*العرب بين السيئ والأسوأ
بقلم عرفان نظام الدين
الشراع 2 تشرين الثاني 2024
عجيب أمر العرب، فهم يقعون في الخطأ نفسه ،ويدفعون ثمنه من كرامتهم وحقوقهم وأراضيهم ومصالحهم. ومع مرور الأيام، يتناسون ما جرى ويسامحون من ضحك عليهم ،ويفتحون صفحة جديدة بيضاء، بعد أن يمسحوا كل "إضبارات" الاتهام وبعد أن يقطعوا أصابع الاتهام.
اليوم، ونحن نتابع بقرف مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية، نشهد جدلاً حول من هو الأفضل لنا، مع شرح تبريري للخيار بعدما ذبحتنا جرائم المرشحين ،وعداء الحزبين عبر التاريخ القديم والحديث. إذ لا يجتمع عربيان إلا وثالثهما شيطان السؤال المعيب: أنت مع من :دونالد ترامب ؟أم كاميلا هاريس.؟ويتحوّل الأمر إلى صراخ ومشادّات، وكأن المرشحين من سلالة القديسين والأولياء الصالحين، الذين أفنوا حياتهم في خدمة العرب ونصرة قضيتهم الفلسطينية ومحاربة الصهيونية واستنكار الاحتلال المتمادي. !!
وأكثر ما استفزّني جر العرب إلى مؤتمرات صحفية ، إلى جانب ترامب يعلنون مبايعته ولياً لأمرنا، أو تأييد كاميلا وكأنها نصيرة للحريات والحق العربي. وكم كان معيباً مشهد مجموعة قالوا إنهم يمثلون المسلمين العرب الأميركيين ،ليعلنوا مبايعتهم ترامب وتقديم الولاء والطاعة لمن باع القدس العربية والجولان والضفة الغربية للمغتصب الصهيوني، مناصراً حرب إبادة أهلنا في غزة وجنوب لبنان، بل أعلن وهو يحمل خريطة" أن مساحة إسرائيل صغيرة وتضيق بأهلها يجب أن تتوسع."
أما من زعموا بأنهم يمثلون المسيحيين العرب، فحضروا لتأكيد الولاء لترامب ،الذي أيد جرائم إسرائيل مثله مثل منافسته السمراء.
باختصار شديد، لا يحتاج أحد إلى إثبات أن العرب والمسلمين سيخرجون خاسرين في الحالتين، وسلّتهم بلا عنب، أي أن عليهم الاختيار بين السيئ والأسوأ، وكما حنا كما حنين وشهاب الدين… اظرط من أخيه. ولا عزاء للعرب والمسلمين، والرحمة للمظلومين في غزة ولبنان.