بيروت | Clouds 28.7 c

مسلحون سوريون في المخيمات؟ امر مثير للدهشة! / بقلم حسن صبرا

 

مسلحون سوريون في المخيمات؟ امر مثير للدهشة!

 بقلم حسن صبرا

الشراع 30 نيسان 2024



لو ان نائباً من القوات اللبنانية او حزب الكتائب، اعلن ما قاله وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين ، عن وجود 20 الف مسلح سوري في مخيمات التهجير ، لقيل انها حملة تحريض سيادية على المهجرين السوريين!! لكن ان يعلنها وزير محسوب على النطام السوري الذي هجر هؤلاء إلى لبنان ، فهو امر يثير التساؤل، بل والدهشة ! لماذا؟ لأن هذا الخبر يصب في مصلحة الذين يبعدون السوريين من قراهم المسيحية في اغلب سكانها ، والذين يشنون حملة تحريض ضد وجودهم ، ويسعون مع الغرب -لكن عبثاً- لإعادتهم الى بلدهم سورية بكلّ الوسائل الممكنة .. وبات العالم كله يعرف ،ان النظام السوري يربط عودة المهجرين السوريين الى بلدهم، بإرسال العالم مليارات الدولارات إلى النظام، ليتولى هو بناء ما هدمته الصواريخ والبراميل المتفجرة والطائرات الحربية ، وهذا ما لا ولن يوافق عليه احد من المتمولين ..
ولقد سبق لأجهزة الأمن اللبنانية ، ان دخلت بعض مخيمات المهجرين السوريين ، لاسباب غير سياسية ، بل ان كل دخول امني لبناني إلى مخيم مهجرين سوري ، كان يتم لملاحقة من تتوفر عنه  معلومات بتورطه بعملية سرقة منزل او دراجة او سيارة … ونادراً ما كانت تجد قطع سلاح .. ولو وجدتها فهي ربما للمشاركة مع عصابة سلب وسرقة .
غير ان امكانية ان تكون النار تحت الرماد، تبقى واردة ! لماذا ؟
لأن هناك ما لا يقل عن مئة الف سوري ليسوا فقط قادرين على حمل السلاح ، بل هم من الذين دخلوا الجيش السوري كمجندين إجباريين ، وعندما اندلعت الانتفاضة ضد آل الاسد ، كان هناك الكثيرون منهم حملوا السلاح وقاتلوا قوات الاسد في كل المواقع 
اذن 
مائة الف سوري في لبنان حاربوا ،ويمكن ان يحاربوا في اي جبهة وفي اي مكان … ولا ننسى ان رجب طيب أردوغان سحب الآلاف من السوريين في المناطق الثائرة ، وتعامل معهم كمرتزقة للقتال في ليبيا ضد قوات ليبية اخرى، كما ارسل آلافاً اخرى من السوريين إلى مناطق اخرى وكمرتزقة ، وشهدت بعضها انتفاضات للسوريين بسبب عدم دفع الأتراك حقوقهم المالية ، وسحب اردوغان 25 الف ثائر سوري من حلب التي سلمها لفلاديمير بوتين ، وليقاتل ثوار سورية ضد الاكراد في شمالي شرق سورية …حتى الآن .
الأمر الاخطر - الذي يسجل لمصلحة حزب الله - ان نسبة المسلمين السنة بين السوريين قد تصل إلى 99%
ومع هذا لم يتخذ ضدهم اي اجراء سلبي ، ولم يتم اي تجنيد بينهم ، والامر الوحيد والذي يقول البعض ان الحزب تأخر كثيرا في اتخاذه ، هو قرار منع السوريين في القرى الحدودية المقابلة لفلسطين المحتلة، من الخروج ليلاً واخراج بعضهم منها إلى قرى بعيدة ، خصوصاً بعد توفر معلومات عن وجود مخبرين ارشدوا العدو الصهيوني على تحركات المقاومين في مناطق معينة .وهذا أدى إلى تمكن العدو من قتل عدد منهم في مناطق مختلفة في قرى الجنوب 
كل هذه الوقائع تثبت الحاجة الى حل جذري لكثافة المهجرين السوريين في لبنان، خصوصاً بعد تصاعد المشاعر العنصرية في كثير من المناطق اللبنانية، مع تكاثر السلوكيات الخاطئة من مهجرين سوريين ، والمعضلة دائما هي في ضعف هيبة الدولة اللبنانية التي تعجز عن ضبط الوضع بين اللبنانيين فكيف إذا أضيف اليهم شعب سوري بتقاليد وعادات مختلفة .. اقتلع من ارضه بالقوة المسلحة وتمنعه عقبات جدية من العودة إلى وطنه ، منها سورية ومنها دولية ومنها ذاتية برفض نسبة كبيرة من المهجرين السوريين العودة إلى بلدهم لاسباب مختلفة .
من هنا يستغرب كثيرون إعلان الوزير شرف الدين عن وجود 20 الف مسلح سوري في مخيمات المهجرين ، 
والغرابة تأتي من ان وزيراً محسوباً على النظام السوري يحرض على اعادة  السوريين الذين لم يبذل هذا النظام اي جهد لاستقبالهم 
الشراع