بيروت | Clouds 28.7 c

,اللعب على المكشوف ... ( الرياض , واشنطن , غزّة , تل ابيب ) رائد عمر

 

,اللعب على المكشوف ... ( الرياض , واشنطن , غزّة , تل ابيب )
رائد عمر

الشراع 4 ايار 2024


  في غالبية مجموعة الجولات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي " انتوني بلينكن " منذ السابع من اكتوبر للعام الماضي والى غاية اليوم , والتي كانت تشمل زيارة القاهرة والدوحة لأكثر من مرّة , بغبة مواكبة وتعزيز محاولات الوساطة التي تقوم بها هاتان العاصمتان بين حماس وتل ابيب , لأجل اقامة وقفٍ لإطلاق النار المؤقت المصحوب او المرتكز اساساً على اطلاق عدد من الرهائن الصهاينة لدى حماس , مقابل عددٍ مختلفٍ عليه من المعتقلين الفلسطينيين في اسرائيل , وهذا اضحى مكرّراً في الإعلام , وافتقدَ جزءاً او جزيئاً من جاذبية المتابعة , وربما لفشل تلكم المحاولات , لكن من الملاحظ عدم تركيز وسائل الإعلام العربية " على الأقل " على أنّ بلينكن كان يزور الرياض في معظم جولاته تلك , والرياض غير معنيّة بتلك الوساطات في جانبها الفنّي وغير الفنّي , وكان يمرّ او يجري تمرير ذلك في الإعلام بما هو اسرع من مرور الكرام .! , لكنَّ مكابحاً ما او مكابح امريكية مشتركة مع غيرها أدّت وقادت في اليومين الأخيرين لأن يفصح مسؤولون امريكان < وبلسانٍ فصيح > ! , بأنّ زيارات الوزير الأمريكي الى السعودية توشك او تدنو من ولوج عملية" التطبيع" مع اسرائيل .!
فإلى ذلك , فلعلّ اولى التساؤلات التي تطرأ على لسانٍ عربيٍ صامت , وعلى شرائحٍ جمّة من الرأي العام العربي , عن العلاقة الجدلية المبهمة بين التقتيل الجماعي الإسرائيلي المكثّف لفلسطينيي مدن القطاع , وبين صياغة او عملية نسج علاقة التطبيع " غير الحميمية " بين الرياض وتل ابيب .! ولماذا هذا الإفصاح في هذا التوقيت بالذات ؟ وليس قبله .!
   في وقائعٍ فكريةٍ وايديولوجية مع تفرعاتها الأسلامية والقومية , فلا يستوعب ولا يهضم عموم الرأي العام العربي والإسلامي اقامة علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل ابيب , ومن ثَمّ جعل العَلم الصهيوني " في وقتٍ لاحقٍ وغير بعيد " ليرفرف على أسطح قنصلياتٍ وملحقيات اسرائيلية في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة , في الوقت الذي تُعتبر السعودية اكبر مركزٍ في العالم الأسلامي والعربي .!
وهنا لا نسدّد نبال الإتهام المسبق للمملكة في الخوض في عمق وقاع المياه الآسنة والقذرة لعملية التطبيع والتمييع التي يكشفون الأمريكان عن جسدها عارياً ومسبقاً .! , لكنّنا وضمن موقع المسؤولية في الإعلام العربي وسواه , فإنّ التطلّع الى سماع والإستماع الى ردٍ عالٍ وصارخٍ من المملكة على ما يتفوّهون به المسؤولون الأمريكان الرفيعو المستوى وبأعلى اصواتهم , وبمكبرات الصوت كذلك.!
الشراع