مولد الرحمة المهداة رسول الله صلى الله عليه وسلم/ بقلم: الشيخ أسامة السيد
موت الأسرى.. حياة لإسرائيل - العميد غسان عزالدين
موت الأسرى.. حياة لإسرائيل
العميد غسان عزالدين
الشراع 4 ايلول 2024
ذبحت العصابات الاسرائيلية عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين لم يتحرك العالم .. قُتل ستة اسرائيليين فقامت الدنيا ولم تقعد .
حماس الاعلام العربي لتغطية هذا الأمر شديدة لدرجة انه منذ القى نتنياهو بأكاذيبه امس والأضواء مسلطة على الداخل الاسرائيلي ويعبر بعض الاعلام العربي ولو بطرف خفي عن شماتته بنتنياهو متوقعين سقوطه في اية لحظة متغافلين او حتى جاهلين حقاً وغير قادرين على فهم بعض الظواهر ومنها ان المعارضة ضده غير موحدة ومشتتة لا بل ان معظم احزابها تقف خلفه وتؤيده في مسح قطاع غزة عن الخارطة … لا يريد البعض ان يفهم ان هنالك مايسترو مستتر يدير الجوقة الاسرائيلية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار .
احدى اشهر الفضائيات العربية تخبرنا انه بعد اكتشاف جثث الاسرائيليين الستة في احد انفاق رفح نزل ثلاثمائة ألف اسرائيلي الى الشارع ليعبروا عن غضبهم من الفريق الحاكم الذي فشل في اعادتهم احياء وفي تحرير الباقين .
بالرجوع الى استطلاعات الرأي داخل الكيان يتبين ان الغالبية الساحقة من الاسرائيليين هم مع ذبح الفلسطينيين جميعاً دونما تفريق او تمييز .. حتى تاريخه لم يخرج ولو صوت يهودي واحد
يقول للزمرة المجرمة التلمودية :
خلص … كفاكم قتلاً للفلسطينيين
وكفاكم تهجيراً لهم …. بل يحصل العكس تماماً .. كلهم مع نتنياهو شرط تخليصهم من اهالي غزة وهذا ما كتبته بالتفصيل في مقالتي السابقة .
لا فرق بين موالاة ومعارض في اسرائيل فيما خص قتل وتهجير الفلسطينيين .. كفانا احلام يقظة ومنام .. الحل في الاردن هكذا يجمع بنو صهيون وفي مقال سابق فصّلت المسألة من كل جوانبها …
حَمَلَةُ جوائز نوبل من شيمون بيريز الى اسحق رابين وكذلك مناحيم بيغين واسحق شامير وارئيل شارون
وكل من تعاقب على السلطة في الكيان الغاصب قالوها بالفم الملآن :
لن يكون هناك دولة فلسطينية على الإطلاق …
جدعون ليفي بالكاد يمثل نفسه
ناطوري كارتا اضعف من ان تؤثر على الحكومة … الغالبية الساحقة من يهود اسرائيل تؤيد ذبح الفلسطينيين بالكامل .. ومسلسل الذبح قائم في الضفة بدون ضجيج ..
الفلسطينيون تحت النار في الضفة وفي غزة .. هم بين فكي كماشة محاصرون بالكامل من العدو ومن محمود عباس وخلايا محمد دحلان
ومن الاردن ومن مصر ….
واهم من يعتقد ان بنيامين نتنياهو
معزول ونهايته قريبة .. اسرائيل معه بمقبعها واذا هاجمه الجمهور فلسبب واحد وهو عدم انهائه المهمة في تخليص اليهود من الشعب الفلسطيني على طريقة المستعمرين الاوروبيين في إفناء الهنود الحمر والاسبان وشركائهم في ذبح شعوب الإنكا والمايا والأزتيك ومسحهم من الوجود .
أما خبريات بعض الجورنلجية الهواة عن اتساع شقة الخلاف بين نتنياهو والجيش ونشر خرافات عن احتمال نشوب حرب اهلية بين اليهود او حصول انقلاب عسكري … الى غيرها من الأضاليل التي تطلع من تُرّهات لا يقبلها عقل ولا منطق .
