من اوراق حسن صبرا
واقعة مع نوري المالكي 
الشراع 24 أيار 2022

وقبل روايتها ادعو القارىء ان يطلع على وثيقة مرفقة تظهر ان صهر رئيس وزراء العراق الاسبق نوري المالكي المدعو ياسر عبد صخيل اشترى فيلا في امارة دبي بسعر نحو 16مليون دولار اميركي..

في وقت نشرت فيه اخبار عن ثروة المالكي المقدرة باسمه واسم ابنه احمد بمليارات الدولارات كان يحمل بعضه بحقائب ينقلها الى لبنان وغيره من الدول الاخرى.. عندما كان رئيسا للحكومة في العراق!!

تقول روايتي انني التقيت في حي الامين في دمشق (ولعله نسبة للمرجع الشيعي العربي اللبناني السيد محسن الامين الذي كان مقيماً في هذا الحيّ) الاستاذ نوري  المالكي الذي قدمه لي مضيفي باسم جواد المالكي وهو الاسم الكودي له حيث كان معظم معارضي صدام حسين يلجؤون لإعتماده في محاولة لإخفاء هوياتهم الحقيقية...

وآسف اذ اضطر لشرح حالة الاخ جواد او نوري لأن هذا الشرح هو هدف هذه الاوراق فقد كان المالكي خفيف اللحية يرتدي بدلة رمادية وطبعاً من دون ربطة عنق وفي قدميه حذاء متسخ ولم يكن اتساخ حذائه هو اللافت بقدر ما كان لافتاً جرابه الاحمر الفاقع..

ظلت في مخيلتي لون جرابه والغبار على حذائه وسبحته الفقيرة…

وكنت اعتبر ان هذه المظاهر هي دليل نضال يهمل فيها المرء امه وابيه وصاحبته وبنيه وملابسه ووجهه في سبيل هذا النضال والبعض يقول انها عدة الشغل..

وكان كثيرون يتعمدون ابتذال التواضع كي يقتنع الناس انهم مناضلون!!

لكنهم يتصرفون بمنتهى البذخ بعيداً عن اعين الاخوة والرفاق والناس..

اذكر ان الموضوع الذي استحوذ على وقتي مع الرجل بحضور رجل دين عراقي واظنه كان من آل الحلو هو تاريخ تأسيس حزب الدعوة الاسلامية في العراق..

كنت قرأت ان حزب الدعوة تم تأسيسه بعد اصدار السيد محسن الحكيم وكان المرجع الاعلى للشيعة في العالم عام 1959 فتوى بأن الشيوعية هي كفر وإلحاد وذلك بعد سيطرة الحزب الشيوعي في العراق على مقاليد الحكم في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم بعد سنة من قيام ثورة 14تموز عام 1958...

نفى المالكي بعصبيته المعهودة هذا التاريخ مؤكداً ان السيد الصدر اسس حزب الدعوة عام 1957 اي قبل قيام الثورة التي انهت  الحكم الملكي الهاشمي في العراق ، وقبل فتوى السيد الحكيم…

وكان دفاع المالكي عن تاريخه نابعاً من قناعته بألا علاقة لآل الحكيم بتأسيس الدعوة التي نهضت بمبادرة من آل الصدر 
  وكان المالكي غاضبا وهو يشرح لي معاناته في ايران التي لجأ اليها بعد قيام ثورة الامام الخميني في صيف ايران عام 1978 وانتصرت في منتصف شتاء 1979..

وكنت انقطعت عن زيارة طهران اثر اغتيال صديقي الحبيب الشيخ محمد حسين منتظري رحمه الله...

قلت للمالكي انت تذكرني بمن قابلتهم في اسواق طهران عام 1981 من عراقيين اقحاح في عروبتهم بسحناتهم العربية وانتماءاتهم العشائرية وقد رحلتهم السلطات العراقية بذريعة انهم من اصول فارسية..

ولا انسى قوله لي في هذه الجلسة عن ان الانظمة عندما تتصارع يدفع مواطنوها الاثمان..

وانه هرب من العراق الى ايران لكنه لم يطق الاستمرار فيها.. وانا اجيبه:

لقد التقيت ومازلت التقي عراقيين في كثير من البلدان التي ازورها وكلهم يتمنون العودة الى العراق متعهدين بالصمت من دون اي حركة او كلمة معارضة لكنهم يخشون القتل او السجن او التعذيب لمجرد انهم كانوا خارج العراق !!
الشراع