بيروت | Clouds 28.7 c

ازمة العقل اليهودي/ الدكتور احمد عياش

 

ازمة العقل اليهودي/ الدكتور احمد عياش

طبيب نفسي واجتماعي

الشراع 2 كانون ثاني 2023

لا ننفي حدة الذكاء الخارق عن العقل اليهودي ، فمن حوالي 15مليون يهودي يسكنون العالم ،نجد ان عدد العلماء المؤثرين في الاكتشافات والاختراعات في كل المجالات العلمية والادبية والادارية والمصرفية ..يفوق عددهم ليس علماء العرب فقط ، انما ربما عدد العلماء المسلمين البالغة اعدادهم اكثر من مليار نسمة.
لا ننفي ان العقل اليهودي عقل منظّم من الدرجة الاولى ،وربما لان عددهم قليل بين النصارى والمحمديين ..يلزمهم ان يكونوا على هذا القدر من المكر العلمي والادبي والاداري كآلية دفاعية ضرورية للبقاء على قيد الحياة ،طالما ان ايمانهم العميق بنهاية العالم ليست بغير ظهور السيد المسيح ،لينقذهم من ويلات وثارات المحمديين في معركة هرمجدون...
اين يُصرف هذا الكلام في الطب النفسي ؟
عندما تجد شبان  العرب والمسلمين ،يقفون صفوفا بعد صفوف كي يحصلوا على تأشيرة  سفر ليهربوا من جحيم العيش في الشرق المنهوب ،من الدولة المالية العالمية العميقة ،نجد العقل اليهودي يحفز شبابه وعائلاته ان يهملوا جنسياتهم في الولايات المتحدة الاميركية وفي اوروبا الغربية وفي استراليا وفي كندا وحتى في اوكرانيا وروسيا ..كي يهاجروا باتجاه الشرق ..ولماذا؟
من اجل انتظار ظهور سيدنا المسيح الذي لن يظهر الا واغلب اليهود على ارض يهوه الموعودة ولماذا؟
كي يقاتلوا حوالي 12مليون فلسطيني في الداخل ، وفي الجوار و 400مليون عربي وحوالي مليار مسلم الذين مهما تبدلت الانظمة ومهما تراكمت الهزائم ،ومهما كثر الكامب دافيديون في التطبيع فإن الوعي واللاوعي الفلسطيني -العربي_الاسلامي على وعد غيبي ان الصخرة والشجرة سيصرخان :ان خلفهما يهودي تعالوا واقتلوه يوم يولد او يوم يعود المهدي المنتظر(عجل).
انها اعتقادات وليست افكار اً وسلوكيات ذهانية.
صحيح ، ونحن أعلم بالخط الفاصل بين الوعي و اضطراباته ،وبين المنطق وتفككه ،وبين الواقع والخيال والهذيان.
صحيح،
انما ان يمضي العقل اليهودي بمؤمنيه نحو انتحار جماعي ، ولو الزمهم ذلك استخدام السلاح النووي ضد مليار مسلم في معركتهم الاخيرة ، وفق وعد اله البراكين والحرب "يهوه"فان ذلك يشير ويؤكد ان عظمة الذكاء اليهودي يعمل ضد نفسه اكثر مما يعمل بشراسة ضد غيره.
الدولة المالية العالمية العميقة التي يشاركون فيها هي نفسها التي تسهل تجمعهم في فلسطين لينتهوا فيها.
المليار مسلم ليسوا مليارا،ليسوا مليار رجل وامراة وفق العقل اليهودي الذكي!انهم وفق اعتقاداته ليسوا غير "رعاع وهمج وخدم وبشر وكائنات حية وميته من الدرجة الرابعة "وربما من الدرجة العاشرة اي اقل مرتبة من اجبن العبيد السذج الحمقى الاقرب الى كائنات حيوانية.
