بيروت | Clouds 28.7 c

الفيروس حقيقة أم فزاعة لإلهاء اللبنانيين؟ رعب في الضاحية .. ولبنان خوفاً من انتشار ((الكورونا)) اعداد: فاطمة فصاعي

الفيروس حقيقة أم فزاعة لإلهاء اللبنانيين؟

رعب في الضاحية .. ولبنان خوفاً من انتشار ((الكورونا))

اعداد: فاطمة فصاعي

مجلة الشراع 28 شباط 2020 العدد 1940

 

  • *عادات الناس تغيرت.. وتراجع الطلب على النارجيلة
  • *أكثر ما يثير الخشية هو القادمون براً الى لبنان عبر مطار دمشق

أثقل خبر تسجيل لبنان أول اصابة في ((الكورونا)) كاهل الشعب اللبناني الذي يرزح في الأساس تحت ضائقة اقتصادية ومالية لم يشهدها من قبل. وقد كان لضاحية بيروت الجنوبية الحصة الأكبر من هذا الهلع والخوف حيث من المتوقع خلال الأسابيع القليلة القادمة وصول حوالى 100 لبناني من ايران والأغلبية العظمى منهم ان لم نقل جميعهم يعيشون في الضاحية او محيطها مما يثير المخاوف من ان هذه المنطقة ستكون ((بيئة حاضنة للكورونا)) على حد تعبير أحد السكان.

ويعتبر خط بيروت – طهران ناشطاً جداً من قبل البيئة الشيعية حيث يتردد عدد كبير منهم لزيارة الأماكن المقدسة هناك والتي تشكل بالنسبة اليهم رمزية خاصة. والمشكلة الأكبر تكمن في الحدود البرية حيث ان هناك نسبة من زوار ايران ليست بقليلة تأتي الى بيروت عبر مطار دمشق الدولي وتنتقل اليها براً من خلال خط عسكري، الأمر الذي يشكل خطراً لناحية تسرب أية حالة أخرى.

ولا ننسى بأن ثمة أسباباً أخرى قد تساهم في سهولة انتشار مرض ((كورونا)) بشكل عام في لبنان لناحية رواج ثقافة المصافحة والتقبيل وتناول اللحم النيىء الى جانب ((نراجيل الدليفري)) التي يتم تناقلها من فرد الى آخر من دون مراعاة مسألتي النظافة والتعقيم، والتي هي سائدة بشكل كبير في الضاحية حيث تنتشر محلات تأجير النراجيل بشكل لافت فيها.

ناهيك عن كثرة التجمعات في المقاهي الصغيرة التي تنتشر بشكل كثيف في أزقة وأحياء الضاحية تحت مسمى ((اكسبرس))، الأمر الذي يعزز من انتشار او تناقل أي فيروس.

وقد تناقل الأهالي أخباراً مفادها ان تسجيل أول اصابة بالكورونا في لبنان لسيدة قادمة من ايران ما هو الا استهداف لحزب الله ومحاولة لتوريطه بنقل الكورونا الى لبنان عبر ايران.

في حين اعتبر آخرون ان الإعلان عن أول مصابة في ((الكورونا)) في لبنان ما هو إلا كذبة كبيرة كي يتم إشغال الرأي العام اللبناني بها وتخفيف الاحتقان في الشارع، خصوصاً بعد زيارة وفد المستشارين الاقتصاديين من صندوق النقد الدولي لتقديم مشوراتهم بخصوص الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لا سيما مسألة تسديد ((اليورو بوند)).

ويتم التداول بأن تشخيص هذه الاصابة تم عن طريق الخطأ وأنها مصابة بداء H1 N1 ولكن تم السير بهذا الخطأ كي لا تتورط وزارة الصحة وتتهم بأنها تصدر أخباراً غير صحيحة، خصوصاً لناحية عدم وجود او توفر فحص للكورونا في لبنان.

وفور الاعلان عن هذه الاصابة لوحظ وضع عدد كبير من المارة من سكان الضاحية الجنوبية الكمامات، فيما تراجع الطلب على نارجيلة الدليفري بشكل كبير بعد ان أكدت المعلومات الطبية بأن فيروس كورونا ممكن ان ينتقل من خلال ((نرابيش)) النارجيلة.

إلا ان حالة الخوف ما لبثت ان بدأت بالانحسار شيئاً فشيئاً بعد ان ثبت ان لبنان سجل حالة واحدة فقط حتى الآن.

ومع ارتفاع أسعار الكمامات بشكل جنوني هذا اذا توافرت في الصيدليات، ارتفعت صرخات المواطنين ولجأوا الى صناعة كمامات منزلية من خلال أوراق التنشيف والمحارم، والمطاط، خصوصاً ان هذه الكمامات تستدعي تغييرها بشكل يومي.

وهذا ما يبرر قيام عدد كبير من مدارس الضاحية الجنوبية تحديداً بحملة تعقيم لصفوفها وصالاتها وممراتها مع توقيف الدراسة لمدة يوم واحد فقط بغية عقد اجتماعات مع الطاقم التعليمي وبقية الموظفين وتقديم الارشادات لهم.. هذا اضافة الى حرص الأولاد الذين ذهبوا الى المدارس على وضع الكمامات على وجوههم خشية من التقاط عدوى فيروسية.

وتقول احدى السيدات بأن المشكلة في هذا الفيروس ان كل شخص مصاب بالرشح العادي اصبح متهماً بإصابته بمرض الكورونا, وبات الناس يهربون من أماكن تواجده.. حتى القبل انعدمت بين الناس خوفاً من أي عدوى وباتت سوائل التعقيم لا تغادر الحقائب والجيوب فمع كل تحية وسلام تعقيم!!

وفي زيارة لأحد المستشفيات، لوحظ نوع من الهلع في أوساط موظفيها وروادها الذين حرصوا في أغلبهم على وضع الكمامات، بعكس الأطباء الذين يعملون في داخلها الذين لم يستخدموا الكمامات على اعتبار انه تتم المبالغة جداً من قبل الناس. وان انتقال الكورونا لا ينتقل بالهواء بل اذا حصل اتصال قريب بين المريض والشخص المتعافي.

واللافت في هذا الاطار، حرص بعض الأشخاص على وضع الكمامة داخل السيارة مع اغلاق النوافذ!! في حين ان موظفي الـ Valet Parking كانوا يضعون قفازات نايلون في أيديهم تفادياً لالتقاط أي عدوى او فيروس.

وتشير احدى السيدات الى الدور الذي أداه بعض وسائل الاعلام في توجيه وتوعية الناس وتطمينها على عكس الأزمات الأخرى التي مر ويمر بها لبنان.

فاطمة فصاعي

الوسوم