كلنا لبنانيون .. وكفى!! / كتب: حكمة ابو زيد
الشراع 5 كانون الأول 2024
أخذ عليّ بعض الأصدقاء المسلمين، ومعظمهم من الاخوة الشيعة،عتبي في مقالي السابق في "الشراع" على الذين لا يجدون حجة يواجهون بها محاورا" لهم له رأي غير آرائهم سوى القول له: “ألميتعاون مسيحيون مع إسرائيل زمن الحرب سنة 1975 وما بعدها.."؟؟ وفي رأي هؤلاء الأصدقاء "المطهّرين" من أي حس طائفي ان التعاون مع إسرائيل، وقد حصل فعلا"، هو عيب وطني!
وبكل هدوء ورصانة، وواقعية، ومحبة نقية، أسأل هؤلاء الاخوة الأحباء: " هل مساعدة الفلسطيني إبّان تلك الحرب القذرة على اخوتكم المسيحيين هي مأثرة مشرّفة يّدافع عنها؟؟
عائلتي، وانا شخصيا"، كنا نتعاطف مع ما كان يسمى "الحركة الوطنية" بقيادة الزعيم الشهيد كمال جنبلاط، وعانينا كثيرا" جرّاء هذا التعاطف، وتعرّضت حياتنا للخطر، ولذا "طويلة على رقبة " أي "وطنجي" مستحدَث أن يتهمني بالتعاون مع إسرائيل او بالعمالة لأميركا وأنا الممنوع من دخول أميركا منذ سنة 1999 حتى اليوم بسبب موقفي "الداعم" للمقاومة كما ورد في فرمان المنع.
إذا كنّا نؤمن، حقا"، بأن لبنان وطن متنوع ومتعدد الأديان والطوائف والأحزاب والمعتقدات، فعلينا ان نتقبل اختلاف الآراء ونتجنب رشق الرأي الآخر بحجارةٍ تُدمي هذه التعددية وذلك التنوع.
وعلينا ان نتذكر ان للضرورة أحكامها وممارساتها أحيانا"، وان كبيرا" مثل الامام الخميني دفعته الضرورة الى شراء السلاح من إسرائيل إبّان حرب العراق وإيران!! هل يجرؤ عاقل على اتهام مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران بأنه تعاون مع إسرائيل؟
"يا ويش يا ويش" يا ضيوف الشاشات التلفزيونية، ولا تنسوا انكم في لبنان، ومن لبنان، وان لبناننا هذا ولبنانكم، يغلي بركانا" من التوترات والانفعالات، فاحذروا تهييجه لأن حممه ستكون نتائجهاكارثية على الوحدة الوطنية وقاضية، ربما، على الكيان نفسه. ولا تنسوا، أيضا، ان الذين تتهمونهم هم أنفسهم أو ابناؤهم واحفادهم فتحوا قلوبهم وكنائسهم واديارهم ومنازلهم لاستقبال اخوتهم الشيعة الذين هجّرهم العدو الإسرائيلي من الجنوب والبقاع، والضاحية الجنوبية ولم يتوقفوا عند اختلاف الرأي وتضارب المواقف والاقتناعات السياسية، ولسان حالهم: " كلنا لبنانيون وكفى." فلتتسع الصدور الضيقة لان لبنان يعيش في ضيقة خانقة فلا تضيّقوا عليه فسحة الأمللئلا يختنق ونختنق كلنا معه.
حكمة أبو زيد
صحافي وكاتب سياسي