بيروت | Clouds 28.7 c

العصابات التي شكلت جيش الدفاع الصهيوني 1" / محمد المشهداني

 

العصابات التي شكلت جيش الدفاع الصهيوني  1"
محمد المشهداني

الشراع 9 كانون الثاني 2024

 

جيش العدو الصهيوني الذي  تكون من ميليشيات وعصابات ثقافتها  الأغتصاب والإجرام والقتل والفصل العنصري وغيرها .  وإن هذا الجيش الميليشياوي الإسرائيلي  الذي نفذ الكثير من المذابح والمجازر الدموية بحق الأبرياء وأصحاب الحق والأرض من الشعب العربي الفلسطيني. 
أن الميليشيات الصهيونية هي مجموعات مسلحة إرعابية  كانت تقوم بهجمات  
على الفلسطينيين وعلى البريطانيين إبان الإنتداب البريطاني على فلسطين. و تَشكَّل جيش العدو الإسرائيلي من إتحاد عدد كبير منها بعد 12 يوم من إعلان قيام الشر  إسرائيل في العام ١٩٤٨.

تنظيم الهاجانا هو من مخلفات ووحي الحرب العالمية الأولى.  
وفي العام ١٩٢٠. كانت فلسطين تحت الإنتداب البريطاني وبعدها إندلعت أنتفاضة موسم النبي موسى وحدثت فيها مواجهات عنيفة بين العرب و الصهاينة  واليهود انغمسوا مباشرة في تأسيس وتكوين قوة مسلحة مستقلة عن قوات الجيش البريطاني لتحمي المستوطنات والأراضي الزراعية التي أحتلها الصهاينة. فتم تأسيس ميليشيات الهاجانا وعفوران وهي تعني فرقة الدفاع والعمل إنضم إليها عددكبير من الجنود السابقين البريطانيين وأبرزهم يوسف بتهيش الذي سوف يقود المليشيات الهاجانا في السنوات العشرة القادمة كان ليوسف بتهيش رأى آخر ولم يكتف فقط في ممارسة الحراسة والدوريات بل وضع لها برنامج تدريب ومهارات عسكرية شاملة للمتطوعين وإنشأ مصانع سرية للقنابل والمتفجرات ونفذت عناصر المليشيات الهاجانا عمليات إغتيال أبرزها إغتيال الدكتور جاكوب ديهام يهودي عارض الحركة الصهيونية في فلسطين وخصوصًا القدس في العام ١٩٢٤. وأنتشر أفراد الميليشيات الهاجانا حول العالم لضمان تدفق هجرات اليهود والتبرعات والدعم والأسلحة إلى فلسطين وطبعا لم تقف بريطانيا متفرجا بل دربت وسلحت ودعمت وحدات الصاعقة  _  البلماح . التابعة لعصابة الهاجانا وأصبحت إعدادها بالآلاف أرتكبت تلك الوحدات من البلماح الكثير من الجرائم والمجازر الدموية بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني وقمعت وإغتالت العديد من الثوار العرب الفلسطينيين في الثورة الفلسطينية الكبرى في العام ١٩٣٦. ولم يشفع ذلك لبريطانيا وأنشقت عن ميليشيات الهاجانا عدة عصابات أكثر إجراما مثل ميليشيات الأرجون الذي كان يتزعمها مناحيم بيغن وميليشيات ليحي.  وهاجمت تلك العصابات قوات الجيش البريطاني وسكك الحديد وأغرقت السفن البريطانية وإغتالت عدة شخصيات أوروبية بارزة من ضمنهم  اللورد يوين وزير الدولة البريطانية ومبعوث الأمم المتحدة. 
