ليس العدو وحده من قتل فؤاد شكر
بقلم حسن صبرا
الشراع 1 اب 2024
اسمح لنفسي كتابة هذا العنوان ، بعد تجربة شخصية لي مع جريمة العدو الصهيوني بإغتيال القائد العسكري لحزب الله الحاج فؤاد شكر ( محسن )
ما هي هذه التجربة ؟
انها معرفة سكان المنطقة التي تعرضت للعدوان الصهيوني بعد ظهر الثلاثاء في 30/7/2024, بأن بعضهم يعتقد بأن فؤاد شكر هو المستهدف بهذا العدوان !!
كيف ؟
في حين تردد ان المستهدف هو علي محمد يحيى الذي اورد العدو اسمه بصفته وراء القصف المزعوم لمجدل شمس ، وتكهن آخرون بأن المقصود هو السيد هاشم صفي الدين ، او الشيخ نعيم قاسم …فإن بعض سكان المنطقة القريبة من المبنى المستهدف وحتى البعيدين عنه مئات الأمتار قالوا بل انه فؤاد شكر ؟ وكيف علمتهم انه المستهدف ؟ هنا تأتي الصدمة : "معروف انه يتردد على هذا المكان "
يعني اهل المنطقة يعلمون ان الحاج محسن ( فؤاد شكر ) يزور هذا المكان !!
كيف لمسؤول بأهميته ، وهو في قمة هرم القرار بعد السيد حسن نصر الله ومعه ستة آخرين.. ان يستلشق بأمنه إلى هذه الدرجة ليتردد إلى مكان يعرف الكثيرون عنه مهماته ..؟
في رأي من يعرف طبيعة مسؤولية الحاج محسن ، انه كان في مكانة الحاج رضوان ( عماد مغنية ) امنياً وعسكرياً وإستراتيجياً .. لكنه لم يكن حريصاً مثله على السرية التامة المطلوبة في تحركاته !!.
نعم هناك امران أساسيان في تقييم حرص عماد مغنية اكثر من حرص فؤاد شكر هما :
١- ان عماد قتل في مربع الاستخبارات السورية في دمشق ، وبمساعدة حاسمة من خونة في تلك الاستخبارات ( وهؤلاء ما زالوا معشعشين في اجهزة بشار وماهر الأسد) ، وما زالت ايران تشكو من فعالية هؤلاء المخبرين السوريين : ضباطاً امنيين وعسكريين مخبرين لدى العدو الصهيوني ( والولي الروسي ) الذين ساعدوا استخبارات الكيان على التخلص من المستشارين العسكريين الإيرانيين ( هل نسينا لماذا تم التخلص من لونا الشبل وشقيقها العميد ملهم .. بعد اتهامهما بتزويد الروس بما تحتاجه إسرائيل عن تحرك المستشارين الإيرانيين واجتماع أركانهم في مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ؟).. بما دفع طهران إلى تغيير اماكن هؤلاءمن منطقة إلى أخرى ، ومع هذا ما زال هذا العدو يكتشف الاماكن الجديدة ، حتى وصل إلى قتل مستشار إيراني كان نقل للتو مكان سكنه إلى بانياس ، حيث كان يندر الوجود الإيراني !!
الأمر الثاني :
ان العدو الصهيوني امتلك احدث اجهزة المتابعة والتجسس من حليفته المانيا .. وهناك تطور نوعي :
بين ان يقتل العدو عماد مغنية في دمشق من خلال تفجير عبوة زرعت في مسند رأس المقعد في سيارته في 12/2/2008، وبين ان يقتل شكر من خلال ملاحقة ذبذبات ( قيل انها تبث من جسد المستهدف ، وان العدو يحصل عليها بوسائل مختلفة وفرتها الاستخبارات الالمانية من خلال تغلغلها باسماء واشكال مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت ، منها عيادات الطب المختلفة او مرافقين او أقارب او جيران او اصدقاء ..)
وهذه لم تكن متوفرة عند العدو عندما قتل مغنية قبل 16 عاماً .
انه تحدي بالغ الخطورة امام المقاومة الاسلامية في معقلها الحديدي وحضنها الشعبي … هي لا تستطيع خنق بيئتها امنياً ، ولا ان تتفرغ لمراقبة الناس وتقييد حركة مسؤوليها ، وفي الوقت نفسه هي لا تستطيع التراخي إلى الدرجة التي تسمح بقتل قادتها بطرق مختلفة ، لتتهم او ليتهموا هم بالاستلشاق !!
الشراع