد الأمير  عبد الله ) وهو شجعني على الاتصال بهيكل الذي وافق بسرعة على كتابة المقدمة مشترطاً ألا يحذف اي حرف منها ، وألا يتقاضى اي فلس لقاء ذلك .
عن سقوط الاتحاد السوفياتي 

*****

كان الشيخ عبد العزيز التويجري معتاداً على كتابة رسائل سياسية ، إلى الأمير عبّد الله ، منها ما كان يطلعه عليها ، ومنها ما كان يحتفظ بها في مكتبته الخاصة .
في احدى هذه الرسائل التي كتبها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، يتحدث الشيخ التويجري عن ضرورة ان تستعد المملكة العربية السعودية، والدول العربية، لإمكانية غياب الاتحاد السوفياتي ، ليكون التويجري ربما اول مسؤول عربي او دولي يتنبأ بذلك !وقد انهار هذا الاتحاد عام 1990 .
الشراع

*****