كانت الميليشيات الصهيونية الثلاث مختلفة ظاهريا وأصدرت عصابة الهاجانا  بيانات الاستنكار وقبضت على أفراد وعناصر هذه العصابات وسلمتهم لقوات الجيش البريطاني وأكد مناحيم بيغن في كتاباته أن هناك تنسيق عسكري في الخفاء بين الميليشيات الصهيونية وأنهم يتقاسمون  الإدوار بينهم فقط . وفي العام ١٩٤٦. قررت السلطات البريطانية تقليل الهجرة اليهودية والصهيونية إلى فلسطين لامتصاص وتخفيف غضب  العرب والمسلمين. وبعدها تحالفت ميليشيات الهاجانا مع الأرجون وليحي وأشتيرن وبيتار وغيرها متحدون وينفذون الآلاف من العمليات الإرعابية ضد السكان  الارض الفلسطينيين  وحتى ضد القوات الجيش البريطاني وأهمها تفجير فندق الملك داوود ومجزرة دير ياسين ومذبحة بلد الشيخ وغيرها. 
الفيلق اليهودي 
_____________
وترجع فكرة هذه التشكيلات إلى تصور قيادات الحركة الصهيونية إلى ضرورة مساعدة بريطانيا كقوة أستعمارية حتى تساعدهم على تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وقد واجه اليهود في بريطانيا صعوبات في بداية الأمر في مطالبهم هذه حيث تجاهلتهم وزارة الدفاع البريطانية وهاجمها تيارات من اليهود الرافضين لفكرة تهجير اليهود إلى فلسطين مفضلين الأندماج في مجتمعاتهم الأم، واليساريون في أوساط الشباب اليهودي وفي بريطانيا. إلا أن الأجواء في بريطانيا في ذلك الحين كانت مليئة بمشاعر معاداة اليهود الأجانب الوافدين من روسيا ويكسبون رزقهم في بريطانيا دون تحمل أعباء الدفاع عنها. لذلك سارعت الحكومة البريطانية بتجنيد هؤلاء لتهدئة مشاعر الغضب من وضعهم الفريد  وبحسب الدكتور المسيري فكان تجنيد الكتيبة "38" حملة البنادق الملكية من العام 1915م إلى العام 1917م، وتولى قيادتها الضابط البريطاني جون باترسون. وقد تلقت هذه الكتيبة تدريباتها في بريطانيا ومصر ثم توجهت إلى فلسطين. 
وعندما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية  الحرب وافقت الحكومة الأمريكية في يناير العام 1918م على تشكيل كتيبة من اليهود الأمريكيين ومن اليهود المتطوعين من الأرجنتين وكندا باسم الكتيبة "39" ونقل قسم منها إلى مصر وشرق الأردن في نفس العام ونقل الجزء الأعظم منها إلى فلسطين بعد أن وصلت الحرب إلى نهايتها. وعمل على تنظميها ديفيد بن جوريون وإسحاق بن تسفي. 
تم تشكيل كتيبة أخرى هي الكتيبة "40"، والتي نظمها فلاديمير جابوتنسكي و يوسف ترومبلدور  في مصر العام 1915م  بناء على اقتراح من قائد الفرقة الاسكتلندية في فلسطين والذي دعا إلى تجنيد اليهود في المناطق التي احتلتها بريطانيا من فلسطين وقد تلقت هذه الكتيبة تدريبها في التل الكبير ولكنها لم تشارك في الهجوم على فلسطين في العام 1918م إلا أنها نقلت إلى فلسطين في نهاية ذلك العام. 
ومع نهاية الحرب العالمية الأولى كانت تتمركز على أرض فلسطين 3 كتائب يهودية تضم حوالي 5 آلاف فرد شكلوا 15% من جيش الإحتلال البريطاني عرفت باسم الكتيبة العبرية وأصبح شعارهم «المينوراه» اليهودي إلا أنه في العام 1920م تم حل هذه الكتائب نهائيا وضم الكثير من أعضائها إلى الـهاجاناه.

