ركعتان في الأقصى وُضُوؤهما بالدم
إلى الشهيد علقم خيري / بقلم عمر شبلي
الشراع 1 شباط 2023
— 1 —
يا علقمْ،
كُنْ مُرّاً جدّاً
فحلاوتُكَ اندفقتْ من هذا العلقمْ
إذهبْ للأقصى
لصلاةِ الصبح هناكْ
وتَوضّأْ بالدمْ
لصلاةِ شهيدِ ينقصُه النومْ
من أجلِ الأقصى نمْ
وفِراشُكَ من دمْ
ولِحافُكَ من دمْ
يا علقمْ،
أيُّ الحضنيْنِ أحَبُّ إليكْ
حضنُ الأقصى أم حضنُ الأمْ؟
هل كانت أمُّك، يا علقمْ
تُرضعُك الدمْ؟
لو كنتَ مسيحاً أو نِلْتَ سماء
هل تنسى مريمْ؟
ما أقسى قلبَ الأمْ!!
هي تُرضِعُك الدمْ
وتقولُ بحزمْ لن تُفطَمْ
حتى ينتصرَ الجرحُ على السِكّين
وسيبقى ثديي يُرضِعُكَ الدمْ
فترعْرعْ، إنّ طريقَكَ سالكةٌ
ويكونُ العرسُ مع المأتمْ.
وحليبي يا ولدي في ثديي ليس دماً
لكن يا ولدي، حين يساومنا المحتلُّ ليأخذَ جنّتَنا
فالجنة سوف تصير عليه جهنّم
******
— 2 —
تقدّمْ وصِرْ حجراً ورصاصةْ
لكي لا تصيرَ حجرْ
لقد أرضعتْك كثيراً من الدمِ أمُّكَ يومَ وُلِدْتَ
إذن
ستكون شهيداً.
تقدَّمْ وصِرْ حجراً ورصاصةْ،
ولا تتنازلْ لِ"أبْرهةٍ" عن جِمالِكْ
فلا الطيرُ ،حتى ولو من أبابيلَ كانت،
تردُّ الجِمالْ بغيرِ قتال،
وليست تردُّ فلسطينَ دون رجالْ.
لا تُفاوضْ على حجَرٍ فيلَ "أبرهةٍ"
فما لجِمالِكَ ربٌّ سواكْ
******
يا إخوتي في القدسْ
ألا اصبروا وصابروا
وقاوموا السلاحَ باليدينْ
هُمُ يخافون إذا ما أبصروا دماءكم
تنمو على الجدرانْ
يا أيها الرجالُ في غزةَ والقدس
وفي جينين،
تناسلوا، تكاثروا، ولْتلدِ النساءْ
جيلَ فدائيين
جيلَ مرابطين
وشعبَ جبّارين
يا أمّة الرباطِ، لا تُصدِّقوا العربْ
مواقفٌ رمادْ
وألسُنٌ لهبْ
حكامُنا عبيدُ من يَهَبْ
عروشُهمْ تقاتلْ العدوَّ بالخُطَبْ
كم وضعوا أوسمةً حمراً
على أكتافهمْ
وفوقَها دمٌ كذِبْ
أقسى من الموت ضمادُ الجرح بالكذبْ
يا أيّها العربْ
قولوا لنا: ماذا على
الجرحِ الفلسطينيّ أن يختارْ