بيروت | Clouds 28.7 c

في مثل هذا اليوم هرب السفير الأمريكي!!/ كتب: احمد خالد الشراع 30 نيسان 2024

 

في مثل هذا اليوم هرب السفير الأمريكي!!/ كتب: احمد خالد
الشراع 30 نيسان 2024


انه يوم 30/4/1975… يوم هرب السفير الاميركي في عاصمة فيتنام الجنوبية - سايغون - من على سطح سفارة بلاده بواسطة طائرة عامودية ، وكان آخر ما لفه بين يديه هو العلم الاميركي ، الذي كان مرفوعاً على سارية السفارة ، حمله بين يديه تنفيذاً لتعليمات رؤوسائه ، حتى لا يسقط العلم الاميركي تحت اقدام ثوار الفيتكونغ  ، الذين سيطروا على العاصمة السابقة لفيتنام .. بعد حرب تحرير استمرت سنوات.
لماذا نذكر هذه الواقعة اليوم ؟
انه اليوم الذي انتصرت فيه فيتنام وتوحدت ضد الاستعمار الاميركي … وهو اليوم الذي انتصرت فيه جموع الشباب الاميركي في الجامعات على الادارات التي ورطت بلادهم وقتلت شبابهم (50 الف قتيل ونصف   مليون شاب أميركي جريح )
شباب الجامعات الاميركية في طول البلاد وعرضها ، خرجت في اضخم الاعداد وأوسع المساحات وأكثر الاعتراضات زخماً وعلى سنوات طويلة، وامتنع كثيرون عن التوجه إلى فيتنام   فسجن  كثيرون بسبب الرفض ، لعل اشهرهم هو اقوى ملاكم في تاريخ اللعبة كاسيوس كلاي ،الذي اشهر إسلامه واصبح محمد علي .
اليوم يبدو احفاد اولئك الطلبة الاميركان،الذين تظاهروا ضد حرب فيتنام ، منذ نحو نصف قرن ، هم الذين يتظاهرون ويعتصمون ويعتقلون ويضربون ويهددون بالفصل والسجن ، لرفضهم دعم بلادهم وجامعاتها للعدو الصهيوني الذي قتل حتى الآن نحو 34 الف إنسان فلسطيني اكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء، وجرح نحو 76 الف من ابناء فلسطين .
انها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، التي يقف فيها طلاب أميركا في ارقى جامعاتها مع الشعب الفلسطيني المظلوم ، في مواجهة الهمجية الصهيونية ، في تحد ليس لسلطات بلادهم فحسب ، بل هو تحد للهيمنة الصهيونية على القرارات الاميركية التي تصدر حول الصراع الفلسطيني - الصهيوني .
انه امر يثير الاعجاب ، عندما نرى ان احفاد الطلاب الذين تظاهروا ضد عدوان بلادهم على فيتنام يسيرون على خطى اجدادهم ، ضد عدوان بلادهم بدعم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني …
نعم هناك فارق مهم هذه المرة   وهو ان اجدادهم كانوا من الاميركيين وحدهم ، بينما يظهر دور بارزلأبناء  فلسطين والعرب ، في دعم الأحفاد الاميركيين في صحوتهم لدعم العدل ورفع الظلم، وفضح الهيمنة العنصرية الصهيونية على القرارات الاميركية .
انها صحوة أميركية غير مسبوقة هذه المرة ، فقد ثار الأجداد من اجل قضية أميركية بحتة ، لوقف حمام الدم الاميركي في أدغال فيتنام … لكن صحوة اليوم هي دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني،  الذي يتعرض لهمجية غير مسبوقة … هي دائماً صهيونية ..
وما يحصل من احتجاجات طلابية ضد العنصرية والهمجية الصهيونية ، يفتح الباب واسعاً نحو اطلاع الاميركان بمئات الملايين ،على حق الفلسطينيين بالعيش بكرامة ، في دولة حرة مستقلة وذات سيادة…على الرغم من سيطرة الصهاينة على كل وسائل الإعلام في اميركا .
انها احدى نتائج عمليةً طوفان الأقصى، التي نجحت في إطلاق صحوة غير مسبوقة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي هي المورد الاساس لاستمرار الكيان الصهيوني على قيد الحياة 
فيتنام عادت إلى المسرح العالمي من جديد بعد نصف قرن ، انما من باب الحق الفلسطيني ، الذي يلبى دعماً مهماً من شباب الجامعات الاميركية .
احمد خالد 
الشراع