بيروت | Clouds 28.7 c

عاش القطيع ولو مات ذبحاً.../ كتب: الدكتور احمد عياش

 

عاش القطيع ولو مات ذبحاً.../ كتب: الدكتور احمد عياش

الشراع 25 ايار 2024

ماذا لو انقلبت الآية ،وسيطر الدجاج والبقر والغنم والديوك والماعز والطيور والارانب على مقاليد الحكم؟
ماذا لو قرّروا مجتمعين ،وبأوامر من مجمع الآلهة الخاص بهم ،اعتبار ذبح البشر حلال و راحوا يجمعوننا في زرائب و في مزارع ليعلفوننا  جيّداً؟
ماذا لو بقي فينا بعض من العقل ومن الذاكرة ومن التحليل ومن الاستنتاج ومن القدرة على إطلاق الاحكام؟
سيكون عذاب الأكثر يقظة بيننا مضاعف ،بينما الأحمق سيحيا وسيذبح سعيداً.
ماذا نحن فاعلون؟
هل سننصاع للاقدار كما هي ونتركهم  يقودوننا للذبح ؟ أم أننّا سنحفر الانفاق او سنستغل نوم الراعي لنهرب؟
لن نهرب ابداً لأن الكلاب المدرّبة ستكون منّا و بيننا وحولنا ،ولانّ الثور والتيس سيكونون ايضاً منّا إنما على شاكلة بشر.

سنعتاد فكرة اننا من قطيع، و في القطيع باقون لانّ ثورنا وتيسنا سيقنعوننا ان المزرعة دولتنا ،وأننا هنا في أمان،نأكل ونشرب ونتزاوج وما قصّة الذبح  الا قصة " إنتهى عمره ".
الا قصّة"مات وارتاح".
سيقنعوننا ان اختيارنا للذبح رحمة لنا، لأن في الموت ذبحاً راحة.
وهناء.
ومتعة.
ومن يرضى عنه مجمع الآلهة سيخلق من جديد ثوراً او تيساً او ذئباً او سلحفاة او تمساحاً او حشرة بعوض إنما حاكم او حاكمة .
كلّ منّا حسب احترامه لقانون الغذاء والطاعة والذبح.
مَن انصاع للذبح مبتسما عاد فخلق تيساً مبجّلاً ذا مكانة عالية ،وحتى مقرّباً من مجمع الآلهة ،و من مات متمرّداً فسيلعنه مجمع الآلهة وسيخلقونه صرصوراً تدوسه الاقدام.
بشري على شاكلة تيس ،وصرصورا على شاكلة بشر.
سنتمنى أن نُذبح باجسام سمينة ومدهنة بعيدا عن عمليات التجميل كي ترضى عنّا الاسواق الاستهلاكية ،و كي تروّج الإعلانات عنّا حكايات صحية وطبية مفيدة كجعلنا مصدراً للفيتامينات وللمعادن من أجل صحة سعادة التيس ،ومعالي الثور وفخامة البقرة وسيادة الديك و جانب الطير والدجاجة  والارنب.

سيعقلون صورنا في الطرقات مبتسمين ،واسفل الصورة سيكتبون:
عاش القطيع ولو مات ذبحاً.
او انهم سيكتبون :
المجد للقطيع.
#د_احمد_عياش.