من اوراق حسن صبرا 
نحدثكم عن الجيش اللبناني 
الشراع 24 نيسان 2022

كنت في قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي وفي احد اجتماعاتها في منزل امين سر اللجنة التنفيذية عمر حرب في بيروت في اواخر شهر تشرين الثاني 1975 تابع الاخ عمر اطلاعنا على اتصالات معه يقوم بها ضابط في الجيش اللبناني  لم يطلعنا على اسمه حينها يهيء لإنشقاق عن الجيش بسبب ما اعتبره انحياز اً من قيادته لمصلحة حزب الكتائب الذي دخل صراعاً مسلحاً في لبنان منذ حادثة بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975..

وكانت المنظمات الفلسطينية كلها هي الطرف الاخر في هذا الصراع ومعها قوى الاحزاب القومية واليسارية.

في جلسة القيادة التي حضرها المهندس محمد قباني وكان من الشخصيات الوطنية التي شكلت جبهة الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بقيادة الزعيم كمال جنبلاط…

وكنا نعتبر الاخ محمد واحداً منا 
فوجىء قباني بطرح حرب وقال مستفسراً :

وماذا يريد هذا الضابط يا اخ عمر؟

اوعى يكون عم يفكر يعمل انقلاب عسكري؟

هيدي ما بتمشي بلبنان... ومهما كان سلوك قيادة الجيش المنحاز للكتائب فالحل ما بيكون بانقلاب عسكري ابداً 
وبعد مطالعات من اعضاء القيادة كلهم وكنا سبعة إضافة الى قباني استقر الرأي على الموافقة على اقتراحه بنقل الامر الى رئيس الحكومة يومها رشيد كرامي...

واتفقنا على عقد اجتماع طارىء بدعوة من محمد قباني بعد لقائه رئيس الحكومة.

وبالفعل التقينا بعد يومين بمن حضر في منزل الاخ عمر حرب لينقل لنا قباني رأي كرامي وكان حاسماً:

إياكم ثم إياكم ان تؤيدوا او تشجعوا هذا الضابط على اي انشقاق في الجيش اللبناني.. وانا ارى - والكلام للرئيس كرامي - ان هناك مؤامرة كبيرة تستهدف لبنان  لضرب قواه كلها ببعضها وجر المنظمات الفلسطينية لصراع داخلي يلهيها عن واجبها المقدس من اجل فلسطين ويدخل لبنان في حرب اهلية لا تبقي ولا تذر .. وليس هناك اسهل من إشعال النار ولكن الصعوبة الكبرى هي في إطفائها… واذا اشتعلت هذه النار فليس لدينا سوى الجيش اللبناني لإطفائها.. لذا احرصوا على وحدته دائماً فهو المؤهل لحماية وحدة لبنان… ونحن كمسؤولين سنسعى لتصويب اي انحياز في قيادته وسنمنع مشاركة ضباطه او عناصره في اي نزاع داخلي وانا متفق مع فخامة الرئيس (سليمان فرنجية) على ذلك..

كان رأي الرئيس المظلوم رشيد كرامي سديداً ومسؤولاً من موقع الحرص على وحدة لبنان 
 غير ان الامور على الارض كانت تجاوزت روح المسؤلية الوطنية التي تمتع بها الراحل المظلوم ، وكانت حركة جيش لبنان العربي بقيادة الراحل احمد الخطيب انعكاساً لواقع اليم حذر منه كرامي ولم يستطع فعل شيء حياله… ليطيح الصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية ونظام الاسد في سورية امن واستقرار لبنان عبر الاطاحة بوحدة الجيش اللبناني… 
الشراع