بيروت | Clouds 28.7 c

غصن وارف من شجرة التويجري إلى رحاب الله/ كتب: حسن صبرا


غصن وارف من شجرة التويجري إلى رحاب الله/ كتب: حسن صبرا

الشراع 8 اب 2024


عشرة ايام من كل عام في مهرجان الجنادرية في الرياض .. كنا نلتقي الأصدقاء والزملاء من إعلاميين وكتاب ومفكرين في ضيافة صاحب فكرة المهرجان الثقافي القومي العربي ، الذي كان يستضيف نحو 400 منهم في كل مناسبة من المحيط إلى الخليج إلى المنتشرين في رحاب العالم من أستراليا إلى كندا وما بينهما …
كان بلال الحسن نجماً في لقاءات مع الشيخ التويجري ، ثم مع نجله الأكبر الشيخ عبد المحسن .
وكان الشيخ الكبير ونجله العزيز عبد المحسن يخص كل منهما المجموعة المحدودة اياها للقاء يومي يخصص للحوار على أنواعه ، جامعاً فيه اليسار العربي وعلى رأسه لطفي الخولي ( احياناً) وبلال الحسن دائماً والعروبيين وفي مقدمتهم شفيق الحوت والأعزاء الاعلاميين المميزين فؤاد مطر وعرفان نظام الدين ونجم عبّد الكريم وعبد الله المعراوي وكاظم السماوي …
كان بلال الحسن القادم من باريس شريكاً دائماً في كل الحوارات ،خصوصاً في الموضوع الفلسطيني ، ولن أنسى حواراً ساخناً معه وهو يتحدث بإعجاب شديد عن فوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي في فلسطين المحتلة عام 2006 ، وكنت اقول له : يا استاذ بلال عليك ان تعترف ان "حمرنة "جماعة فتح الذين انقسموا على انفسهم في غزة هو الذي اتاح لحماس الفوز ، ولا تنسى ان العدو الصهيوني لم يكن حزيناً لهزيمة فتح ، فهذه هزيمة للسلطة الفلسطينية التي يريد العدو وأدها ، فضلاً عن ابتهاجه بالانقسام الفلسطيني …ثم أردفت قائلاً : انت يا استاذ بلال تبتهج لهزيمة فتح اكثر من ابتهاجك لفوز حماس ، وانت اليساري الفلسطيني الذي يعتمد ثقافة هدم الكبير لنصرة الصغير !!
كنت التقي في بيروت بلال الحسن في جريدة السفير الذي كان يشرف على صفحة الرأي فيها ، وكان مقرباً من ناشرها الراحل طلال سلمان .. وكان النقاش طويلاً معه حول مواضيعي التي أرسلها للنشر في السفير خصوصاً حين كنت من المؤيدين لاستقلال ارتريا عن إثيوبيا ، وقد ناقشت مطولاً معه عنوان مقالي : 
"استقلال ارتريا مقياس تقدمية اليسار العربي"وكان معترضاً بشدة وهو يدافع عن نظام منغستو هيلا مريام 
اليساري الحاكم في الحبشة …
كان بلال الحسن يتصدى بكل لطف وبشاشة لطروحات الزميل صالح قلاب القادم من خلفية بعثية ، حين ينتقد اليسار الفلسطيني ،
    انقطع بلال عن جماعة الشيخ التويجري في سنواتها الأخيرة، وكان المرض اقعده عن السفر من باريس مقر اقامته ، حيث كان ينشر اليوم السابع لفترة ، إلى ان قرأت في موقع " الصحافيون العرب " انه رحل ومن الرباط …
إلى رحمة الله ايها الزميل العزيز وشجرة الشيخ عبد العزيز التويجري خسرت غصناً وارفاً من أغصانها  
حسن صبرا 
الشراع