لو كان العقل اليهودي يصدق فعلا انه يأتي ليعيش وليحارب وسط 400مليون عربي ، ومليار مسلم لما ارسل شابا واحدا الى فلسطين.
العقل اليهودي الذكي وبمقدار ما هو عبقري في العلوم هو مضطرب ومريض واحمق في اعتقاداته الغيبية.
يدور بعض الصوفيين وبعض المؤمنين من اهل السنة والجماعة حول انفسهم في تروايح وفي طقوس خاصة ،وكذلك يلطم بعض اهل الشيعة صدورهم ويجلدون ظهورهم بالجنازير حزنا وثأرا لاستشهاد الامام الحسين الا ان العقل اليهودي يأمر مؤمنيه ان يضربوا رؤوسهم حائط المبكى لعل "المشيخ"يُبكر في ظهوره.على الرغم من كل اختلافات اهل السنة والجماعة واهل الشيعة ،فانهم متفقون ان المعركة الفاصلة لن تكون الا في فلسطين.
المجازر واحتقار وسجن شعب باكمله واحتلال اراض لا يؤسسون للعقل اليهودي اية عقدة ذنب او ندم ، فإلههم "يهوه" اقنعهم ان كل اعدائهم ليسوا الا كائنات حيّة وجدن ليخدمن شعب يهوه المختار.
لا المسيح الاله والا الله قالا باستباحة الشعوب.
قالها يهوه بكل هدوء.
يؤمن فيها العقل اليهودي حتى العظم.
كيف يكون هذا العقل عبقريّ في العلوم ، وتافه الى اقصى حدّ في تجربة التاريخ والحياة والشعوب.؟
عقل مأزوم ومريض و ذهاني بارانوي  يحكمه الاضطهاد و الثأر والقتل كيفما اتفق ، لاعتقاده بنبالة انسانية وبسلالة ربانية وبمهمة الهية لا نقاش فيها . فالمسيح عيسى ابن مريم (ع) الذي ظهر وابلغ َوهَدى واعاد اليعازر الى الحياة و مشى على  الماء ورُفع على الصليب ليس بغير ابن اغتصاب ،ابن جندي روماني "بيدروس" جاء من صيدا ليقمع انتفاضة يهودية ضد الرومان ،جاء بالشرّ للسيدة مريم العذراء(ع)و للتستر على فضيحة الحمل "الزنا "وللشرف امام اليهود كانت قصة نفخ الرب من روحه في رحم سيدة نساء العالمين!
هكذا يؤمن العقل اليهودي.
هكذا يفسّر العقل اليهودي المضطرب المريض حادثة صلب الساحر والمهرطق اليهودي   الذي تحدى عقل كهنة اليهود ولذلك اصر اليهود ان يبرىء وان يصفح بيلاطس عن مجرم حقير وان يعدم من دعى للخير ولحب الرب في السماء .
مال قيصر لقيصر وما لله لله ربما هذه العبارة نغّصت عيش الدولةالمالية المحلية العميقة.
وجدوا في عيسى ابن مريم(ع)خطرا استراتيجيا على العقل اليهودي المأزوم.
ربما ازمة المسيح للعقل اليهودي انه جاء من عائلة فقيرة ومجهولة من الناصرة لا من نبلاء يهود اورشليم...؟
ربما لان بشرته سمراء وشعره اجعد...
اية صدفة هي ان لا تحتمل كل شعوب  العالم العقل اليهودي !وان تعلن العداء له وان تتهمه بتسخير مقدرات البلاد المالية لخطط غامضة؟
ليست صُدف انما عدم قدرة ،وعدم احتمال على تقبّل عقل مريض يحلل كل امر لصالحه ولو جاعت كل الشعوب.
عقل مضطرب ومأزوم،ذهاني بارانوي عدواني خطير يوظف ذكاءه ضد نفسه ويأخذ مؤمنيه الى انتحار جَماعي...
وللحديث تتمة ..


د احمد عياش 
طبيب نفسي واجتماعي