بيروت | Clouds 28.7 c

من اوراق حسن صبرا / بين صدام حسين وياسر عرفات

مجلة الشراع 8 حزيران 2021

 

خلال الحرب العراقية - الايرانية.. سمعت من الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني ياسر عرفات انه حمل مبادرة لإنهاء الحرب بين الدولتين عرضها على الرئيس العراقي صدام حسين ، وان الرئيس الذي لم يظهر لعرفات الود الذي بدأ به اللقاء بعد ان استمع الى مبادرته احاله الى نائب رئيس الوزراء طارق عزيز ليقدم له مبادرته

    الى هنا ما سمعته من ابو عمار،

اما ما قاله عزيز لعرفات فقد نقله لي مصدر عربي على صلة قوية مع القيادة العربية ...

قال طارق عزيز لياسر عرفات بلهجة لوم قاسية: انت يا ابو عمار اعلنت عن مبادرتك إعلامياً فعرف بها العالم كله ومنه نحن اصحاب القضية كأنك تريد احراجنا مجاناً لمصلحة ايران ...

- ازاي ازاي اخي ابو زياد ازاي تقول اني انا عايز احرجكم ؟

- طبعاً طبعاً هذا احراج لنا ، لو كنت جدياً في هذه المبادرة وكنت حسن النية كنت عرضتها كإقترح منك على السيد الرئيس الله يحفظه .. فإذا وافق عليها طلب منك ان تطلقها لتظهر انك راعي سلام..

 اما ان تعلن في الإعلام عنها فقد جعلتنا امام امرين :

اما ان نرفضها فنظهر اننا ضد السلام وانت تعرف ان ايران هي التي لا تريد وقف الحرب.

وإماان نقبلها فتحقق ايران نصراً سياسياً علينا!!

يتدخل عرفات ويقول متراجعاً:

اخي طارق ، انتم تعلمون انني معكم و...

يقاطعه طارق عزيز قائلاً له بقساوة :

يا ابو عمار .. انت تطلب منا ان نتخلى عن قوتنا في الحرب، انت تقول انك معنا وانت تعرف اننا معك ، ولكنك لا يمكن ان تكون على الحياد في حربنا مع ايران .. ونحن لم ولن نكون على الحياد في الحرب مع اسرائيل .

 مصدرنا العربي اخبرنا ان الرئيس صدام حسين كان استقبل الزعيم ياسر عرفات بعد خروجه القسري من بيروت عام 1982 وقد امر بتسليمه 50 مليون دولار قائلاً له :

يا ابو عمار بغداد ليست بيروت لكن اعتبر العراق هو بلدك الثاني وهات ما تريد من اعداد من جيش التحرير الفلسطيني والمقاتلين الفلسطينيين، لكن عرفات الذي شكر صدام على مبادرته المالية والسياسية لم ينفذ ما طلبه صدام لأنه اعتبر ان العراق في حالة حرب مع ايران ولن يقدم على استفزاز ايران التي تؤيد القضية الفلسطينية

 فضلاً عن انه سيواجه صعوبة في اقناع المنظمات الفلسطينية النظامية والمسلحة في الانخراط في حرب بين جهتين مؤيدتين للنضال الفلسطيني

الزعيم الفلسطيني كشف لنا ان طارق عزيز اصطحبه في الطائرة الرئاسية العراقية لحضور المؤتمر الاسلامي في الرباط في طائرة  جمبو 747 ليكتشف فيها قاعة اجتماعات هي عبارة عن طاولة كبيرة وحولها كراسي بعدد اعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادات العسكرية مما جعله يعتقد ان صدام كان يعقد اجتماعات عسكرية على غاية من الاهمية فيها متجاوزا

 خطر قصف اي مقر له على الارض...

وكان ابو عمار يعتقد ان الغرب ربما كان يعرف هذا الامر لكنه لم يكن يريد التعرض له نكاية بإيران!

نتابع في حلقة قادمة

الشـــراع

 

يرجى الضغط أدناه لقراءة مواضيع اخرى متعلقة:

من أوراق حسن صبرا- هل مات حافظ الأسد سنيًّا؟

من اوراق حسن صبرا / عندما قال رابين لن آكل القمر الدين في سوق الحميدية!

من اوراق حسن صبرا / اين دفن بشار الاسد شيخه البوطي؟

من اوراق حسن صبرا / ياسر عرفات في ذكراه

من اوراق حسن صبرا/ عشاء مع القذافي

من اوراق حسن صبرا / عندما قلت لرفيق الحريري لبنان لا يتحمل جمال عبد الناصر !!

من اوراق حسن صبرا / وساطتي بين العقيد القذافي والامام الخميني

من اوراق حسن صبرا/ ما الذي قاله طارق عزيز بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية؟

من اوراق حسن صبرا / حافظ الاسد اكد تورط جميل السيد بتفجير سيدة النجاة !

من اوراق حسن صبرا / وقائع مع كمال جنبلاط ارويها في ذكرى اغتياله الـ 44

من اوراق حسن صبرا / اسبوعان في ضيافة مسعود البرازاني

من اوراق حسن صبرا - ما لم يقله عبد الحليم خدام

من اوراق حسن صبرا مالم يقله عبد الحليم خدام ( الحلقة 2) عن مجزرة ثكنة فتح الله وما سبقها

من اوراق حسن صبرا / عندما قال رفيق الحريري ان اميل لحود هو افضل من يكون رئيس جمهورية

من اوراق حسن صبرا / بين رفيق الحريري واميل لحود

من اوراق حسن صبرا / بين صدام حسين وياسر عرفات

الوسوم