هنالك حاكم فعلي خفي في اسرائيل وهو ما درج الباحثون حديثاً على تسميته بالدولة العميقة …
هذا الكيان السري هو من يستحوذ على مفاتيح السلطة وبنيامين نتنياهو ومن معه ينفذون السياسة التي ترسمها تلك الدولة المغرقة في سريتها واعتقد انه لتاريخه لم يحد هذا السفاح قيد انملة عن الخط الذي رسمته له .
بعد اوسلو وافق اسحق رابين على عودة ياسر عرفات الى ارض فلسطين ومنحه بعض السلطات التي لم تخرج عن حدود الإدارة المحلية بمفهومها الضيق … لم يكن حكماً ذاتياً على الأطلاق ..لا بالمفهوم الدستوري ولا بالفقه القانوني .
فإن الحكم الذاتي :
Self Autonomy
ليس محصوراً بجمع النفايات من الشوارع والسهر على تأمين خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وانشاء مخافر للشرطة البلدية لتنظيم السير وحل المنازعات بين الأهلين فحسب … بل هو مفهوم قانوني يشكل بكينونته شرعية لمن يتولى امر ممارسته ويكون خطوة مرحلية تقود عادة اما الى استقلال ناجز بمواصفات دولتية او الى حكم ذاتي موسع .
السلطة الفلسطينية كانت منذ انشائها عام ١٩٩٣ مجرد شاهد زور على مرمغة السيادة الوطنية تحت اقدام جنود الاحتلال فلا المجلس الوطني ولا الحكومة كانا يتمتعان بقدر ولو يسير من الوجود القانوني ناهيك عن الفعلي .
اشترط اسحق رابين ان يكون الحكم الذاتي مجرد سلطة بلدية بصلاحيات ادارية وانمائية لا تتعدى نطاق العمل البلدي البسيط وان يستمر الوضع على هذه الحال لعقد من الزمن وعلى ضؤ التجربة يجري
البحث مستقبلاً .
لا جيش .. لا شرطة معتبرة ..لا مطار
لا مرفأ .. لا ممر بري يربط الضفة بالقطاع لا فوق الأرض ولا تحتها ..
اعترض المرحومان الدكتور حيدر عبد الشافي والدكتور ادوارد سعيد واقترحا على ياسر عرفات الإنسحاب وعدم الموافقة فرفض معللاً رفضه بأنه بحاجة ولو لمتر مربع واحد ليزرع عليه علم
فلسطين ليعيدها الى الذاكرة العالمية .
اخطأ عرفات هنا وأصاب .. تحدثت
سابقاً عن فخ اوسلو لذلك سأقصر حديثي هنا على الإنجاز العرفاتي التاريخي … انجاز كلفه حياته بنهاية المطاف ويمكن الرجوع للتقرير الذي اعده معهد السموم الباريسي واظن ان الخبر اليقين بهذا الخصوص هو لدى السيدة سهى الطويل عرفات ارملة الشهيد .
شخص آخر دفع حياته ثمناً " لتنازلاته "
المزعومة عام ١٩٩٥ هو اسحق رابين .. فقد ُعلم
ان الذي اطلق الرصاص عليه هو شاب يهودي متطرف يدعى إيغال أمير .. قتله عن قرب وهو يخطب في تجمع جماهيري مؤيد للسلام في ساحة ملوك اسرائيل !!!!
