بيروت | Clouds 28.7 c

أمين سلام  رئيس الحكومة القادم  بقرار أميركي - بقلم / وائل بحسون

 

أمين سلام  رئيس الحكومة القادم  بقرار أميركي - بقلم / وائل بحسون

 الشراع العربي  11 أيلول 2021

 

نائب رئيس غرفة التجارة الامريكية العربية الوطنية سابقاً هو :

وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني المعين اليوم في 10 أيلول 2021 المحامي الدولي والخبير في الشؤون السياسية الامريكية الأستاذ أمين سلام...

بتدقيق بسيط لهذا الشاب المثابر، النشيط والمتابع لأدق التفاصيل في العلاقات الدولية ولا سيما العربية مع الولايات المتحدة الامريكية نسجّل النقاط التالية:

  • ابن اسرة اسلامية من العاصمة اللبنانية العربية بيروت
  • يحمل الجنسية الأمريكية
  • شاب أنيق رياضي  من الجيل الجديد (شهد تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لدى عرض صورته اي أنه قطع شوطا كبيرا في تقرّبه من الجيل الجديد )
  • صاحب علاقات واسعة جداً وعميقة مع دول منطقة الشرق الاوسط والمغرب العربي وعواصم القرار واداراتها
  • مجاز في الحقوق من جامعة الحكمة
  • متخصص في الادارة وبرامج القيادة من جامعة   HARVARD KENNEDY SCHOOL
  • متخصص في القانون الدولي المقارن من جامعة GEORGES WASHINGTON
  • كان حاضراً في ساحة الثورة في رياض الصلح مستمعاً للمطالب الشعبية اللبنانية بكافة انتماءاتهم

اذاً،

أمين سلام هو بيروتي، لبناني - امريكي في حكومة ولدت في عزّ سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان وفي دوّامة المفاوضات الامريكية الايرانية في فيينا حول الاتفاق النووي... لتولد تسوية رجل امريكا في لبنان!

ولما لا؟!

ألم يطالب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مراراً وتكراراً  وعلناً من أصدقاء ومحبي أمريكا في لبنان  من التواصل مع الادارة الامريكية لمساعدة لبنان؟

ألم يفتح نصرالله المجال  للشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية (عبر مساعدة اقتصادية) او اية دول  عربية او اجنبية اخرى  ولو على طريقة  الـ GENTLEMEN’S AGREEMENT؟ لان السيد حسن نصرالله  يعلم علم اليقين انه لا يستطيع ادارة البلد وحده...

ومن جهة اخرى،

الادارة الامريكية بالمقابل لا تهتم ولن تهتم لا بالاسم، ولا بالكنية، ولا بالدين، ولا بالانتماء (الامثلة كثيرة كطالبان مؤخراً) طالما ان الـ BUSINESS هو الهدف الموحّد.. فلنتشارك حتى يقض الله أمراً  كان مفعولا ولياخذ كلٌّ منّا حصته..

  1. فما هو هذا الـ BUSINESS  الذي كسرت الادارة الامريكية  قانون قيصر كرمى للبنان؟
  2. وما هي هذه التسوية التي أتت بأمين سلام اللبناني - الامريكي المقرّب من الادارة الامريكية العميقة الى وزارة الاقتصاد والتجارة تحديداً؟ وما سببها؟

جوابنا:

المارد الصيني!

نعم،

التغلغل الصيني في جوار لبنان ومن كل حدوده وجوانبه...

قالت اميركا كلمتها:

الصين في سورية واسرائيل لهون وبس...

لبنان لن يتوجّه شرقاً.

ان الولايات المتحدة الأمريكية تدرك حق الدراية أن اغلبية شيعة لبنان وبالأخص شيعة جنوب لبنان هم مهاجرين الى اراضيها ويحملون جنسيتها  ويتمتعون بنعمها ويرسلون العملة الوطنية الامريكية اي الدولار الى اهاليهم واقربائهم واصدقائهم ليتمتعوا بصرفها!

(ألم يقل الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه الوصايا ان ولاء الشيعي يجب ان يكون للدولة التي يعيش فيهأ، أي شيعي في اليابان ولاؤه لليابان، شيعي في امريكا ولاؤه لامريكا، شيعي في جنوب افريقيا ولاؤه لجنوب افريقيا وهكذا.. )

والقسم الباقي من الشيعة يحلم بالوصول اليها على الرغم من كل الشتائم التي يكيلها ضدها ولكن امريكا يهمها ان تاكل العنب ولا ان تقتل الناطور.. فأمريكا تعلم باللاوعي ان الشعب اللبناني يحب المنتجات الامريكية على انواعها من الدولار الى الجينز الامريكي وكل ما هو انتاج أمريكا لتطمئن نفسه انه يملك القطعة الاصلية والاهم انها طويلة العمر مهما كانت...

