بعبدا اليوم للإستراتيجية الدفاعية وغداً للرئيس الارثوذكسي / بقلم: وائل بحسون
بعبدا اليوم للإستراتيجية الدفاعية وغداً للرئيس الارثوذكسي / بقلم وائل بحسون
الشراع العربي 30 حزيران 2023
قرأها باكراً الامير الشاب محمد بن سلمان.. ووضع لبنان تحت المجهر حيث الإنتشار الايراني عبر الثقافة الدينية والمذهبية على حدود المتوسط مروراً بالعراق وسورية.. وفي اليمن حديقة المملكة الخلفية…
-
فاصرّ على الاصلاح الديني ولم شمل البيت الاسلامي..!
الم تلاحظوا غياب النعرات الطائفية في لبنان، بالاخص بين السنة والشيعة بعد ان سحبت من التداول كل الشخصيات التي اعتبرت نفسها ضمن طاقم المملكة السعودية القديم ونُفِيَ بعضُها…
-
واصرّ على ان المملكة على مسافة واحدة من كل لبناني!
فتحوّلت مع شغور رئاسة الجمهورية الى اعادة حسابات شيعية مسيحية!
لذا،
فهمت الام الحنون فرنسا، ان دورها قد حان بعد ان ادت المملكة دورها الاسلامي…
ففرنسا الحاضن الاول والمؤتمنة على مسيحيي الشرق عليها ان تلتزم قواعد المنطقة الجديدة ،بعد ان حاولت تقديم مصالح الشركة الفرنسية توتال عبر المتمول جيلبير شاغوري بدعمه لسليمان فرنجية الوفي للنهج الذي يؤمن به.. ولا بد من احترام هذه الصفة حتى لو اختلفتم معه..
توجهت فرنسا بعد محاولتها الرئاسية الفاشلة نحو قائد المنطقة طالبةً مساعدته.. وكان لها ما طلبت، وساطة ولي العهد..
وحبّاً من الامير للبنان المستقبل الذي جهّز الارضية في منطقتنا العربية ودول الجوار من اتفاق بكين السعودي الايراني الى عودة سورية العربية الى جامعة الدول العربية، فعيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان ايف لودريان مبعوثا خاصا إلى لبنان للمساعدة في إيجاد حل "توافقي وفعال" للأزمة اللبنانية..
ولا بد من الاشارة هنا الى ان:
-
لودريان يطمح ان يكون رئيساً للمعهد العربي في باريس!
فهذه ليست مصادفة،
بل ان ماكرون اراد التقرب من العرب وولي العهد واختار لودريان لشخصيته وخلفيته وحبه للعرب وحسن تعاونه معهم!
ادرك ماكرون ان محمد بن سلمان عربي اصيل، يحمل قضايا العرب على كتفيه وفي وجدانه وعقله ولا مزاح معه، من هنا كان اختياره لوزير الخارجية الفرنسية السابق جان ايف لودريان ان يكون المبعوث الرئاسي الفرنسي..
وما دعوة الاخير المرشح الرئاسي سليمان فرنجية الى مأدبة غداء في قصر الصنوبر الاسبوع الفائت، الا لابلاغه استحالة وصوله الى قصر بعبدا لمعطيات عديدة اهمها:
عدم توافق القوى الاقليمية عليه، وانه لا يتماشى مع النظام العالمي الجديد ولا مع مستقبل لبنان!
ولكل ما تقدم اعلاه من حركة الامير محمد بن سلمان.. انما تصب كلها في بنود المبادرة الكويتية من العلاقات العربية مع لبنان الى الموجبات المستحقة والمطلوبة من الدولة اللبنانية والقيمين فيها…!
-
فالمملكة تخطط وترسم
-
والكويت تنتظر وضع لبنان قدميه على سكة الاصلاحات والالتزام الكامل بخريطة الطريق المتمثلة بالورقة الكويتية لتعود بنشاطاتها الاجتماعية وتقديم الدعم المادي والاجتماعي لكل ما يحتاجه الشعب اللبناني ابتداء ً من اعادة اعمار اهراءات القمح حيث ان المبالغ جهزت بعد انفجار المرفأ ولكن الفساد المستشري في السلطة السياسية اللبنانية وتاخر الاصلاحات هو ما يؤخر هذه الخطوة…
-
يضاف الى ذلك نشاط قطر في لبنان لتحريك الدورة الاقتصادية والعقارية والسياحية وقد ضخت حتى اليوم اكثر من ثلاثة مليارات دولار في لبنان.. ودورها المركزي في العمل على ملء الفراغ الرئاسي.
و لا بد من الاشارة الى زيارة الـ 24 ساعة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى قطر حيث التقى فيها المسؤولين الذين يتابعون الملف اللبناني وقد سمع هناك في اروقة صناعة القرار بإسم العماد جوزيف عون فحاول عندها في المقابل تحصيل اي مطلب ليحفظ ماء الوجه ،لا سيما في قطاع الطاقة واستخراج الغاز!