وهنا سوف نتحدث عن تعريف الميليشيات الصهيوينة.
_________________________________________
ميليشيات الهاجانا. 
________________ 
و قبل تأسيس الهاغاناه، كانت منظمة «هاشومير» معنية بحفظ الأمن في التجمعات اليهودية في فلسطين، ولم يتجاوز عدد أفراد المنظمة عن 100 فرد على أحسن تقدير. تأسست «هاشومير» من المهاجرين اليهود في العام 1909 وكانت «هاشومير» تتقاضي أجراً سنوياً نظير خدماتها الأمنية للتجمعات اليهودية. 
أعطت الثورة العربية في فلسطين في الأعوام 1920-1921 مؤشراً قوياً لزعامة اليهود في فلسطين بأن الحماية البريطانية لا يُعوّل عليها في حفظ أرواح وممتلكات اليهود واستبعاد قدرة منظمة «هاشومير» في لعب دور الحراسة والسهر على أمن التجمعات اليهودية، والحاجة لتأسيس جهاز أمني مركزي وذي تجهيز أفضل من «هاشومير»، فانشأت الهاغاناه كبديل للـ«هاشومير» في يونيو 1920. 
في الأعوام التسعة الأولى لتأسيس الهاغاناه، كانت الأوضاع مستتبّة نسبياً وكانت الهاغاناه منظمة مدنية تُدار من قِبل إدارة مدنية بقيادة يسرائيل جاليلي. وما أن اندلعت الثورة العربية الكبرى  في 1929 والتي خلّفت 133 قتيلاُ يهودياً، تطوّر حال منظمة الهاغاناه بشكل جذري وانضم إليها آلاف الشّبان اليهود وقامت باستيراد السلاح الأجنبي وإنشاء الورش لتصنيع القنابل اليدوية والمعدات العسكرية الخفيفة وتحولت إلى جيش نظامي بعد أن كانت ميليشيا ذات تدريب متدنّي. كما حظيت هذه القوات بمساعدة بريطانية مباشرة من خلال مساهمة ضباط بريطانيين في سلطة الإنتداب بتدريب قواتها من أمثال الضابط البريطاني وينجت الذي كان يسمى بين أفراد العصابة بالصديق . 
و بحلول العام 1936، أصبح أعداد الهاجاناة 10000 مقاتل و40000 من الاحتياط. وخلال ثورة العامي 1936 - 1939، قامت الهاغاناه بحماية المصالح البريطانية في فلسطين وقمع وقتل الثّوار الفلسطينيين. وبالرغم من عدم أعتراف الحكومة البريطانية بالهاغاناه، إلا أن القوات البريطانية قامت بالتعاون وبشكل كبير مع منظمة الهاغاناه فيما يتعلق بالقضايا الأمنية وأمور القتال. 
في العام 1937، قام اليمين المتطرّف في منظمة الهاغاناه بالانشقاق وتأسيس منظمة الـ «أرجون» (1) ويعزى انشقاق الإرجون عن الهاغاناه لحجم القيود البريطانية المفروضة على الهاغاناه وازدياد الضغط العربي الفلسطيني. ولامتصاص الغضب العربي، قامت الحكومة البريطانية بتقييد الهجرة اليهودية إلى فلسطين مما دعى الهاغاناه لتنظيم هجرات يهودية سرية غير مشروعة إلى فلسطين وتنظيم المظاهرات المناهضة للحكومة البريطانية

وفي العام 1939، أعلن «ديفيد بن غوريون» رئيس مجلس إدارة «الوكالة اليهودية» دعمه التّام للحكومة البريطانية وعزمه القتال ضد ألمانيا «أدولف هتلر» النّازي مع القوات البريطانية، إلا أن أفراد منظمة الإرجون لم يعبؤوا بتصريح بن غوريون وقاموا بقصف المواقع البريطانية. 
في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، قامت القوات البريطانية بالتماس التعاون مع منظمة الهاغاناه خوفاً من تغلغل قوات دول المحور في شمال أفريقيا. ولكن بعد هزيمة «إروين رومل» في معركة العلمين في 1942، تنفّس البريطانيون الصعداء وأخذوا خطوة إلى الوراء فيما يخصّ الدعم والتعاون مع منظمة الهاغاناه.
زبعد أنتهاء  الحرب العالمية الثانية، عمدت منظمة الهاغاناه بشنّ حملة معاديه للقوات البريطانية في فلسطين، فقامت بتحرير المهاجرين اليهود الذين احتجزتهم القوات البريطانية في معسكر «عتليت»، وقامت بنسف سكك الحديد بالمتفجرات، ونظّمت حملة هجمات تخريبية استهدفت مواقع الرادار ومراكز الشرطة البريطانية في فلسطين. أضف إلى ذلك استمرار منظمة الهاغاناه بتنظيم الهجرات اليهودية الغير مشروعة إلى فلسطين. 
في 28 مايو 1948، أعلنت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة بإنشاء «الجيش الإسرائيلي» والتي خلفت الهاغاناه في لعب دور الأمن والأمان ومنعت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة أيّ من التشكيلات القتالية باستثناء قوة الدفاع الإسرائيلية إلا أن منظمة الإرجون لم تعبأ بقرار الحكومة المؤقتة مما أثار المناوشات بين قوات الأرجون وقوات الهاغاناه لفترة وجيزة، وفي النهاية، القى الإرجون أسلحتهم وشكّل «مناحيم بيغن» حزباً سياسياً (حزب «حيروت») على أنقاض منظمة الإرجون.