لذا امريكا تعلم انها أقرب الى الشعب اللبناني بكافة توجاته وباغلبيته من ما هي الدولة الصينية بالنسبة للشعب اللبناني!!

اي لامريكا موطئ قدم...

ولعلّ السيد حسن نصرالله بندائه الى التوجه شرقاً لم يكن يعنيه فعليًّا؟! او على الاقل لم يسخّر جهداً لذلك كما فعل مع النفط الايراني... ولم يسهّل الطريق للصين لدخول السوق اللبناني فمثلا،

حتى في عزّ أزمة كورونا رفضت وزارة الصحة اللبنانية عرضاّ صينياً على وزير الصحة المقرّب من حزب الله د. حمد حسن، تطبيقاً للهواتف الذكية لمتابعة مرضى كورونا وعلى ان يتم تسديد قيمة هذا التطبيق بالتقسيط الممل، حتى انهم لم يدخلوا لقاح كورونا الصيني الى السوق اللبناني كما فعلت بلدان عدة كدولة الامارات العربية المتحدة مثلا..

والموضوع نفسه تكرر مع وزارة الطاقة التي لم تتعاون مع شركات صينية مصنعة لمولدات كهربائية...

وأكثر من ذلك

حاولت الصين بشتى الوسائل الدخول الى لبنان فتوجهت لترميم وتاهيل مرفأ طرابلس وان البدل سيكون زيت زيتون من اراض المنطقة وهو ما يحتاجه الشعب الصيني.. فاذ بالزيت يصل مغشوشا مخلوطا بمواد أخرى..

فهل اسلوب حزب الله مع امريكا والصين كما هو أسلوب عمّ أحكيكي يا جارة لتسمعي يا كنّة...

اذا،

أمريكا هي المطلوبة..

والحزب ارهق من الحروب والاستنزافات وفي الوقت نفسه يخشى انقلاب بيئته الحاضنة..

امريكا الهدف.. فلتدخل لبنان بالسلم و امين السلام ولكن على طريقتنا وفي غرف مقفلة ولنترك التفاصيل للشياطين!

حزب الله لا يريد الدب الروسي في لبنان وهو قد خبره في الشقيقة سورية وبالاخص بتغمييض العين واطفاء منظومات الـ  S400 الصاروخية عند كل هجوم اسرائيلي على مواقع تابعة للحزب..

حزب الله يرى الخيانة في الروسي والوضوح والتجارة والمصلحة قبل كل شيء بالمبدئ الامريكي الذي يعتمد اسلوب:

اعطيني وخود...! لا اكثر ولا اقل

فلتكن امريكا شرطي المنطقة في لبنان بدلا من الروسي وتدخل السوق اللبناني من أوسع ابوابه وهو وزارة الاقتصاد والتجارة..

فاميركا التقطت الفرصة وخرقت قانون قيصر كرمى لعيون لبنان والمقابل تواجد امريكي في لبنان، فلمّ يعارض الحزب... لماذا؟

الحزب يعلم منذ البداية انه لن يكون هناك وجود  صيني في لبنان بل وجود امريكي وعلى توقيته المناسب الذي دق جرسه بتاريخ اليوم 10 ايلول 2021

الصين موجودة في سورية بانزعاج امريكي

الصين موجودة في اسرائيل.. جن جنون الامريكان!

ميناء حيفا

الصين تتولى تأهيل ميناء حيفا، المشروع الذي اعترضت عليه واشنطن بشدة بعد ان منحت الحكومة الاسرائيلية الصين بنهاية عام 2015 عقدا لاعادة بناء ميناء حيفا مقابل استثماره لمدة 25 عام ويبدأ العمل فيه سنة 2021 اي تاجير لمدة ربع قرن وحرمان واشنطن من مقرّ مهم لاسطولها السادس في شرق البحر البيض المتوسط... وبالاضافة الى المحطة الصينية لتحلية مياه البحر...

 فهذه سيطرة كاملة للصين وانتكاسة لهيّبة امريكا...

