بيروت | Clouds 28.7 c

هيلين توماس المرأة التي فضحت أميركا/ الشراع 4 ايار 2024

 

هيلين توماس المرأة التي فضحت أميركا 
الشراع 4 ايار 2024


‏ في تموز/ يوليو الماضي احتفل نادي الصحافة الأميركا القومي بالذكرى الثانية لرحيل عميدة مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادي الصحافة الأميركية، والتي عاصرت أهم رؤساء أميركا، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت مع نيكسون في أول رحلة تاريخية للصين، عام 1971، والتي رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، وأعلنت رفضها لعبارته الشهيرة: ”إنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب” وقالت: ”بل إنها حرب الشيطان وليست حرب الله“.
‏ هي هيلين توماس، التي ماتت في الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها في حفل تأبينها: ” أجرأ صحافية  في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية “.
‏ توماس قبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالة خطيرة للنشر في كبريات الصحف الأميركية، وتم رفضها في حادثة لها للمرة الأولى، مما جعلها تصرخ في محاضرة بنادي الصحافة قائلة: ” اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض “.
‏ وأضافت، أنا لن أغير ما حييت، مؤمنة به؛ الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها.
‏ إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأميركية، والشواهد عديدة، أول خطوة ظهور تنظيمات إرعابية ، بدعم أميركا لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرعابيين ، لأنهم دمية في أيدي السي آي إيه.
‏ وأضافت، إنني أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني ” مارك سايكس ” وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي ” فرانسوا بيكو ” وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتي روسيا لتحصل على ما تبقى من الثلاثة، صدقوني انهم يكذبون عليكم ويقولون: ”إنهم يحاربون الإرعاب نيابة عن العالم وهم صناع هذا الإرعاب والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود اسرائيل”.
‏ هذه كلمات هيلين توماس منذ عامين وأعيد نشرها في ذكراها
بالطبع قوبلت بعاصفة هجوم عاتية من اللوبي الصهيوني في أميركا ،وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية لكنها رحلت بعد أن قالت الصدق وتلقف كلماتها المخرج العالمي ” مايكل مور ” في فيلم تسجيلي.
‏ ومور هو من فضح بوش الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح من اليمين الأمريكي مثل ” ديك تشيني ” و ” كوندليزا رايس ” وحصل فيلمه الشهير فهرنهايت 11/9 على أكثر من جائزة.
‏ أنّ التنظيمات الإرعابية لا يمكن لها أن تقوم بكل هذا العنف البشع بمفردها، وأن هناك أجهزة استخبارات تدعمها، وتشيطنها لتشعل المنطقة وتدفعها لأتون جحيم لا ينطفئ، فتراهم على حافة الفناء.
‏ والفناء هنا يعني تسليم المنطقة للقوى التي خططت، ودعمت، وأشعلت لإزالة القائم وزحزحة المستقر وإزالة المعترف به. وما يُؤكد هذا، كلام رئيس الاستخبارات الأميركية السابق " جيمس وولسي "الذي قال بوضوح: ” المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة “
‏ المعنى نفسه تقريبا قاله ” مارك رجيف ” المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: ” المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى للقضاء على الإرعاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الإرعاب حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا“.
‏ إذا تتحقق نبوءة ” هيلين توماس” تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرعابية في المنطقة التي خلطت بين الإسلام الأصولي وبين الإرعاب  لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك الأنظمة نحو هدف واحد، وإعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم، فماذا انتم فاعلون؟
الشراع