بيروت | Clouds 28.7 c

انور السادات وحافظ الاسد هما بطلا علي عبد الله صالح!!/ بقلم حسن صبرا

 

انور السادات وحافظ الاسد هما بطلا علي عبد الله صالح!!/  بقلم حسن صبرا

الشراع 5 كانون اول 2022

 مرت يوم الاحد ذكرى مرور خمس سنوات على قتل علي عبد الله صالح ، رئيس الجمهورية العربية اليمنية الذي اغتاله الحوثيون اثناء محاولته الهرب من تحت سيطرتهم ، للانضمام الى قوات التحالف العربي الذي اعلن الحرب على صنعاء بعد سقوطها في ايدي انصار الله 
العريف علي صالح كان حارساً عند باب المندب والذي كانت اغلى امانيه ان ينزل الى صنعاء ، ليكون قريباً من قبيلته سنحان وهي احدى القبائل الصغيرة الواقعة تحت حماية قبيلة حاشد برئاسة اقوى مشايخ اليمن القبلية عبد الله حسين الاحمر . . وسارت العلاقة بين الاحمر وعلي صالح على طريقة علاقة الوالد بالولد ، وكان الشيخ الاحمر هو شفيع الولد صالح عند المملكة العربية السعودية ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز. 
 رسم علي صالح مستقبله السياسي وهو في الجيش على الطبيعة القبلية اي الغدر والقتل للوصول الى السلطة : دبر مؤامرة دنيئة لقتل انظف واشرف رؤوساء اليمن المقدم ابراهيم الحمدي ، حيث دعاه وشقيقه العقيد عبد الله الحمدي الى تناول طعام الغداء ، وما ان دخل الشقيقان منزل الدعوة ومن دون حراسة حتى قتلهما علي صالح ومعه حسين الغشمي ، ثم حملا جثتيهما الى منزل لتوضعا بين جثتي فتاتين فرنسيتين والجميع عراة …ليتولى العريف الذي رقاه الحمدي الى رتبة عقيد رئاسة مجلس رئاسي ثم لبنفرد بالسلطة لمدة اكثر من ثلاثة وثلاثين سنة ، الى ان خلعته ثورة الشعب اليمني الشاملة .
دخل علي صالح مدرسة حافظ الاسد في التوريث فعمل على تجهيز نجله البكر احمد ليتولى خلافته ، كما فعل الاسد مع ابنه باسل فلما قتل هذا في حادث غامض عام 1994 جهز ابنه الآخر الذي كان يدرس الطب ولم يكمل دراسته لأن والده اراده رئيساً بعده
   واذا كان حافظ الاسد قد خلع وحجم وطوع كل من حوله لتسهيل توريث بشار فقد حاول صالح ذلك مع الرجل القوي في السلطة والجيش اللواء علي محسن الاحمر الذي كان يعتبر ان اصله القبلي يؤهله للرئاسة بدلاً من ابن علي صالح ابن القبيلة المحمية من قبيلة حاشد . 
 هنا تبدأ مسألة اخرى وهي طريقة علي صالح للتخلص من خصومه ومنافسيه 
كان علي صالح اعتمد في اليمن مدرسة انور السادات في مصر في تقريب الاسلاميين الذين حاربوا جمال عبد الناصر وحاولوا قتله مرتين وهم في مصر جماعة الاخوان المسلمين .. اما في اليمن فالمسألة معقدة اكثر حيث فتح علي صالح الباب لجماعة الاخوان اليمنية الذين كانوا قددخلوا  تحت عباءةوالده الشيخ عبد الله الاحمر ليشكل معهم ما يسمى التجمع اليمني للاصلاح … وفي الوقت نفسه راح يدعم السلفيين بقيادة مقبل الوادعي 
اسلاميو الاحمر واسلاميو الوادعي انتشروا بواسطة اخوان سورية الهاربين في شمال اليمن حيث العصبية الزيدية الراسخة ، وبدأت الاستفزازات من جانب الاسلاميين الآخرين … وراح علي صالح يتذاكى فدعم العصبية الزيدية في الشمال وتحديدا آل الحوثي وقرب والدهم اليه وادخله المؤتمر الشعبي اي اسم تنظيمه السياسي الذي قبض على اسمه مئات ملايين الدولارات من معمر القذافي لإعتماده صيغة المؤتمرات الشعبية التي كانت هاجس العقيد الليبي 


المهم ادخل صالح الحوثي المؤتمر الشعبي وادخله مجلس النواب ، لكن دهاء صالح لم يستطع التغلب على دهاء الفرس الذين اعتبروا ان الزيدية اقرب الى التشيع العام فعملوا على ارسال دعاة شيعة اثني عشرية الى شمالي اليمن كما استقبلوا طلاباً يمنيين بمنح دراسية في ايران لتحويل الاف اليمنيين الى التشيع الاثني عشرة تمهيداً لمبايعة الولي الفقيه في الجمهورية الاسلامية.


استفاق علي صالح الى قوة آل الحوثي في شمالي اليمن كما استفاق انور السادات الى قوة الجماعات الاسلامية التي اخرجها من قمقمها لمحاربة كل منهج وفكر وانجاز على طريق جمال عبد الناصر


قرر علي صالح ان يضرب عصفورين بحجر واحد وهو اشعال حرب ضد الحوثي بتوريط غريمه علي محسن الاحمر وهو العصفور الثاني… فكلفه مقاتلة بدر الدين الحوثي ليخوض الاحمر ست جولات حرب ضد آل الحوثي( ونحن نتحدث عن عائلة الحوثي في شمالي اليمن وهي عائلة زيدية تقابلها عائلات زيدية اخرى لا توافقها سياستها ومنها العائلة المتوكلية التي حكمت اليمن عقوداً واسمت الدولة باسمها اي المملكة المتوكلية اليمنية ، وهناك عائلات الوزير والشامي والمهدي وغيرها ) 


توقفت حرب اللواء علي محسن الاحمر التي ورطه بها علي صالح ليتخلص منه وهو ينافس ابنه احمد علي صالح ، مع اندلاع الانتفاضة الشعبية اليمنية ضد حكم علي صالح عام 2011…


غفل علي صالح انه وهو يتعامل مع الحوثي الذي شكل تنظيم انصار الله في اليمن ، صار يتعامل مع ثقافة فارسية هي الاعمق في التاريخ من ناحيتين هما:


١- السرية المطلقة وبالتالي الباطنية المدعومة بعد ذلك بثقافة التقية المعتمدة عند بعض الشيعة 


٢- القدرة التنظيمية المحكمة التي تستمد استمراريتها من السرية والباطنية 
من جديد حاول علي صالح تطبيق ثقافته التي جعلته يقول انه يتعامل مع السياسة والسياسيين في اليمن كمن يرقص فوق رؤوس الافاعي…

فأراد الاستقواء بالحوثيين ضد المشروع الخليجي العربي الذي دعاه الى اشراك قوى المعارضة اليمنية في السلطة ، وبينما ظهر كأنه يتعاون مع الخليجيين راح يرسل مفاوضين الى الحوثي ليتقاسم معهم السلطة ويسهل دخولهم الى صنعاء فدخلها انصار الله وانطلقت عاصفة الحزم عبر طائرات التحالف العربي الذي اقتصر في آخر الامر على الطائرات السعودية ثم الى هدنة بوساطة قادها رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي.

 


من جديد حاول علي صالح التلاعب بالحوثي فقتله انصار الله وهو يغادرهم من غير وداع فقتلوه من دون استئذان 


حسن صبرا 
الشراع