اجتهادات نصر وعزيز وبدر/ كتب: د. وحيد عبدالمجيد
اجتهادات نصر وعزيز وبدر/ كتب: د. وحيد عبدالمجيد
صامدون لما يقرب من شهر حتى الآن. يتصدون لمحاولات قوات الاحتلال التسلل باتجاه إحدى البلدات أو القرى اللبنانية المحاذية للخط الأزرق. تلجأ هذه القوات إلى محاولة التسلل خلف خط دفاع المقاومين لصعوبة التوغل المباشر. لا يتيح لهم المقاومون فرصة للتقدم بالدبابات التى تُقصف بالقذائف المضادة للدروع المتوافرة بكثرة. لم يحدث فى تاريخ الغزوات الصهيونية للبنان منذ 1978، وقبله فى محاولة صغيرة مبكرة عام 1972، أن عجز الغازون عن التقدم السريع والتمركز والتوغل.
لم تؤثر الضربات المؤلمة ضد قادة المقاومة وقدراتها العسكرية فى معنويات مقاتلى الوحدات المكلفة بمواجهة العدو على الحدود حتى الآن، خاصةً وحدات نصر وعزيز وبدر، ومعها وحدة الرضوان التى تضم قوات النخبة المتخصصة فى العمليات الخاصة.
تعمل وحدة نصر فى القطاع الغربى من جنوب لبنان فى المنطقة بين الحدود ونهر الليطانى. وتقابلها وحدة عزيز فى القطاع الشرقى من الجنوب وصولاً إلى منطقة البقاع الغربى. وتسندهما وحدة بدر التى تعمل فى المنطقة من نهر الليطانى إلى مدينة صيدا, ولم تتأثر باغتيال قائدها السابق محمد نعمة (الحاج أبو نعمة) فى يوليو الماضى، وقائدها الأسبق سامى عبد الله الذى اغتيل قبله بشهر تقريبًا. وليس بعيدًا عن الوحدات الثلاث توجد وحدة حيدر فى مناطق البقاع الأوسط وبعلبك والهرمل. وتعتمد وحدات المشاه المقاتلة هذه على وحدات أخرى متخصصة مثل وحدة الصواريخ الجنوبية التى تؤَّمن وصول الإمدادات إلى المقاتلين فى الجبهة. ويبدو أنها تنفذ مهامها بلا تغيير بعد اغتيال قائدها السابق محمد على إسماعيل، ونائبه حسين أحمد فى آخر سبتمبر الماضى, مثلها فى ذلك مثل الوحدة الصاروخية المركزية فى الحزب الذى اغتيل رئيسها إبراهيم القبيسى أيضًا. وهناك أيضًا وحدة المدفعية التى تزودهم بمدافع الهاون والراجمات سواء التى تُستخدم على الجبهة أو تُطلق من مناطق أخرى.
صمودُ مُقَدَر ثان فى جنوب لبنان بعد قطاع غزة فى أصعب ظروف يمكن تخيلها. فتحية لمقاتلى الوحدات الصامدة أمام الغزو، وبصفة خاصة مقاتليها فى القشرة الأمامية التى تحاول قوات الاحتلال تجاوزها منذ ما يقرب من شهر