بيروت | Clouds 28.7 c

انتخاب بري او رفضه امتحان المجلس الجديد الاول

 

انتخاب بري او رفضه
امتحان المجلس الجديد الاول 
الشراع 17 ايار 2022


اذا ظلت القوى المسيحية داخل مجلس النواب الجديد على مواقفها السابقة بأنها لن تصوت لنبيه بري المرشح الوحيد لرئاسة المجلس فإن مشكلة سياسية حقيقية ستواجه المجلس النيابي ورئيسه ( السابق ) نبيه بري وهو الذي لا يتخيل نفسه يوماً رئيساً سابقاً .


القوى المعنية هي القوات اللبنانية وخصمها تيار ميشال عون وخصم الاثنين حزب الكتائب اللبنانية وكميل شمعون والمستقلون ونواب المجتمع المدني والتغييريون..


اما بري فقد شطب من دربه النائب الشيعي الوحيد (السابق) ياسين جابر الذي يمكن ان يكون مقبولاً من االمسيحيين والسنة ليخلف بري الذي وعد جابر بأن يوزره وهو يعلمه انه لن يكون مرشحاً على اي لائحة من لوائحه ( ويقال ان بري ابلغ جابر ان هناك اعتراضات على وجوده في مجلس النواب لم يستطع مقاومتها ) .


مشكلة بري ان مكوناً اساسياً في التركيبة اللبنانية هم المسيحيون لن ينتخبوه


ومعضلة المسيحيين انهم لن يجدوا نائباً شيعياً مستقلاً واحداً يرشحونه بديلاً عن بري ( وهل لو نجح مرشح شيعي واحد كان سيجرؤ على الترشح؟

الا يتعظ اللبنانيون من مشاهد منع دخول ناخب او ناخبة من الشيعة الى قلم اقتراع في اي قرية في الجنوب اذا شك الشباب بأنه لن يعطي صوته لمرشحيهم؟ 


غير ان هناك تحدياً آخر يواجه نواب  المجتمع المدني والتغييريين الذين دخلوا المجلس اول مرة وهم من السنة والدروز ( واحد فقط مستقل من خارج عباءة وليد جنبلاط شريك نبيه بري التاريخي ).. وهم مطالبون ان يظهروا ترجمة حقيقية لشعاراتهم التي انتخبتهم على اساسها الناس لمقاومة الفساد بدءاً من الانتفاضة الوطنية ضد الحرامية تحت عنوان كلن يعني كلن .
فهل ينضم هؤلاء الى القوى المسيحية التي جهرت برفضها اعادة بري الى رئاسة المجلس للمرة الثامنة ؟ 


لقد فهم الناس ان النائبين السنيين العائدين  اسامة سعد وفؤاد مخزومي لن ينتخبا بري ثانية فهل ينتخبه النواب السنة الجدد ابراهيم منيمنة وياسين ياسين وحليمة القعقور او المستقلين مثل خالد  قباني ونبيل بدر ..

القادمون باسم المجتمع المدني؟

وهل ينتخبه النواب السنة الذين عادوا او جاؤا من المحسوبين على سعد الحريري؟ 


ولنفترض ان هناك 55 نائباً في المجلس الجديد رفضوا انتخاب بري سواء بوضع اوراق بيضاء او رفضوا حضور جلسة الانتخاب او قدم احدهم اعتراضاً مبدئيًا بكبر سن بري المشرف على التسعين او تجرأ احدهم بطلب محاسبته على دوره الاكيد في تفشي الفساد الذي افلس اللبنانيين والدولة وافقد ثقة العالم بلبنان …

فما الذي سيحصل؟


انه كرسي الشيعة الاول وهو السلطة الثانية في البلاد يشغله شخص منذ ثلاثين سنة متواصلة ( 1992-?) ومنذ ادخل خياط غازي كنعان ايلي الفرزلي بدعة ان الاول في مذهبه يجلس على كرسي المذهب الاول ذبحت الديموقراطية وانعدمت الكفاءة واستبيحت المؤسسات واتجه لبنان نحو الهاوية ولا قعر لها!!


وهذه البدعة هي التي تبقي بري رئيساً فمن الذي سيخرج لبنان من هذا الآتون؟

ومن الذي يحرك عجلة حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها نجيب ميقاتي؟

وهل يحتمل لبنان باوضاعه المأساوية حكومة مكبلة؟

وهل يملك مجلساً يواجه معضلة ميثاقية  في انتخاب رئيس له إنتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً لميشال عون الذي سيحكم سعيداً امام هذه المعضلة؟

 
انه ما عاد تحدياً للنواب الجدد والاحزاب المسيحية فقط .. انه وضع لم يشهده لبنان من قبل !! لكن هل عاش شعب معاناة مع حكامه اللصوص كما عاش اللبنانيون مع حكامهم اللصوص العائدون ؟
احمد خالد 
الشراع