 و تعزيز وجود البحرية الروسية في اللاذقية

وهو ما يتعارض  مع المصالح الامريكية  والاقليمية بالاضافة الى الاستثمارات الصينية الكبيرة في شركات اسرائيلية لها علاقة بالكتنولوجيا الاسرائيلية التي بلغت 40% من الحجم الكلي من راس المال الاستثماري الخارجي..

وقد اعربت ادارة  الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو في ايار 2020 عن انزعاج واشنطن من دخول المارد الصيني الى الاقتصاد الاسرائيلي وجاء حديثه هذا لقناة " كان" الاسرائيلية الرسمية في تل ابيب...

وكانت صحيفة JERUSALEM POST  الاسرائيلية قدّرت في تموز 2019ان قيمة الاستثمارات الصينية في اسرائيل بنحو 15 مليار دولار امريكي وان اسرائيل قد منحت امتيازين كبيرين لشركات صينية في اكبر موانئ البحر المتوسط:

حيفا و أسدود

ما يعزز الحضور الصيني المتسارع والمتصاعد في شرق البحر الابيض المتوسط ما يسهم بتقوية التجارة بين الصين واوروبا..

اذاً قرأ دونالد ترامب جيدا المعطيات الصينية وخطرها الداهم على الاقتصاد الامريكي...

قال لنا مرة احد اعمدة السياحة وعالم السينما في لبنان الصديق الراحل محمود ماميش:

لبنان ما عنده الا ضحكة حلوة يقدمها وخدمات سياحية وترفيهية ومكان جغرافي مميز، يعطونا امن وسلام منربح على الكيان الصهيوني..

كما قلنا سابقا، لو اراد صاحب القرار السياسي في لبنان للصين جديا ان تدخل السوق اللبناني لادخلها بشتى الطرق كما سيفعل مع باخرة النفط الايراني..

فصاحب القرار السياسي كان يهيئ كما قلنا للحظة الصفر للتعاون مع امريكا  وكما قلنا حانت في  ايلول

 فاهلا وسهلا باميركا وشركائها في لبنان

وكان سلام صرّح لقناة الحدث يوم 2/11/2020 ان الخطة الاقتصادية لترامب  اعطت زخما قويا للرئيس (منها هجومه على المنتجات الصينية)

وقد قال سلام ايضا في مقابلة مع قناة الحدث في 1 ايلول 2021 ان اولويات الادارة الامريكية اليوم لم تعد كما كانت منذ عشرين عاما اي افغانستان وبن لادن واليورانيوم فالمعطيات اليوم تغيرات  كثيرا ( غامزا من قناة الصين)  وان الوجهة اليوم للادارة الامريكية هي الاقتصاد  وان الانسحاب الامريكي من افغانستان هو تكتيكي ولاعادة تموضع  الــ 250 الف جندي امريكي في المنطقة...

وبربطنا  لكل هذه الاحداث والوقائع نرى ان التوجه الامريكي نحو لبنان بتسوية مع اصحاب القرار هنا  انما يشير الى ان لبنان لم ولن يفقد دوره المحوري في المنطقة وان الشركات الامريكية على انواعها قادمة الى لبنان لمواجهة الشركات الصينية في المنطقة وبل حتى اعادة تاهييل مرفأ بيروت ومرافئ لبنان الجوية البحرية والبرية عن طريق وزارة الاقتصاد والتجارة وعلى راسها امين سلام  الذي قد تكون هي خطوته الاولى في الحكومة اللبنانية نحو الصعود للاعلى ايضا مع العلم ان الوزير سلام قد لا يملك خطة اقتصادية ولكنه يملك ورقة عالم الشركات وهو الذي اجتمع مع عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني  على راس وفد مؤلف من 100 شركة تعنى بالطاقة لتقديم خدماتهم لهذا البلد..

تذكّروا بعد مؤتمر الطائف جاء رجل السعودية الى لبنان الرئيس المظلوم رفيق الحريري لينهض بالبلد..

والان،

بعد تسوية أمريكية ايرانية تعبّد الطريق لرجل امريكا في لبنان...

وأخيرا

وفي هذا اليوم عشية ذكرى هجمات نيويورك 11 أيلول  2001 الارعابية لا يسعنا الّا التقدم بالتعازي والمواساة الى أهالي الضحايا الـ 2977 الذين سقطوا.. لارواحهم الرحمة والسكينة...

وائل بحسون

waelbahsoun@gmail.com