بيروت | Clouds 28.7 c

من اوراق حسن صبرا: هذا ما قاله خدام عن حافظ الاسد

 

من اوراق حسن صبرا
هذا ما قاله خدام عن حافظ الاسد 
الشراع 13 كانون الثاني 2024


حرص نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ، حتى اللحظة الاخيرة ( على الاقل خلال حواراتي معه في باريس ، بعد انشقاقه عن نظام الاسد الابن )  على صفة حافظ الاسد بالقول : الرئيس حافظ ، بينما  كان خدام يصف بشار بأنه ولد اجدب ..
سألته مرة : ابو جمال ، لقد قرأنا كثيراً عن ان العدو الصهيوني ، على الاقل في ظل حكومة اسحاق رابين ، كان مستعداً للإنسحاب من الجولان المحتل ، والاراضي السورية الاخرى بنسبة 98 % , وان حافظ الاسد لم يقبل بالتسوية مع العدو ، وان الرئيس الاميركي بيل كلينتون كشف للاسد ما سمي وديعة رابين ، وفيها هذا التفصيل الدقيق ، وان كلينتون قال للاسد عندما التقاه  في احدى المدن الاوروبية : ان رابين وافق على ان تصل  القوات السورية الى بحيرة طبرية، وانت قلت لي انك كنت  تسبح فيها عندما كنت ضابطاً صغيراً في الجيش السوري ، لكن رابين - يتابع كلينتون قوله للاسد - يقول لك انك ستصل الى بحيرة طبرية، لكن قدميك لن يصلا الى المياه ، وهي اشارة حاسمة بأن العدو الصهيوني ، لن يعيد كل الجولان  الى سورية ..
سألت ابو جمال : لماذا لم يوافق الاسد على هذا الإتفاق ، الذي يعيد 98% من الاراضي السورية المحتلة؟ اجابني خدام : ان قيادات امنية كبيرة ووجهاء علويين بمن فيهم رجال دين ، طرحوا السؤال نفسه على الاسد فرد على الجميع بمقولة واحدة: انا لا اريد ان يسجل علي السوريين ان علم إسرائيل  رفع في عاصمة الامويين في عهد رئيس علوي!
وقد سمعت من احد كبار المقربين من الرئيس الراحل حسني مبارك ،ان رابين حمله رسالة الى  الرئيس حافظ الاسد ، جاء فيها بالحرف : قل لحافظ الاسد انني اريد ان اكون في دمشق ، لكنني انا  لن  آتي دمشق لآكل  القمر الدين .. 
سألت خدام : هل انت مقتنعاً ابو جمال ان حافظ الاسد  ، لم يعقد صفقة مع إسرائيل لإسترجاع الاراضي السورية المحتلة بالكامل عدا ٢٪؜،  حتى لا يرى العلم الصهيوني  في سماء دمشق ؟
هنا صارحني ابو جمال بما  ام يقله مسبقاً: 
ابو علي ( كان خدام مصراً على كنيتي المصرية حيث كل من يحمل اسم حسن في مصر  ينادونه ابو علي، وانا ابو احمد  )
الرئيس حافظ كان يعلم ان اي اتفاقية مع إسرائيل ، لإنهاء الصراع ، سيتبعها اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية.. مختلفة تماما عما سبقها ، وامامه تجربة انور السادات في مصر الذي اتبع الاتفاقيات التي عقدها مع إسرائيل ، بإنفتاح داخلي اقتصادي وإعلامي  وسياسي وحزبي ، فنشأت احزاب بدأها بالمنابر اليمين واليسار والوسط ، واطلق المجال لإنشاء صحف مستقلة ومعارضة ،… وهذا كله كان يستحيل ان يوافق عليه الرئيس حافظ ، الذي تأله وبات  لا يطيق ان يمس به وبشخصه وعائلته  اي قلم ، .. 
يتابع ابو جمال قوله :
الانفتاح المقترح لن يقف عند حدود الاقتصاد ، بل سيشمل حكماً الاعلام والاحزاب والثقافة والتحرك الجماهيري والجامعي والطلابي ، وهذا ممنوع بالمطلق في ميثاق الجبهة الوطنية والتقدمية التي دجن فيها الرئيس حافظ كل من هو خارج البعث ، وفي ميثاق الجبهة ممنوع على غير البعث ان تعمل الاحزاب في الاوساط الطلابية ، وطبعاً ممنوع اكثر في الجيش ..
كان حافظ الاسد يخشى الناس ، وخصوصاً المثقفين ، وكان يعلم مدى تأثيرهم. في الناس ، وكانت سورية قبله ولسنوات طويلة تعج بالحياة السياسية والثقافية ، اضافة الى تأثير الحيوية اللبنانية على كل ما ومن يخشاه الاسد 


الشراع

 

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة: