بيروت | Clouds 28.7 c

من أوراق حسن صبرا مع خالد محي الدين

 

من أوراق حسن صبرا
مع خالد محي الدين 
الشراع 17 ايار 2024


وخالد محي الدين هو احد اعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو / تموز بقيادة جمال عبد الناصر 
التقيته مرات عدة في مصر وخارجها  …قبل صدور الشراع ،عام 1982وبعدها وسأؤجل احاديث سابقة جرت بيننا ..وأروي وقائع لقاء طريف   في مقر حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ، في شارع كريم الدولة وسط العاصمة المصرية عام 1983.. بعد سنة من تأسيس الشراع ،وكنا حصلنا على مذكرات مؤسس حزب "مصر الفتاة" احمد حسين بواسطة نجله مجدي وهو اول مراسل للشراع في القاهرة ، واردنا الترويج لها في مصر حيث بدأت واصبحت الشراع منتشرة بشكل كبير في الأوساط الإعلامية والسياسية والحزبية …في مصر .
ذهبت ومدير مكتب الشراع في القاهرة العزيز صقر بدرخان إلى مقر التجمع ، والتقينا رئيس الحزب خالد محي الدين ، وما ان أعلنت له انني قدمت لنشر إعلانات للشراع في صحيفة الاهالي الأسبوعية وهي الناطقة باسم التجمع حتى هب من كرسيه وتوجه نحوي بود يسألني : انتو مخصصين للإعلان أد ايه ؟
اجبته سننشر في الاهالي إعلانات بقيمة خمسة آلاف دولار ، وعندي النص اللي عايزين نروج له .
ابتسم رحمه الله مرحباً وقال لي : قوم معايا عشان نلحق قسم الإعلانات في الاهالي …نهضت وصقر ، فإذا خالد محي الدين يمسك بيدي وهو يقول : “أنا حخدك علاهالي عدل ، وبعدين نرجع نشرب شاي “
نزلنا سوية وسرنا من شارع كريم الدولة حيث مقر التجمع إلى شارع عبد الخالق ثروت حيث الاهالي ، وكان الاستاذ خالد  طوال السكة المزدحمة بالناس في اهم شوارع القاهرة التجارية يحدثنا عن المصاعب التى تواجهها الاهالي حيث لا إعلانات ولا اشتراكات ، وحيث هي ملاحقة من المطبعة بدفع تكاليف الطباعة والورق …
وكانت الملاحظة التي كنت استرقها بين الحديث بالنظر إلى المارين ان عدداً كبيراً من الناس يحيون الاستاذ خالد بمودة واحترام .
وصلنا الاهالي والكل تأهب لاستقبال الرجل التاريخي في يساريته وفي مزاملته لجمال عبد الناصر ( سنتان فقط ) .. 
امسك الاستاذ خالد بيدي من جديد وعلى طول للمحاسبة وقال للمسؤول : أنا جايبلكم فلوس للإعلان تأخذوها وتدوني نصيبي من العمولة .. لينفجر الجميع ضحكاً
عدت وزميلي صقر نحو مكتبنا وكان فوق سينما ومسرح قصر النيل حيث كانت سيدة الغناء العربي السيدة ام كلثوم تقدم بعض حفلاتها على مسرحها .. ورحنا نستكمل حديثاًبدأناه بعد ان ودعنا الاستاذ خالد  عن تواضع هذا الرجل التاريخيّ ، وحرصه على ان يسير معنا من مكتبه كرئيس حزب إلى جريدة الحزب ، ليقدمنا  بنفسه كزبائن نريد نشر اعلان في الاهالي ، وكان يمكن ان يعطينا العنوان ، وان يتصل بالأهالي لاستقبالنا والقيام بواجب الضيافة ، او يكلف احداً في مكتب الحزب الرئيس ان يرافقنا .
أكبرت وصقر سلوك الكبار في خالد محي الدين ….
لقاء في باريس 
————————
وفي لقاء سابق كنت في باريس لحضور مؤتمر لنصرة الشعب الفلسطيني نظمه "مؤتمر الشعب العربي " الذي كان رئيسه المميز عمر الحامدي يقوده بكل كفاءة … 
علمت ان الاستاذ خالد كان ضمن المدعوين من مصر ، وانه يقيم في فندق في جادة الشانزليزيه وهي الاهم في العالم بعيداً عن الفندق الذي كان ضيوف مؤتمر الشعب العربي يقيمون فيه وهو فندق هيلتون ، فنزلت من  فندقي وتوجهت إلى حيث الخث عن مقر اقامة  الاستاذ خالد. 
في الشانزليزيه التقيت بالمفكر العربي الكبير منح الصلح وكان معه الصديق الحبيب محمد قباني وعقيلته السيدة الهام والمحامي احمد سويد وعقيلته وهم يتمشون في هذه الجادة العظيمة ، فسألوني ماذا جئت تفعل الآن هنا ؟ وعندما أبلغتهم غايتي ضحكوا جميعاً وتردد الكلام بإعجاب ، بأن حسن صبرا ترك فندقه ليلاً ليبحث عن خالد محي الدين في الشانزليزيه ، هيك بتكون الصحافة !
كنت سمعت عن فندق باور التقليدي ، فتوجهت اليه وكانت الساعة تجاوزت العاشرة ليلاًوسألت استعلامات الفندق عن الاستاذ خالد فأكدوا لي انه موجود ، فاستأذنت بالاتصال بغرفته ، ولما سمحوا لي كانت سعادتي كبيرة اذ جاء صوته عبر الهاتف مرحباً بعد ان قلت له اسمي .
كان لقاء مختصراً مع الاستاذ خالد ، لكن اهم ما جاء فيه هو استعادتنا للقاء سابق قال  لنا فيه ان استقبال المصريين لأنور السادات بعد عودته من القدس في نوفمبر / تشرين الثاني 1977، هو استقبال طبيعي ، لأن المصريين عاشوا الخدعة يومها بأن الصلح مع إسرائيل سيأتي  لهم بالرخاء…
ثم سيدرك المصريون ان السلام مع إسرائيل لن يحقق لهم شيئاً ..ثم التفت الي بسؤال : ايه ؟ أنا كنت على حق ولا ايه ؟ اجبته اكيد على حق … والدليل ان عدد المصريين الذين ساروا في جنازته لم يتجاوز الاربعين شخصاً كلهم مو المسؤولين في نظامه،  ونصفهم من رجال الامن ،فقاطعني ولا تنسى ان تحسب ان من بين الحضور اربعة رؤوساء أمريكان .
الشراع

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة: