أجهزة الأمن الإسرائيلية صُدِمت من كلمات نتنياهو بكشفه تفاصيل سريّة عن هجوم "البيجر"..
"الأمير عبد الإله الهاشمي" / كتب: محمد المشهداني
"الأمير عبد الإله الهاشمي" / كتب: محمد المشهداني
الشراع 24 ايلول 2023
وصي العرش.
وهو ابن عم الملك غازي الأول الملك الذي وقف على مساوئء البريطانيين، ووعودهم الكاذبة واخ زوجه الملكة عالية، لكنه كان إحدالمعارضين او المخالفين له واحداهم الشخصيات المقربة من الإنكليز والتي قادت صراعا لإبعاده عن إدارة الحكم، ويعد ثاني من ادار السلطة في المملكة العراقية الهاشمية .
وهو أحد احفاد الشريف الحسين بن علي الهاشمي، من مواليد مدينة الطائف في الحجاز في يوم 14 من شهر تشرين الثاني في العام 1913. وهو ابن ملك الحجاز علي بن الحسين الشقيق الاكبر للملك فيصل الأول. حل وصيا على عرش العراق بدءا من العام 1939.
وذلك بعد مقتل الملك غازي الأول في حادث سيارة غامضة ظروفه. وفي وقت كان فيه ابنه الملك فيصل الثاني وريث العرش لايزال في السادسة من عمره ،ولارتباط الأمير عبد الإله بصلة الخال للملك حيث هو شقيق امه لفيصل الثاني الملكة عالية. وعلى الرغم من بعض التذبذبات ..ظل الأمير عبد الإله الهاشمي في حكم العراق حتى العام 1953. حتى نودي به وليا للعهد مع انتهاء الوصاية يوم 2 من شهر مايو / أيار. وتتويج الأمير فيصل الثاني ملكا على العراق .
وبالرجوع إلى البدايات
فقد التجأ الأمير عبد الإله الهاشمي الى مصر وعاش فيها مع عائلته ، وذلك بعد تولي العائلة السعودية منافسة العائلة الهاشمية لإدارة الحكم في كل من بلاد الحجاز وشبه الجزيرة العربية. تزوج الأمير عبد الإله من الأميرة ملك فيضي. وبعد وفاتها تزوج الأمير عبد الإله الهاشمي الأميرة فائزة طرابلسي مصرية الجنسية، قبل أن يطلقها لاحقا ويتزوج من فتاة تدعى هيام ابنت امير ربيعة. وهو الزواج الذي لقى شعبية لكونها عراقية وابنة شخصية معروفة بارزة.
تلقى الأمير علومه في كلية فيكتوريا في مدينة الإسكندرية في مصر، فتأثر بالثقافة المصرية وأسلوب حياة العائلة الملكية في مصر. وكانت له علاقات قوية وثيقة في البلاط الملكي في مصر. وبعد الاطاحة بالحكم الملكي في مصر حاول الأمير عبد الإله تقوية علاقاته مع اللواء محمد نجيب ورئيس الوزراء جمال عبد الناصر قبل أن يعود بعدها إلى العراق ملحقا في البلاط الملكي وزارة الخارجية وأثناء تأزم الوضع السياسي المحلي والإقليمي والدولي خلال العام 1940. وبداية العام التي تلتها على أعقاب قيام الحرب العالمية الثانية واندلاع ثورة مايو / أيار في العام 1941. بقيادة رشيد عالي الكيلاني أظهر الأمير عبد الإله تأييده للسياسة البريطانية، وعدائه لقادة الثورة فقام بفتح أبواب العراق أمام الجيوش البريطانية، مع إرسال فرقتين عسكريتين للمشاركة في الحرب ضد دول المحور في الصحراء الليبية و بلاد البلقان ،وقطع العلاقات السياسية مع الدول المعادية لبريطانيا، وكان تسرع نوري باشا السعيد بقطع العلاقات مع الألمان ،والذهاب الى رمي البلاد كليا في حضن الإنكليز، وتوريط العراق ومواردة في خدمة الاستعمار. تسببب في إشعال غضب الوطنيين العراقيين على هذا الرجل وكان يضطر في كل مرة الى تقديم استقالته حتى تمر عاصفة الانتقادات والاتهامات بسلام .