الجنوبيون غير قلقين! لماذا ؟
الشراع 20 تشرين ثاني 2023
بدأت المناوشات وتبادل القصف المدفعي ، والمسيرات المحملة بالمتفجرات .. في الجنوب اللبناني بقطاعاته الثلاث الغربي والاوسط والشرقي في الثامن من اكتوبر/ ت١ ، بعد 24 ساعة على عملية طوفان الاقصى التي شنتها حركة حماس على العدو الصهيوني ، اي منذ 44 يوم .. بدأت ثقيلة على الجنوبيين ، وتوقع كبار السن اجتياحاً كعام 1982 ، او عدواناً كما في ال 2006 ، كما توقع شباب او رجال ونساء ، فهجر كثيرون قراهم باكراً وبلغت نسبة المهاجرين في بعض القرى الامامية نحو80% بداية ، خصوصاً مع بدء الدراسة … وبعد ايام صار البعض يعود نهارًا الى قريته ويغادر غروباً ، ثم جاءت مواسم قطاف الزيتون وعصره ، ثم تحويش السماق ودقه ، وجمع الخروب وعصره … لتعيد كثيرين الى قراهم وايضاً في النهار ، وبعضهم يغادر ليلاً الى مكان ليس ببعيد انما اكثر اماناً ، واصبح السوريون في بعض القرى والبلدات اكثر عدداً من ابناء القرى انفسهم
قرى المواجهة كمارون الرأس في القطاع الاوسط ، اصبحت شبه خالية وكذلك عيتا الشعب ورامية وطير حرفا في القطاع الغربي … وكانت ذروة الخوف مع ترقب كلمة امين عام حزب الله الاولى ، حيث اعتقد كثيرون انه سيعلن الحرب على العدو الصهيوني الذي يوغل في دماء ابناء فلسطين في غزة ، فجاءت كلمته لتصب الماء البارد على الرؤوس الحامية ، فعاد جنوبيون الى قراهم ، ومن لم يعد هو في الاصل مصطاف جنوبي في قريته ، وسكنه وعمله في بيروت والضاحية كما هي مدارس الاولاد ..
مع الوقت تأقلم الجنوبيون ،خصوصاً مع الاطلالة الثانية للسيد نصر الله ، وعادت اعداد القرى في الثلث الاخير من الخريف ، الى معدلها السنوي ، والشتاء على الابواب ، حيث ينخفض سكان قرى كل لبنان الى الربع تقريباً وليس الجنوب وحده .
ماذا يقول جنوبيون ؟
كثيرون من المستقلين الذين لا ينتمون الى احد لا الحزب ولا حركة امل مطمئنون الى حكمة السيد حسن ، كما يرددون ، وكلمة حكمة صارت صفة ملازمة في وصفهم لنصر الله ، لكن مسيسين حزبيين سابقين ، يرددون ان هناك اتفاقاً بين الحزب وإسرائيل بعدم التصعيد ، وانه توافق ضمني بين ايران واميركا.
قبل الاجتياح الصهيوني البري لقطاع غزة ، تخوف جنوبيون من مواعيد وضعوها او سمعوها وقراوها في الاعلام عن رد منتظر لحزب الله على هذا الاجتياح لكن شهراً اقترب على بدء العدوان الصهيوني البري ، وما زالت خطوط الاشتباك ملتزمة الصراع الحغرافي نفسه ،وهذا ما أزال شيئا من قلق ما زال في نفوس كثيرين ،
بعض الحزبيين والمسيسين الجنوبيين الصامدين في قراهم ، يقرأ الانضباط الاميركي مع الفصائل المسلحة العراقية ، التي حملت اسم المقاومة الاسلامية في العراق ، انه يمثل ضبطاً الجبهة في العراق يشبه الضبط على الجبهة اللبنانية مع العدو الصهيوني …لكن لا شيء مضمون اذا احتل العدو الصهيوني كل غزة وهجر اهاليها وارتكب مجازر لا قدرة لأحد على الصبر عليها … الا اذا حصل اتفاق ضمني اوسع بين واشنطن وطهران … يسمح لحزب الله ان يفرض مرشحه للرئاسة وهو حتى الان سليمان فرنجية !! الشراع