بيروت | Clouds 28.7 c

المشهد يتكرر فيديو يصور إحتجاز المياه أسفل المباني/ كتب: الدكتور سمير زعاطيطي

 

المشهد يتكرر فيديو يصور إحتجاز المياه أسفل المباني/ كتب: الدكتور سمير زعاطيطي

الشراع 20 تشرين ثاني 2023

 

مثل هذه المياه المحتجزة لفترة طويلة تسببت في إنهيار  مبنى المنصورية.

عندما قلنا بأن الخطأ هندسي بالدرجة الأولى وأنه يجب تغيير المخطط التوجيهي لمدينة بيروت والضواحي الموضوع من قبل التنظيم المدني، مخطط لا يأخذ بعين الإعتبار طبيعة الصخور التي يتم البناء فوقها، وأنه لا بد من دراسات محلية جيولوجية وهيدروجيولوجية يصار على ضوئها  تخطيط كيفية التعامل مع أنواع الصخور المختلفة ووضع التصاميم الهندسية المناسبة لها، وصولا الى منع تجميع المياه تحت المباني داخل جدران إسمنتية مانعة لجريان المياه الطبيعي سطحي كان أو جوفي والذي كان موجودا قبل البناء، تمت مهاجمتنا وبالشخصي وبأننا نريد حشر علوم الجيولوجيا في أمور هندسية لا علاقة لها بعمل الجيولوجيين. 

إلى متى سيستمر إستهتار الوزارات ومؤسسات الدولة الرسمية مجالس ومصالح وتنظيم مدني متخلف، نقابة مهندسين  تعمل على الورق وعلى بعدين طول وعرض وإغفال تام لطبيعة التربة والصخور الحاملة للأوزان الباطونية والحديدية تحتها، أي البعد الثالث العامودي على سطح الأرض وهذا يعني علوم الجيولوجيا المتنوعة، هذا الغياب يؤدي إلى ظهور المشاكل في المنشآت والأبنية والطرقات والجسور دائما وبعد هطول الأمطار بكميات محرزة.

العمل الهندسي ينشط  بعيدا عن العوامل الطبيعية المتنوعة من مناخية وجيولوجية، هو عمل ناقص يؤذي الوطن والمواطن و هو دليل على تخلف عن ركب العلم والحضارة.

ألا يكفينا تخلف نظامنا السياسي ليضاف عليه التخلف الهندسي العام الكهربائي المائي البيئي النفايات الصحي ومؤخرا  الإنهيار الإقتصادي بكل  جوانبه المتعددة.

قبل حرب ١٩٧٥  كنا نطبق الدستور والقوانين وكانت الدولة تبسط سلطتها على كامل أرضنا، كان هناك فساد ولكن  كانت هناك محاسبة ومراجعة وكنا بمصاف الدول النامية والراقية والمزدهرة.

ليتنا نستعيد دولة القانون والمؤسسات التي تحفظ الوطن وتحمي المواطن، الحلم ليس بصعب أو مستحيل، قبل الحرب الأهلية كان عندنا دولة تم هدمها وتخريبها على يد أحزاب وقوى داخلية وخارجية وتم تسليمها مؤخرا لمليشيات المال والسلاح لتكمل مهمة تدمير الوطن والمواطن اللبناني وتقدم خدمة للأعداء.

الصورة من فيديو لإجتياح المياه أسفل أحد المباني الحديثة العمار على ما يبدو. 

بيروت  ١٩ / ١١ / ٢٠٢٣
د. سمير زعاطيطي