بيروت | Clouds 28.7 c

مجزرة في أول بلدة تشرق الشمس عليها: مسجد النور بناه الملك فهد وتنازع عليه السنة والشيعة/ بقلم : محمد خليفة

مجلة الشراع 22 اذار 2019 العدد 1893

فجأة أصبح ((مسجد النور)) في بلدة كرايست تشيرتش في أقصى شرق نيوزيلاندا محط اهتمام جميع سكان كوكب الأرض على إثر المجزرة المقززة التي اقترفها سفاح نيوزيلاندا المتوحش المواطن الاسترالي برينتون تارانت ((28 عاماً)) .

وبسبب هذا التحول والإهتمام الكوني ظهرت معلومات قد تكون مهمة عن المسجد الذي طالته يد الارعاب العنصري, وقتلت خمسين من مرتاديه المصلين يوم الجمعة 15 آذار/ مارس الجاري.

 فما هي قصة هذا المسجد؟ ومن بناه؟ وما قصة الصراع الذي دار حول ملكيته في الفترة القريبة السابقة؟

تشير المعلومات الى أن المسجد بني في ثمانينات القرن الماضي بتمويل سعودي بالكامل بناء على أمر من الملك فهد بن عبدالعزيز واستجابة لطلب الأمين العام السابق لرابطة العالم الاسلامي محمد ناصر العبودي الذي زار نيوزيلاندا والتقى بمئات الطلاب السعوديين المبعوثين فاشتكوا له حاجتهم لمسجد يؤدون فيه صلواتهم المفروضة, ويلتقون فيه, فحمل طلبهم الى العاهل الراحل, فلبى الطلب فوراً, وتم تشييد المسجد وأطلق عليه إسم ((مسجد النور)) لأن البلدة الواقعة في أقصى شرق نيوزيلاندا هي أول بلدة على كوكب الارض تشرق الشمس عليها صباح كل يوم. وغدا المسجد أول مكان يرفع الآذان, وتؤدى صلاة الفجر فيه يومياً.

وسرعان ما أصبح المسجد مقصد المسلمين في البلدة من العرب والايرانيين والباكستانيين وغيرهم, سنة وشيعة, إلا أنه مع الوقت شهد صراعات مؤسفة على ادارته بين السنة والشيعة, وتطورت الخلافات الى صراعات, ونزاعات طائفية وسياسية وقانونية حول ملكية المسجد وعائديته, وادارته, وجدت طريقها للقضاء, حيث طلب القاضي من الطرفين تقديم ما يثبت ملكيته وأحقيته به, فذهب أحد المسلمين السنة القدامى المقيمين في البلدة ((صالح سنية)) الى السعودية باحثاً عن أسانيد تثبت ملكيته, والتقى بالداعي محمد العبودي فسلمه هذا عقود شراء الأرض وفواتير البناء والتحويلات المصرفية من السعودية ورخصة البناء, وعاد بها الى المحكمة, فحكم القاضي بتسليم المسجد للمجموعة السنية, وحسم الخلاف.

الوسوم