او على الارجح بحث رفع العقوبات الاميركية عنه، مع مسؤولين استخباراتيين اميركيين في القاعدة الاميركية في قطر
والاهم من كل ذلك،
-
ان فرنسا لن تمانع لاحقاً ان تكون كرسي بعبدا لارثوذوكسي كما حصل في عهد انتدابها وانتخاب الرئيس الأرثوذكسي شارل دباس (من العام 1926 الى العام 1934) وللعلم ان سيدة لبنان الاولى اي زوجه كانت ممرضة فرنسية تدعى مارسيل بورغارت Marcelle Burgart…
لذا فرنسا ستسير بالرؤية العربية باتجاه تغيير المعادلة في لبنان شرط ان تبقى الرئاسة للمسيحيين..
ولكن هذا التحول من المارونية السياسية يحتاج الى توافق بالاجماع...
-
ولا بد من تغيير كل الشخصيات السياسية التي عاصرت الحرب الاهلية وكانت سببا في فساد المنظومة اللبنانية ولا بد كما قلنا سابقاً ومراراً ان تكون شخصية وطنية من صلب المؤسسات اللبنانية ولاؤها للعلم اللبناني وعليها اجماع وطني لخدمة الشعب اللبناني بكل مكوناته ويستطيع تطبيق الاستراتيجية الدفاعية، والتي بحسب معلوماتنا سيسير بها حزب الله خصوصاً بعد اتفاق بكين السعودي الايراني.. ومع اقتراب الوصول الى اتفاق نووي ولو مصغر مع ادارة الرئيس بايدن!
فمن اصلح من قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي قال في مناسبات عدة:
-
انه لن يرفض خدمة لبنان في أي موقع يكون فيه
جوزيف عون ابن المؤسسة العسكرية الوطنية وهو على علاقة طيبة وممتازة مع الدول العربية كافة، والاوروبية وواشنطن التي لا بد لنا من التعاون معها لاسباب عديدة.. اهمها:
-
الإستراتيجية الدفاعية
-
واقتصادنا المدوّلر شئنا ام أبينا!؟
-
من منكم وبحكم الامر الواقع لا يستعمل الدولار الامريكي؟
-
من منكم لا ينظر الى عملتنا الوطنية فقط كمكوّن صوري لوجود الدولة اللبنانية فقط لا اكثر؟
ما نكابر وما نعلي السقف كتير..
بدنا الدولار!
طالما ان ثروات الارض تسعّر بالدولار وطالما ان العمّال في مجاهل افريقيا واقاصي اصقاع الارض لا يبتسمون الا للدولار فنحن بحاجة للعملة الخضراء وللقيمين عليها!
ما نضحك عحالنا وعلى حساب الشعب وانو في قضية!
-
القضية المحورية العربية هي فلسطين..
لنصرة القضية عليكم بـ:
اعدوا العدة والعزيمة وتوكلوا لترهبوا الاعداء، توحّدوا كما يفعل الامير الشاب لا طائفية..
وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا …
هذه هي السعودية، والكويت وقطر… والدول العربية اجمع!
-
نعم، قطر تستثمر في لبنان بموافقة عربية خليجية
-
نعم، قطر تحتضن اكبر قاعدة عسكرية امريكية في المنطقة
-
نعم، في لبنان اكبر سفارة امريكية في المنطقة.. وأهم صرح تعليمي اسس عام 1866 هو الجامعة الامريكية في بيروت AUB: بؤرة الأفكار القومية العربية التي تعتبر لبنان جزءا من سورية، لا بل من العالم العربي بأجمعه!.. ليبدأ التنافس مع فرنسا عام 1875 بصرح تعليمي اخر هو الجامعة اليسوعية USJ التي تعتبر قاعدة إيديولوجية وفكرية للبنان الماروني الفرنكوفوني ليبقى لبنان ضمن الفرانكوفونية..
تتراجع اوروبا ككل وهي المنهكة بحرب اوكرانيا والجوع الذي يطرق ابوابها وارتفاع تكاليف غاز دفء الشتاء..
بينما،
امريكا صاحبة النفس الطويل واسلوب الموت البطيء لمنافسيها.. تزحف نحو منطقتنا بالاسلوب البطيء نفسه…
انها المصالح!
تقول واشنطن لماذا الصين تقف مع العرب وتجمعهم انا يمكنني ان افعل ذلك على عكس فرنسا وزواريبها الطائفية في لبنان..
اعيدوا قراءة افكار الجامعة الامريكية في الاعلى.. وقارنوا مع افكار الجامعة اليسوعية..
ولا تنسوا الإنتشار الايراني..
انها الثقافة، لُبّ مشكلتنا!
-
لا مصادفة في السياسة
تذكروا ان ايران وقفت مع قطر ابان الازمة الخليجية.. لذا طهران وبعد اتفاق بكين السعودي الايراني وبالتوافق مع واشنطن ستسهل انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية بحكومة ترأسها شخصية تنال رضى القوى الاقليمية..
وكل هذا تمهيدا لان يكون الرئيس اللاحق ارثوذوكسياً كـ:
-
الياس ابو صعب مثلاً خاصة لدوره في اتفاق ترسيم الحدود..
-
ولم لا يكون نجاد عصام فارس، وهو يمثل رصيد والده الكبير على مستوى كل لبنان؟