 

ميليشيات الأرجون الإرهابية.
_______________________ 
نشأت منظمة الإرجون التي صنفت من قبل السلطات الإنجليزية كمنظمة إرهابية في العام 1931 بتفرعها من الجناح العسكري الصهيوني آنذاك والمعروف بعصابات الهاجاناه على يد «إبراهام تيهومي». لعل من أهم أسباب انشقاق الإرجون عن الهاجاناه الصهيونية هو امتعاض الإرجون من القيود البريطانية المفروضة على الهاجاناه في تعاملها مع الثّوار الفلسطينيين والعرب. 
وتلقّت الإرجون دعماً سريّاً من بولندا ابتداءً من العام 1936 وكانت الحكومة البولندية تأمل في تشجيع الهجرة اليهودية البولندية عن طريق هذا الدّعم. تجدر الإشارة إلى أن اليهود كانوا من أفقر طبقات المجتمع البولندي في تلك الفترة وكان من دواعي سرور الحكومة البولندية جلاء هذه الشريحة من المجتمع البولندي إلى فلسطين. 
وتمثّل الدعم البولندي للإرجون على تقديم العتاد والتدريبات العسكرية، وفي العام 1943، و تولّى مناحيم بيغن أحد رؤساء وزراء إسرائيل لاحقاً  قيادة عصابة الإرجون، وبُعيْد إعلان دولة الكيان الصهيوني، حلّت الحكومة الإسرائيلية المؤقّتة آنذاك جميع العصابات العسكرية لتكوين «جيش الحرب الإسرائيلي» وكانت الإرجون أحد تلك العصابات.
وخلال ثورة فلسطين في العام  1936  التي قامت ضد الانتداب البريطاني على فلسطين 1936 – 1939، قامت المنظمة الصهيونية إرجون بما يزيد عن 60 عملية ارهابية ضد الفلسطينيين العرب إضافة إلى مهاجمتها قوات الإحتلال البريطاني. 
وقد تم وسم هذه المنظمة بصفة الإرهاب من قبل صحيفة نيويورك تايمز، وأيضاً من قبل اللجنة الأنجلو-أمريكية للتقصي، إضافة إلى شخصيات عالمية بارزة ومنها يهودية أمثال، وينستون تشرشل، حنة آرنت، ألبرت أينشتاين، وغيرهم. 
شنت عصابة الأرجون سلسلة من العمليات الإرهابية إبان نشوب الحرب العالمية الثانية، راح ضحيتها ما يزيد عن 250 شهيد من العرب الفلسطينيين في تلك الفترة. وفيما يلي قائمة بالعمليات الإرهابية التي ارتكبها أفراد الإرغون خلال عقد  الثلاثينيات من  القرن العشرين، حيث تم ارتكاب ما يزيد عن 60 عملية خلال تلك الفترة. 
ميليشيات البيتار.
_______________ 
بيتار هي حركة شبابية صهيونية تأسست في العام 1923. في ريغا بلاتفيا بواسطة فلاديمير جابوتنسكي. هذه الحركة عادة مرتبطة للحيروت الأصلي ومن ثم حزب الليكود السياسي في إسرائيل، وكان مشتركا بصورة وثيقة بمجموعة صهيونية تصحيحية منشقة تسمى أركون تصيفائي ليئومي. تشكلت الحركة كتطبيق عملي لمبادئ الفاشية الصهيونية معتمدة على التكتيكات السياسية المدعومة بالعسكرية المتطرفة مع توليفة من الأعمال الدعائية لتحقيق أقصى حالة من القوة العسكرية والوحدة الاجتماعية لتأسيس الدولة اليهودية. 
وقبل تأسيس الشر _ إسرائيل قامت حركة بيتار بتدريب الشباب اليهودي والصهيوني في عدة دول خدموا كميليشيات وعصابات يلبون بصورة رئيسية ما يمليه عليهم قادتهم الصهاينة المتطرفين ولا يتبعون التوجيه البريطاني أو غيرهم من القادة الصهاينة العلمانيون اليساريون خرج من هذه الحركة العديد من الشخصيات السياسية في الكيان الصهيوني الإسرائيلي مثل مناحيم بيغن وإسحاق


محمد المشهداني _ الشراع