بيروت | Clouds 28.7 c

الفيتو الأمريكي" ضد فلسطين وصمة عار على جبين الأمم المتحدة/ الإعلامي أحمد حازم

 

الفيتو الأمريكي" ضد فلسطين وصمة عار على جبين الأمم المتحدة/ الإعلامي أحمد حازم

الشراع 25 نيسان 2024

 

في الثامن عشر من الشهر الجاري، استخدمت الولايات المتحدة حق "الفيتو" الذي منع مجلس الامن الدولي من الموافقة على ان اتصبح فلسطين دولة عضو في الأمم المتحدة رغم أن 12 دولة من الدول الأعضاء في المجلس والفقوا على انضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة بشكل كامل.

من المؤكد ان السياسي البارز في المجتمع العربي عضو الكنيست أيمن عودة سمع بما فعلته الإدارة الامريكية، وكان بودي أن أسمع تصريحا من أيمن عودة حول "فيتو" الولايات المتحدة، للتعبير عن موقفه من  الفيتو الأمريكي ضد فلسطين، كما سبق له وعبر عن موقفه من أحداث السابع من أكتوبر الماضي. ففي مقال لي في "الشراع" في السادس عشر من الشهر الماضي، كتبت عما قاله أيمن عودة في مقابلة تلفزيونية مع الساخر الإسرائيلي ليئور شلاين منتصف الشهر الماضي بأن "أحداث 7 أكتوبر بمثابة وصمة عار على جبين نضال الشعب الفلسطيني" لكن وعلى ما يبدو فان تعبير "وصمة عار" يستخدمه عودة في حالات معينة، رغم ان  ما فعلته أمريكا في ذلك اليوم، يستحق نعته بوصمة عار على جبين  الأمم المتحدة  وعلى جبين الشعب الأمريكي.

الأمم المتحدة قامت لتكون المرجع لحل مشاكل الدول وليس للانحياز لهذا ضد ذاك. والشيء الواضح في هذه الهيئة الدولية انه من الناحية العملية هناك خمسة دول هي التي تتحكم بمصير العالم (أمريكا، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا) باعتبارهم الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن. هذه الدول الخمسة أعطت لنفسها الحق في استخدام (حق الفيتو) ضد أي قرار يصدره مجلس الامن لمنع تنفيذه، بمعنى كل دولة من هذه الدول الخمسة تفعل ما تشاء في مجلس الأمن دون حسيب أو رقيب، وأن الولايات المتحدة هي اكثر من استخدمت "الفيتو" في تاريخ مجلس الأمن وخصوصا فيما يتعلق بالكيان الصهيوني.

تقول الولايات المتحدة ولغاية الان، وبالأحرى تسوق نفسها راعيةً لعملية السَّلام في الشرق الأوسط، على أساس «حلِّ الدولتين»، وهو ما يعني اعترافها الكامل بحقِّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم. وهنا تناقض الولايات المتحدة نفسها وتبرهن عل ان موافقتها على حل الدولتين هو بالكلام فقط وهي ليست جادة فيما تقوله بدليل (الفيتو) الأميركي الأخير الذي رفضت من خلاله واشنطن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومنحها العضوية الكاملة في الأُمم المتحدة،. فكيف تكون الولايات المتحدة مع إقامة دولة فلسطينية وهي في نفس الوقت ترفض انضمام فلسطين للأمم المتحدة؟

وأخيراً...

بقي علينا القول للأنظمة العربية التي تراهن على الولايات المتحدة، ان تاريخ مجلس الامن الدولي يشهد على ان الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو 46 مرة ضد القضية الفلسطينية. فهل تفهم الدول العربية معنى ذلك؟