مداهمات لبنان تبدأ مع قرب تفاهم امريكا مع ايران!! بقلم وائل بحسون 

الشراع العربي 7 حزيران 2022

• ايران تستجيب للمطالب الخليجية في لبنان تسهيلا لعودتهم اليه
• ان يكون تمويل حزب الله عن طريق دولة نظامية اي ايران وليس تمويلاً ذاتياً
• تعبيد طريق الحكومة اللبنانية بمكوناتها كافة..

مرّت الانتخابات النيابية كما رُسِم لها على الرغم من القيل والقال قبل وبعد صدور نتائجها…

وكل فريق وضع بيضاته في سلّة الميزان وعرف حجمه، فمنهم من خفَّت موازينه ومنهم من ثَقُلت ومنهم كما يقول المثل الشائع بالعامية: "عم يتفركش ببيضاته.."

ما علينا..

من ثَقُلَت موازينه بدء يتصرف كربّ البيت المسؤول ليحافظ على سقفه واعمدته كي لا يسقط على الجميع…

فإذ به يقول جهراً وعلانيةً:

انتهت الانتخابات ويمكننا التنازل من موقع الطرف الحكيم والقوي وبعيدا عن المناكفات وتكسير الرؤوس…

فالبيان رقم واحد صدر بتوجه الجيش اللبناني متماسكا متلاحما بوحدة وطنية وعقيدة الشرف والتضحية والوفاء بالتوقيت المناسب وبفهم وادراك قيادته الحكيمة لتركيبة المجتمع اللبناني الى أحد أهم معاقل حزب الله الذي بدوره رفع الغطاء عن تجار المخدرات في منطقة بعلبك - الهرمل..

وحزب الله يعلم علم اليقين مدى تداعيات هذا الاجراء ومردوده السلبي عليه لا سيما من حيث التعامل ايضا مع عشائر المنطقة فلا بد وان الحزب لديه خطة طريق اخرى لاهل هذه المنطقة سنأتي على ذكرها لاحقاً..

اثبت الجيش اللبناني مرة جديدة انه الطرف الاقوى وهو هيبة الدولة دون منازع والمخلّص مهما طال الزمن..

اما في السياسة،

فتقول مصادرنا المقربة من صناع القرار الاوروبي، ان ما يجري في لبنان هو ايضاً من بنود الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية..

فايران، يتابع المصدر، ملتزمة أقلّه بتلبية المطالب الخليجية في لبنان..

 وان طهران تحتاج لمن يساعدها في انقاذ لبنان من وضعه الكارثي.. لا سيما ان طلب المملكة العربية السعودية ودول الخليج ان يقف تصدير الحشيش والكبتاغون والمخدرات على انواعها من لبنان تجاه هذه الدول خاصة بعد توتر العلاقات على خلفية شحنة الرمان / الكبتاغون في نيسان عام 2021..

وايضا,

هو مطلب امريكي بان لا يكون تمويل حزب الله ذاتي بل عن طريق دولة و بطريقة رسمية اي ايران ليكون بالامكان مناقشة المشاكل او الطلبات مع نظام قانوني دولي ودولة قائمة وليس حزبي حيث ان النظام الامريكي يمنع التفاوض مع الاحزاب العسكرية لنعود الى المثل الفرنسي qui donne ordonne.. اي ايران بتمويلها لحزب الله وقياداته وعناصره منفردة يمكنها ان تمون عليه بطلباتها..

اما من الجهة اللبنانية،

فهذه الخطوة هي تعبيد طريق لعمل الحكومة اللبنانية الجديدة ومد يد سلام وتعاون الى دول الخليج عبر تلبية طلباتهم  لكي يتم دعم هذه الحكومة الجديدة وتنفيذ رغبات اشقاؤنا العرب المحقة والشرعية لكل انسان، امّ و أبّ وشاب وصبية وحمايةً لمجتمعاتنا من هذه الافة المدمرة…

ولنكن واضحين لن يقوم لبنان ويتعافى بالسرعة المطلوبة من دون الدعم المالي السعودي.. فلماذا لا نرد السلام بالسلام وأحسن؟

المملكة العربية السعودية لا ترد على اتصالات الرئيس الامريكي.. المملكة تطلب التعاون مع دول المنطقة.. اليست الفرصة متاحة لنا ونحن اولى بالمعروف؟

الا يحارب ولي العهد النشيط الفكر الاسلامي المتطرف ويحاول بكل جهد بث روح الاعتدال في المنطقة؟

لماذ لا تمدّ له يد العون من لبنان وشعبه باخلاص وامانة وهم من صرفوا ملايين الدولارات ولم يقابلوا برد الجميل والسلام والامان والمودة كما قال الصحافيان مشاري الذايدي وداوود الشريان..

فحزب الله امام مرحلة جديدة،

وهو ماذكرنا اعلاه بخطة طريق جديدة وقد تحرّك سريعا طالباً من أهل بعلبك - الهرمل اعتماد زراعات بديلة وان الوقت مؤاتياً مع العملية العسكرية الروسية في الاراضي الاوكرانية وما تسببته من ازمة غذاء عالمية ولعل التاريخ والاحداث تعيد نفسها كما حصل مع مصر عام 1965 بعد الحصار الاقتصادي عليها وتوجه سفير الزعيم جمال عبد الناصر آنذاك عبد الحميد غالب الى عشائر بعلبك في لبنان طالباً منهم ان لا يساهموا بحصار مصر  وشعبها بارسالهم الحشيش وان مصر تطالبهم في هذه الازمة الغذائية والحصار الاقتصادي ان يستبدلوا زراعة الحشيش بزراعات اخرى بديلة تلبي حاجة السوق.. فما كان من رجال العشائر الا تلبية الطلب بكل محبة واخوة…

اليست ايضا الفرصة ذهبية للبنان واهل المنطقة لا سيما انهم من الطائفة الشيعية بأغلبهم بان يتعاونوا مع المطلب السعودي خاصةً ومساندة ولي العهد محمد بن سلمان والوقوف معه ليستطيع  التفرغ للداخل السعودي وتحقيق رؤية السعودية 2030 وبناء مدينة المستقبل نيوم.. وان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لن ينسى هذا المعروف وان لبنان الشقيق وشعبه باختلاف انتماءاتهم يمكن الاعتماد عليهم…

ولا ننسى ما قاله السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بان دعم لبنان سيكون بناء لدراسة جدوى وما هي فائدة المملكة من هذه المساعدات.. قد تكون دعم الزراعات البديلة مثلا..

وكل هذا والعدو الصهيوني يتحسَّس من التعاون الايراني الامريكي والقوى العالمية فنجده يحشر انفه مع تحرك الجيش اللبناني نحو تجار المخدرات وهو يرى فيها انفتاح على الدول الخليجية واذ بـ سفينة تابعة لشركة "إنرجيان باور" (شركة يونانية متعاقدة مع إسرائيل)،  تصل الأحد، للتنقيب عن الغاز الطبيعي، إلى حقل كاريش النفطي المتنازع عليه في البحر الأبيض المتوسط واضعةً القوى العالمية امام الامر الواقع اما الحرب او تلبيات طلباتنا ايضا كما تلبى طلبات دول الخليج وتسريع مفاوضات ترسيم الحدود لا سيما حاجة الدول الاوروبية للغاز بسبب الازمة الاوكرانية واحتياج العدو الصهيوني لمردوده المالي كما احتياج لبنان ايضا لهذا المردود..

لعل هذه المداهمات بارقة امل تجاه الدول الخليجية والعربية وفتح ابواب الفرج..

وائل بحسون
waelbahsoun@gmail.com