بيروت | Clouds 28.7 c

الاوهام الجنسية عن الغرب عند ابناء بلادنا... / الدكتور احمد عياش

 

الاوهام الجنسية عن الغرب عند ابناء بلادنا... / الدكتور احمد عياش

طبيب نفسي واجتماعي

الشراع 1 شباط 2023

من الافخاخ الاعلامية ، وربما كجزء من الغزو الثقافي الموجّه نشر اخبار هوليودية_ ايروتيكية مثيرة جنسيا عن الحياة الغربية او الاوروبية ،لدى جيل الشباب المتحمس لشهواته ولنزعاته وللنبضات الايروسية لدى جيل الشباب العرب.
نادرا ما تشاهد اثنان يقبلان بعضهما  بلهفة في شوارع مدن فرنسا ،ولا حتى في الحافلة ولا حتى في القطار ولا حتى في الترام.
لا مشاهد ايروتيكية مثيرة للحواس . فحتى في اسلوب ارتداء الثياب فنحن لا نغالي إذا قلنا ان شبه التعري بالثياب في بلادنا اكثر.
بل اكثر من ذلك،!!
نادرا ما ترى فتاة او امراة بشفاه او خدود متضخمة اصطناعيا ،ونادرا اكثر ما ترى اسنانا مصفوفة صفاً ابيضا بإتقان .
تجد هذه الامور في بلادنا اكثر ،لسهولة الاتصال والتواصل ولسهولة التدخل الجراحي التجميلي الفوضوي.
ملفت للانتباه حجم الثديين في فرنسا ،وكأن معظمهن يعانين من ضمور و من تشوّه في الصدر !عكس نساء بلادنا المهتمات بعمليات زرع السيليكون ،وما شابهه في اثدائهن وفي مؤخراتهن.

للامانة ،تبدو نساء وفتيات بلادنا اجمل وخاصة اللبنانيات والسوريات ،فنسبة الجمال هنا اقل بكثير من نسبة جمال السلافيات الروسيات الاوكرانيات البولونيات ،الا ان الاناقة المتواضعة ربما هنا اهمّ وابرز واجمل.
غير صحيح ما يظنّه شبابنا عن النساء هنا ،فالفتيات والنساء هنا لا يمارسن الجنس بلا اعجاب ،وبلا حب وليس في الطرقات وليس امام الناس ،كما نجحت الافلام والدعايات السياحية بتقديم البلاد الاوروبية.
ربما الاوروبيات الشرقيات اكثر ميلا في تقليد وفي تنفيذ صورومشاهد متأثرين بالدعايات عن الحياة في اوروبا الغربية.
افخاخ واوهام يتناقلها الشبان من دول العالم الثالث فيما بينهم ،كمغامرات فحولية انما في الحقيقة ان الفتيات والنساء هنا اكثر قوة في الدفاع عن انفسهن وعن اجسادهن ، ليس لان السماء أو يسوع الرب سيحاسبهن ..فاغلبهن هنا لا يزرن الكنائس ،بل لانهن يؤمنّ اكثر بوجودهن وبحضورهنّ.
الكنائس هنا فارغة ،ليس فيها من يقرع اجراسها.
العيب موجود هنا ،انما لا يعيرون اهتماما لما يسميه شبابنا فضائح جنسية.
لا وجود للحرام وللحلال هنا ،انما المغامرات الخفية خلف الجدران اقل مما يحدث في بلادنا بالتأكيد.
شبابنا ضحايا دعايات هوليودية_ايروتيكية عن الجنس والمرأة في الدول الغربية.
ربما القائد كوفيد التاسع عشر ترك اثرا اجتماعيا تهذيبيا مهما ،وربما هو الايدز و الوعي الصحيّ للفيروسات وللبكتيريا المنتقلة كعدوى  قاتلة .
صحيح ان لا قيمة للعذرية هنا ،الا ان المفاهيم هنا لا تصف فاقدة العذرية بالعاهرة ،ما يعني ان الفتاة هنا بتخليها عن عذريتها لا تجعلها تظن انها تتحدى الاخلاق ،ولا انها تعارض وصايا السماء.
الخطورة في الفتاة العربية التي تعرف ان مجتمعها وسماءها يرفضان وينعتان فاقدة العذرية بصفات سيئة اخلاقيا ودينيا ،وعلى الرغم من ذلك تفعلها بفجور وبتحدٍ.!!
المسألة مسألة ثقافةومفاهيم واخلاق مجتمع و وصايا سماء ..لذلك ما تفعله الفتيات وما يفعله الشبان من دول العالم الثالث والدول العربية ،اكثر شناعة بكثير مما يحصل هنا.

من ناحية اخرى ،المقزز والمنفر هنا تعميم ظاهرة المثلية كثقافة جديدة طبيعية في المجتمع وبين الاجيال ،فالشاشة المرئية تعرض كل مساء مسلسلات عن حياة المراهقين قليلا ما تخلو من اشخاص مثليين يؤدون ادوارهم كادوار عادية طبيعية ،بما فيها مشاهد شابين او فتاتين يقبلان بعضهما البعض  .
بامكان الثقافة الغربية ان تتقبل فكرة المثلية كظاهرة طبيعية ،لكن ان تعمل وان تسخّر ادواتها الاجتماعية والاعلامية في خدمة هذه الظاهرة المنفرة وغير المتفق عليها بين شعوب ودول العالم ..فهو امر سيرتد على المجتمعات الغربية آجلا بظواهر اكثر اضطرابا نفسيا واجتماعيا.
انها اوهام اكثر منها حقائق و وقائع عن الحرية الجنسية ،فالمدن الفرنسية ليست فيلما اباحيا كما يتصوّره الشبيبة في دول العالم الثالث .
وجود حانات للدعارة منظمة لا يعني ان الحانات تتسع لشوارع المدن كلها.
اوهام وخيال وصورسينمائية اكثر منها حقيقة و واقع...
ساذج من يدعو شبابنا لتقليد صورعن هوليود مخادعة ومؤذية للامن النفسي وللامن الاجتماعي ،.و ساذج ايضاً من يطلق صفات الاباحية والايروتيكية على مدن وعلى شعوب اوروبية.
التواضع في الاوهام افضل.
#د_احمد_عياش
طبيب نفسي واجتماعي