ما هو القاسم المشترك بين الإغتيالين ؟؟
انني هنا في اطار التحليل اقول :بعد اقامة عرفات في رام الله واصبح مبنى المقاطعة رمزاً لسلطة فلسطينية مستجدة حرص على تأسيس بعثات دبلوماسية في مختلف عواصم الدول التي اعترفت
به زعيماً اوحداً للشعب الفلسطيني وبدأ الناس حول العالم يتعودون على ياسر عرفات كرئيس لسلطة
يمثل شعبه فصار يزور رؤساء وملوك وامراء العالم
ويُستقبل اقله بروتوكولياً كرئيس دولة ولو غير قائمة فعلياُ .. كان ينزل من طائرته الممهورة بالعلم الفلسطيني ويسير على السجاد الأحمر مستعرضاً
حرس الشرف …
هذه ليست مجرد شكليات على الاطلاق .. قبل ذلك كانت معظم وسائل الاعلام العالمية تصفه بالإرهابي
وفي احسن الاحوال كان يُشار اليه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية وكان التعبير دائماً :
Chairman of the PLO
بعد رام الله اكتسب صفة رسمية دولتية بغض النظر عما كان يجري معه في المقاطعة والحصار الاسرائيلي الخانق عليه الذي ظل يتشدد حتى اغتياله
ولا بد من الرجوع الى مرويات الدكتور مصطفى البرغوثي الذي اخبرنا كيف جرى تهريب ثمانين شاب وشابة من جنسيات غربية اعتصموا في مبنى المقاطعة وداخل مكتب عرفات لستة اشهر متواصلة ليمنعوا اغتياله .
صار لقبه الرئيس ياسر عرفات
Yasser Arafat The President Of Palestinian
Authority.
الحاكم السري الاسرائيلي يؤمن ان فلسفة قيام دولته تلخصها كذبة العصر : فلسطين هي ارض بلا شعب لشعب بلا ارض .. ان المتر المربع الواحد الذي احتاجه ياسر عرفات ليرفع عليه علم فلسطين بعد عقود من انكار المجتمع الدولي وطمسه الحقائق كان بداية لحقبة لم يشأها الحاكم المذكور .
كان ذلك اشبه بليلة الاول من كانون الثاني من عام ١٩٦٥ عندما انطلق المهندس( هو خريج جامعة القاهرة ) القادم من الكويت مع ثلاثة من رفاقه الجامعيين واعتقد كان منهم الشهيد خليل الوزير ابو جهاد والشهيد محمد يوسف النجار ابو يوسف والشهيد صلاح خلف اابو اياد في اول عملية فدائية انطلقت من لبنان وكان لها وقع اعلامي عظيم بغض النظر عن نتائجها الميدانية المتواضعة ثم نشروا البلاغ رقم واحد في الصحف بإسم منظمة فتح قوات العاصفة وكانت هي المرة الاولى التي يسمع فيها العالم عن ولادة مقاومة مسلحة فلسطينية هدفها تحرير الوطن السليب .
ولا بد هنا من تسجيل ملاحظة ان العملية شغلت اروقة مكاتب المخابرات العربية اكثر مما شغلت جماعة الموساد الذي كان ولا يزال يشكل العقل والعامود الفقري للدولة العميقة التي ذكرتها آنفاً .
اعتقد ان العودة الى رام الله هي من تسبب بإغتيال كل من ياسر عرفات واسحق رابين الذي لم يشفع له ماضيه العسكري ولا نياشينه ولا تخطيطه لهجوم الخامس من حزيران عام ١٩٦٧ وحصاده الوفير آنذاك فقد كان رئيساً للأركان وسجل انتصاراً ساحقاً على جبهات ثلاث مانحاً عصاباته مساحات واسعة من الأرض شكلت عمقاً استراتيجياً للكيان
ناهيك عن ضم القدس الشرقية وتوحيدها تحت السيادة الاسرائيلية .
كل ذلك لم يشفع له بنظر الدولة العميقة على ما ارتكبه من خطأ استراتيجي تجلى في احياء
كلمة فلسطين يعدما ظن ارباب الدولة المذكورة انها واصحابها قد طواهم النسيان وصاروا أثراً بعد
عين .
في ظل معادلة توازن القوى الحالية عالمياً واقليمياً
لن يرى اي كيان فلسطيني النور حتى ولو جيء بجدعون ليفي الذي يطير حول العالم منظراً
ومؤيداً لحل الدولتين وتُوّج ملكاً خلفاً لداوود فلن
يغير في الامر شيئاً واذا أصرّ متجاوزاً الخطوط الحمر
فسيكون له مئة إيغال عمير بالمرصاد .
