الدهاء الإيراني
رد مدروس ولا حرب شاملة
الشراع 13 نيسان 2024
عدم رد ايران يعني ان تسرح إسرائيل وتمرح اكثر في المنطقة، ويعني ايضاً عدم قدرتها على الردع والدفاع عن نفسها ومشروعها..وهو أمر لا يصلح مع قوة أقليمية بحجم ايران.. فأن تشكل قوة إقليمية ولك مشروعك: يعني انك تستطيع الدفاع عن أمنك!
ايران ليست امام خيار عدم الرد .. بل سترد وسيكون رداً مباشراًمنها ، لكن طبيعة ردها سيكون محسوباً ، فهي تريد المحافظة على الردع ،وعدم الانجرار الى حرب شاملة الآن ،وهذا يدركه الأمريكي والإسرائيلي والايراني ..لأن سياستها الانتصار في النقاط .. اعتقد ان ما حصل قبل أربعة سنوات ،عقب اغتيال سليماني دلالة على شكل ونوع الرد، حيث ابلغ الإيرانيون العراقيون انهم سيقصفون قواعد أمريكية مثل قاعدة عين الاسد، وهي إشارة الى انه رد طبيعي على الاغتيال ..وقد امتصت أمريكا الضربة لأنها ايضاً لا تريد التصعيد باتجاه حرب لاسباب عديدة.
اعتقد ان الايرانين سيردون من جهة رد محسوب النتائج .. ومن جهة ثانية ستواصل ايران سياستها في طرد أمريكا من غرب اسيا ،والتي نحن ( يقصد الكيان الصهيوني )من ضمنها وهزيمة مشروعها الربيب إسرائيل ،وهذا براىي هو المدى الاستراتيجي للسياسة الإيرانية ،على مدار العقود الأربعة الماضية ..
وبالمناسبة حتى لو لم يكن هناك ضربة إسرائيلية لإيران ،بسفارتها في دمشق واغتيال قائد فيلق القدس ، كانت ستبقى كما هي الآن ايران مواصلة طريقها بالكسب في النقاط امام المشروع الأمريكي الإسرائيلي ،للوصول للحظة اختلال في موازين القوى ..وهو ما تدركه أمريكا وإسرائيل.. وصولاً للحظة الحسم " الحرب الإقليمية الشاملة" . والتي برأي المنطقة ذاهبه إليها لا محالة ،طالما لم يعط الفلسطينيون دولة كاملة السيادة.
مجموعة الشؤون الاسرائيلية*
الشراع