خاص –"الشراع " / زيارة لودريان: محاولة لاستعادة "التفويض" الاميركي في لبنان
خاص –"الشراع " / زيارة لودريان: محاولة لاستعادة "التفويض" الاميركي في لبنان
الشراع 3 كانون اول 2023
لم يعرف بعد ماذا حقق الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الى لبنان والتي جاءت واسعة في الاتصالات التي اجراها وشملت كل الاطراف اللبنانية تقريباً.
في الشكل او الظاهر والمعلن تم الترويج الى ان الموفد الفرنسي عاد الى لبنان سعياً لتحقيق ثلاثة امور أولها تهدئة الاوضاع على الحدود مع فلسطين المحتلة والالتزام بالقرار 1701 وثانيها حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية ، وثالثها التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون .
الا ان كل ما روج له عن اسباب الزيارة لم يقنع جهة فاعلة في لبنان ، والتي يقول قيادي بارز فيها ل"الشراع" ان هناك ما هو غير واضح حتى الان في هذا المجال. مضيفاًانه لا يعرف بعد السبب الحقيقي. مشيراً الى ان الامر يحتاج ربما الى بعض الوقت لاتضاح معالم الموقف الفرنسي الذي تخلى عن طرحه السابق في موضوع انتخابات الرئاسة بالنسبة لترشيح سليمان فرنجية مقابل تولي نواف سلام رئاسة الحكومة، ودعا بشكل واضح الى الذهاب الى الخيار الثالث.
في موازاة ذلك ،يقول مصدر واسع الاطلاع ل"الشراع" ان الهدف الحقيقي والفعلي لزيارة لودريان هو محاولة البقاء على خارطة الحضور في المشهد العام وذلك بعد ما لحق بباريس من انتكاسات على اكثر من صعيد ومستوى دولي واقليمي.
وترجمة هذا الهدف حصلت من خلال الصور التي التقطت للودريان مع ممثلي مختلف الاطراف في لبنان والتغطية الاعلامية التي رافقتها. ومن خلالها فان باريس تحاول اعادة تقديم نفسها امام العالم بان لها علاقات مع كل القوى في لبنان وان بامكانها تأدية ادوار سواء على مستوى العمل من اجل عدم حصول عمليات تصعيد على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة او على مستوى العمل من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية او على مستوى تذليل بعض العقد المتعلقة بتمديد وتدارك فراغ يمكن ان يحصل في بعض المؤسسات .
وبيت القصيد في كل ذلك، اي في الهدف المشار اليه هو محاولة استعادة التفويض الاميركي الذي كان منح لفرنسا لتولي مهمة متابعتها ومعالجة اوضاع ضمن السياسات المعلنة من قبل واشنطن .
وهو تفويض كانت واشنطن سحبته من باريس في الفترة السابقة ، بعد تشكيل اللجنة الخماسية وبعد اخفاق المبادرة الفرنسية في انتاج مناخات تؤمن انتخاب رئيس للجمهوريةوعدم حصول فراغ على مستوى الرئاسة الاولى منذ اكثر من عام . وايضا ًبعد دخول الولايات المتحدة مباشرة على خط الاتصالات بين لبنان والكيان الصهيوني من اجل ترسيم الحدود البحرية بمعزل عن فرنسا ، وذلك من خلال موفدها آموس هوكشتاين.
وبعد الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة ، بدا واضحا انه ليس لباريس اي حضور او دور في المشهد العام رغم محاولة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اللحاق بركب التحرك الاميركي من خلال زيارته تل ابيب حيث اطلق مواقف ضد حركة حماس اقل ما يمكن ان يقال عنها انهاانها لم تضف اي مكسب الى رصيده الداخلي و الغربي لكنها افقدته الكثير على مستويات اخرى فرنسياً وعربياًواسلامياً وحتى دولياً بعد ان بدا بوضوح انه يغطي عمليات القتل والتدمير الاسرائيلية ، قبل ان يحاول استدارك ذلك بعد فوات الاوان ربما.