بيروت | Clouds 28.7 c

هل يعرف كارلوس غصن ((على دلعونا))؟

بعض اللبنانيين في وطنهم وفي الخارج يظن ان العالم وقوانينه ودوله وأنظمته وحكامه مجبولون على الطريقة اللبنانية، ويتم فرز هذا العالم كما في لبنان، فهذا شيعي في طوكيو، وهذا سني في نيويورك وذاك ماروني في السعودية وذاك علوي في فنلندا، وبالتالي اذا حكم على الشيعي في اليابان سيثور كل شيعة اليابان دفاعاً عنه تحت راية يا غيرة الدين.. وهكذا حتى يتم فرز العالم كله على القاعدة اللبنانية.. وفي لبنان يعجز حكامه عن فرز الزبالة بما هو صحي.

هكذا يتعامل بعض اللبنانيين مع قضية كارلوس غصن في اليابان.. لأنه لبناني، ولتذهب قوانين اليابان الى الجحيم.

نتحدث عن الأمر بهذه السخرية حتى لا نتحدث عن ثقافة مسيطرة ترافق اللبناني في جيناته أينما حل.. حتى في اليابان.. او نذهب الى قاعدة ان سوء الظن من حسن الفطن.

في اليابان قوانين طبقت على كارلوس غصن دخل بموجبها السجن.

في اليابان يتم فرز المساجين وفق جرائمهم وهذا إجراء ياباني خاص، واذا وضع كارلوس غصن في خانة المجرمين الخطرين داخل السجن الياباني فهذا أمر على محاميه ان يطلب نقله الى سجن آخر، او الى تعديل قوانين السجون..

نكتب هذا كي نقول للبنانيين في الداخل والخارج ان معركتهم ليست في لبنان ولا في حملات التضامن مع كارلوس غصن، وليس لأنه لبناني..

المسألة يابانية – يابانية ولا علاقة للبنان بها.. أما اذا كان كارلوس غصن وفياً لوطنه وأهله وقريته وزملائه وأقربائه.. فليتحفنا من يعلم عن مدرسة بناها لهم كارلوس غصن او مستشفى او منحاً طلابية قدمها.. ولا يكفي ان يغني كارلوس غصن على ((دلعونا)) كي نتضامن معه هذا اذا كان يعرف كيف يقولها!!

 

كارلوس غصن: من القدوة الى العبرة - رأي:  لفارس خشان:

زميلنا العزيز فارس خشان كان له رأي قريب من آراء ((الشراع)) في هذه المسألة وقد نشرها في مقالة له على موقع ((الحرة)) ننشر هنا بعض ما ورد في هذه المقالة.

كارلوس غصن من القدوة الى العبرة

خسر كارلوس غصن كل حاضره. أقيل أو استقال من الشركات التي أحدث فيها معجزات، حيث كان قد حوّل الخسارة والإفلاس إلى ربح ونهوض.

لم يبق لكارلوس غصن سوى براءته ليدافع بها عن تاريخه، بعدما امتلأ حاضره بروايات كسب المال ووفرة الذنوب.

النيابة العامة اليابانية لا ترحم. هي كذلك، ليس مع كارلوس غصن فحسب بل مع كل من يقع في براثنها.

لم تنفع غصن الجنسيات الثلاث التي يحملها.

لم تنفعه حملات المظلومية التي حاولت أن تخفف عنه العبء.

قد يكون غصن بريئاً. هذا ما ينادي به، وهذا ما يدفع من أجله مدداً من التوقيف، لأن اعترافه بالذنب يؤدي إلى إخلاء سبيل مشروط.

لا تريد النيابة العامة اليابانية أن تفهم اللغات الفرنسية والبرتغالية والعربية، ولا تريد مترجمين. تكتفي بلغتها وبقواعدها وبأدبياتها وبمحرماتها. وهي لا تأبه بالتهجمات على ((قساوتها)) لأنها محمية بقانون ((يحفظ بلادها ومواردها واستقامتها)).

واليابانيون لا يتوقفون عند نجاحات غصن الاستثنائية، حتى يحظى بمعاملة استثنائية، فالتساوي أمام القانون، يكون بالنظر إلى السلوك النفعي وليس إلى الأشخاص. هذه الأفعال هي التي تكرم الشخص أو تهينه، وليس الشخص هو الذي يكرّمها أو يهينها.

ولأنّ اليابانيين هم كذلك، فكل الأصوات التي تصل إليهم معترضة لا تجد آذاناً صاغية، ولا عقولاً متفهمة، ولا نفوساً رضية.

 

الوسوم