بعض الخيارات لدى الدولة العميقة اليهودية تتغير
وهي اليوم في حربها على غزة تخطط لقتل كل الأسرى والصاق التهمة بحماس فمخططها لمسح
قطاع غزة عن وجه الارض لا يمكن ان يتحقق الا عبر دم المئة اسير واسير واحد … قتلهم سيدفع بجموع
الإسرائيليين للمطالبة بالثأر … ان زمن ارجاع جلعاد
شاليط مقابل اطلاق مئات المعتقلين العرب قد
ولى دون رجعة .. وكذلك اطلاق سراح مئات آخرين
مقابل استرجاع فروة رأس او بقايا جنود اسرائيليين
لن تتكرر .. انه زمن الوحشية الإسرائيلية التي تتوسل
اهراق دماء بعض اليهود من اجل اهداف اسمى واهم حسب رأيهم .
من يتابع الحركات الاحتجاجية في الكيان سيصل حتماً الى استنتاجات مماثلة وما تصريح المعارض الشديد لبنيامين نتنياهو اليوم الوزير المستقيل
بيني غانتس تعليقاً على مقتل الاسرى الستة الا تأكيد
على ما اقوله فقد توجه للمحتجين قائلاً :
"حماس هي من قتلتهم وليس بنيامين نتنياهو "
ان الذي بينه وبين غريمه لهو أسوأ مما صنعه الحداد ومع ذلك يدافع عنه ويحرض على حماس .
لا تغرّنكم المظاهر .. مع اليهود هنالك امور مخفية .. وقد تعودنا ان ما خفي يكون دائماً أعظم !!
من الامور المخفية قتل مئات الاسرائيليين يوم ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ .. شهادات موثقة بالصوت والصورة
لإسرائيليين كانوا في الحفلة الموسيقية قالوا ان
الطوافات العسكرية حصدت الموجودين بصواريخها ورشاشاتها ..
افادة طيار اسرائيلي افاد قيادته انه غير قادر على التمييز بين رواد الحفلة والمسلحين فجاءه الأمر
بأن يقتل الجميع دون تمييز ..
من يشاهد افلام الفيديو يُصعق .. خاصة مئات السيارات المقصوفة والمحروقة بالكامل وهي
نتيجة قصفها بصواريخ الطوافات ولا قدرة لمقاتلي حماس على احداث هكذا ضرر وسلاحهم هو بندقية وقاذف اربي جي …
كذلك افادات عائلات يهودية في كيبوتز قريب
والمقابلات متوفرة على يو تيوب فقد صرخت سيدة
قائلة لقد قتلنا الجيش .. قلت لهم ان زوجي في المنزل فقصفوه بالدبابات وقتل زوجي وخمسة من الجيران الذين اختبئوا عنده …. لقد نجوت لانني كنت في منزل مجاور …
كل ذلك القتل كان للتبرير اللاحق والقتل الجماعي
والقصف العشوائي الذي نزل على غزة وسكانها …
وليس عبثاً ان يبدأ الاعلامي بيرس مورغان نجم محطة البي بي سي كل مقابلاته بسؤال صار تقليدياً :
" هل تدين حماس على ما ارتكبته يوم السابع من اكتوبر ؟؟ "
لم يعر احد في الاعلام الغربي اي اهتمام للشهادات التي كان اصحابها كلهم من اليهود التي تدين الجيش الاسرائيلي وطوافاته المقاتلة والتسبب في قتل المئات.
وكما ان دماء اليهود التي اراقها الاسرائيليون عمداً وقصداً يوم السابع من اكتوبر منحهم ضوءاً اخضراً من دول الغرب لمسح غزة من الوجود … فكذلك الخشية من ان يقتلوا بقية الاسرى للإجهاز نهائياً على غزة قبل الانتقال لذبح الضفة الغربية ؟؟؟