وخلال الفترات بين وزارات نوري باشا السعيد كانت صناعة القرار في العراق تدرج لبعض السياسيين الوطنيين وعلى رأسهم رشيد عالي الكيلاني الذي ارتقى الى منصب رئاسة الوزراء للمرة الثالثة والأخيرة في العام 1941. بدعم من الجيش والوطنيين العراقيين الذين اجبروا الوصي عبد الإله الهاشمي على الهرب من العراق إثر تقلده زمام الأمور في البلاد، واستقالة حليفه نوري باشا السعيد. لكن بريطانيا لم تكن تقبل استلام الوطنيين برئاسة رشيد عالي الكيلاني للسلطة فاضطرت إلى الاستعانة بقوات عسكرية زادت على 10 الالاف جندي من الهند، في مواجهة القوات العراقية من البصرة جنوبا وبغداد شمالا. وبعد مرور شهر على هذه المعارك الضارية التي ضرب فيها الإنكليز بقواتهم الجوية الجيش العراقي على الأرض واعيد الوصي عبد الإله الهاشمي المنعزل ومع عودة نفوذ البريطاني بشكل أكبر وأوسع وأكثر قوة على العراقيين في وقت اعتقل وفصل الكثير من الضباط والموظفين وغيرهم وأوقفت الصحف المؤيدة للثورة حتى توج فيصل الثاني ملكا على العراق عقب انتهاء الوصاية الأمير عبد الإله الهاشمي مكتفيا بولاية العهد التي تقلدها في يوم 19 من شهر نوفمبر / تشرين الثاني في العام 1943. أثناء وصايته.
وخلال حكمة قام الأمير عبد الإله الهاشمي بزيارات لبلاد كثيرة أبرزها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في العام 1945.
وأثناء عودته زار فرنسا وتركيا حتى وصل بغداد في يوم 20 من شهر أيلول/ سبتمبر من العام ذاته. وكما سافر إلى بريطانيا بعدها بعامين من أجل بحث العلاقات المشتركة مع المسؤولين الإنكليز ، وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية وبدأت القضية الفلسطينية في الظهور حتى قررت البلدان العربية وجامعة تحريك الجيوش العربية في اتجاه فلسطين بقيادة مصر والعراق والأردن والسعودية ولبنان لتحرير فلسطين في العام 1948. بيد أن خلافات بين هذه البلدان وتواطؤ مجلس الأمن على جيوش العرب ادت في النهاية إلى انسحاب الجيوش العربية من فلسطين والتي لاقت تأثيراً سلبي عارم على نفوس العراقيين إذ خرجت تظاهرات في شوارع بغداد في يوم 23 من شهر أيلول/ سبتمبر من ذات العام رافضة قرار الانسحاب ومطالبة بمواصلة القتال ضد الكيان الصهيوني الذي كان يتلقى دعماً ومساندة من مجلس الأمن.
حينها أدرك كبار القادة و الساسة العراقيون وعلى رأسهم رئيس الوزراء علي مزاحم الباجه جي خيانة وصي الأمير عبد الإله الهاشمي ، وانه كان متواطئاً مع الإنكليز على انسحاب الجيش العراقي ، ضمن الجيوش العربية المنسحبة لتقع فلسطين في مأساة النكبة العام 1948. وفي العموم لم يتلق الأمير عبد الإله الهاشمي تأييداً لا من الشعب ولا من النخب السياسية والوطنية بسبب بعض سلوكياته وثقافته ميله للسياسة البريطانية ما تسببب في مقتله على يد أحد ضباط العسكريين التابعين للثكنة المجاورة للقصر الملكي والذين تدخلوا مع الكتيبة المكلفة بالسيطرة على القصر الرحاب أثناء قيام حركة 14 من يوليو العام 1958.
و معه جميع أفراد العائلة المالكة الهاشمية، بمن فيهم الملك فيصل الثاني، قبل أن يتم قتله من قبل الجماهير في شوارع بغداد وعلق على بوابة وزارة الدفاع وقد تم دفنه في المقبرة الملكية في العاصمة بغداد.
محمد المشهداني
الشراع