عملية القدس وحالة التأهب القصوى في إسرائيل
القدس المحتلة/ أحمد حازم
الشراع 28 كانون ثاني 2023
عملية القدس البطولية الأخيرة التي نفذها شاب مقدسي، والتي أسفرت عن مقتل سبعة يهود كانت رداً واضحاً على العملية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين والتي أسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين. ما تتميز به هذه العملية، هو أن منفذها ليس من الضفة الغربية بل من القدس أي من داخل مناطق الـ 48 ويحمل الهوية الإسرائيلية.
هذه العملية لها كما أعتقد أكثر من دلالة: أولها أن فلسطينيي ألـ 48 لم يقفوا وقفة المتفرج إزاء ما يجري في الضفة الغربية من عمليات قتل على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، وثانيها أن العملية هي تكملة للعمليات الأخيرة التي نفذهما مواطنون من الداخل الفلسطيني في منطقة المثلث وتل أبيب في السنوات الأخيرة.
يبدو واضحا ان عملية القدس هي أول عملية من نوعها ينفذها فلسطيني ويقتل سبعة إسرائيليين يهود، مما يدل على أن مثل هذه المليات لديها قدرة كافية وقوية على تغيير الواقع مما يشير إلى تصعيد الوضع في الداخل الفلسطيني وفي الضفة الغربية.
حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ومنذ استلامها الحكم، لم تشهد إسرائيل فترة هدوء. حتى في داخل إسرائيل تواجه حكومة نتنياهو وبن غفير وسموتريتشمظاهرات عارمة مستمرة منذ تشكيلها. هذا الوضع غير المستقر يريد نتنياهو معالجته على ما يبدو بطريقة غيرعقلانية. الواضح تماماً أنه يحضر لعملية عسكرية ضد غزة أو لعمليات في الضفة الغربية للهروب من أزمته الداخلية.
نقطة مهمة أخرى في التحول داخل الخط الأخضر، هي أن عملية القدس، التي لم يتبناها لغاية الآن أي تنظيم فلسطيني، تثير قلقاً كبيراً لدى كافة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من شرطة ومخابرات، لأنها تعتبر مؤشراً للتصعيد في الساحة الإسرائيلية وستجد إسرائيل صعوبة في التعامل معها. ولذلك لن يكون سهلاً على إسرائيل التعامل مع الوضع في القدس، والتي يمكن أن تكون عمليتها حافزاً لفلسطينيي الداخل لتنفيذ عمليات أخرى.
الواضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتصرف بجنون في الضفة الغربية مما يعني انها على الأكثر فقدت السيطرة الفعلية على الضفة، ونتيجة لذلك قد نشهد في الفترة القادمة تكثيف العمليات الفدائية، وهذا الأمر يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. الدليل على ذلك ما ذكرته اليوم السبت القناة 12 العبرية اليوم السبت، أن شرطة الاحتلال دعت الإسرائيليين الذين يحملون رخصة حيازة سلاح بضرورة حمله، في حين أصدرت قرارًا برفع حالة التأهب في أنحاء الكيان الصهيوني إلى أعلى المستويات.
لقي علينا القول أن منفذ عملية القدس الشاب حيري علقم قد أذاق إسرائيل العلقم.