النائب سمير الجسر لـ ((الشراع)): شيء ما يحضر للمنطقة / حوار: فاطمة فصاعي
- *الأجواء تفاؤلية في ملف الحكومة ويفترض ان لا يتم بإرضاء السنة المستقلين
- *الأزمة السياسية في البلد ليست جديدة
- *الحديث عن تنازلات جديدة سوف يفتح الباب أمام موضوع جديد
- *الرئيس الحريري صبر أكثر من طاقته وثمة خطورة في حال تنحى
- *نحن منفتحون على الجميع ولن نتردد بالسير في أي شيء يخدم البلد
- *علاقتنا بالعهد مستقرة وهناك من يحاول ان يرمي الفتن
- *نحن نعطي اشارة للخارج اننا غير قادرين على ان نحكم أنفسنا
- *لا يوجد مؤشرات لحرب اسرائيلية على لبنان
يعتبر النائب سمير الجسر ان الأزمة السياسية في لبنان ليست جديدة، معرباً عن أمله بأن يحمل هذا الاسبوع ما يبشر خيراً بولادة الحكومة بعد ان طال انتظارها. وأكد الجسر انفتاح تيار المستقبل على الجميع للسير بأي شيء ممكن ان يخدم البلد.
ومن جهة أخرى، اعتبر الجسر انه لا يوجد مؤشرات لحرب اسرائيلية على لبنان، لكن في المقابل ثمة أمر ما يحضر اقليمياً وهو غير واضح المعالم.
هذه المواضيع وسواها تحدث عنها الجسر في هذا الحوار:
#هل اللقاء التشاوري هو العقدة الأساسية في موضوع تشكيل الحكومة أم ان هناك عقداً أخرى اقليمية ودولية تقف في وجه عملية التشكيل:
- واضح ان هناك أزمة سياسية في البلد وهذه الأزمة ليست جديدة. منذ العام 2005 وحتى الآن نلاحظ ان هذه الأزمات تتجاوز الأربع سنوات ونيف، ما بين التأخير في تأليف الحكومات والتأخر في انتخاب رئيس للجمهورية على مدى عهدين. وهذا يعكس واقع أزمة موجودة.
كنا متفائلين بعد الانتخابات التي حصلت وعملية التكليف، علماً ان تفاؤلنا كان حذراً وما حصل أننا دخلنا في مرحلة التأليف وذللت صعوبة وراء صعوبة حتى وصلنا الى مرحلة تمثيل اللقاء التشاوري السني. ومن الملاحظ ان هذه المجموعة كل واحد من أعضائها ينتمي الى قوة سياسية ويحضر اجتماعاتها.
اذا سلمنا اننا سرنا في حكومة ائتلافية كيف سأحسب الشخص الذي ينتمي الى اللقاء هل أحسبه في كتلته أم كشخص مستقل؟ وأريد ان أطرح سؤالاً في هذا المجال:
لماذا هناك قوى سياسية لم تسم أسماء وزرائها حتى الآن، هل يريدون ترك الأمر للآخر كي نخرج برواية جديدة؟
بكل الأحوال الأجواء خلال الأيام القليلة الماضية كانت أجواء تفاؤلية على أمل ان لا يخيب ظننا.
#هل صحيح ان الاسبوع المقبل سيكون حاسماً؟
- ان شاء الله.
#هل الحل سيكون على حساب القوات اللبنانية من خلال تنازلها عن وزير مقابل حل أزمة الحكومة؟
- لا أعلم، هذه تفاصيل. اعتقد ان البحث في عملية التنازلات او التعديلات سوف يفتح الموضوع من جديد.
#هل لديك تصور عن أي صيغة سيتم حل أزمة الحكومة؟
- على الصيغة التي كانوا قد رسموها. لا أعلم ان كان سيطرح أمر جديد او تتغير الحقائب.
#هل سيتم إرضاء السنة المستقلين في الحكومة؟
- ليس لدي فكرة. يفترض لا. وقد يجدوا إخراجاً معيناً لهم.
#ما رأيك بصيغة الثلاث عشرات؟
- هدفها ان لا يكون هناك ثلث معطل. أنا أساساً ضد مبدأ الثلث المعطل. ثلث معطل يعني نوعاً من فيتو للقرارات وبإمكان صاحب الثلث المعطل ان يسقط الحكومة او الالتفاف على الدستور.
#بحال لم يتم تشكيل الحكومة، هل الرئيس الحريري ممكن ان يصل الى مرحلة يتنحى فيها عن عملية التأليف؟
- لا أدري ولكنه صبر أكثر من طاقة أي انسان. وأعلم مدى خطورة الوضع اذا استعفى وأتمنى ان لا يصل الأمر على الاطلاق لأنه سيهتز كل شيء. نحن موعودون فيه من ((سيدر)) وغيره. العملية ليست مرتبطة بشخص واحد. الله يعينه ويصبره وإنما للصبر حدود.
#ما رأيك بتصريحات السيد حسن نصرالله خلال المقابلة التي أجريت معه مؤخراً؟
- على المستوى الداخلي حاول ان يعطي بعض التطمينات من خلال الكلام على علاقته بالرئيس والوزير جبران باسيل بعد ان كان هناك جو سائد في الآونة الأخيرة بالأخص فيما يتعلق بـ 11 وزيراً. أراد ان يعطي اشارة انهم على تفاهم.
كما أعطى اشارة انهم لن يتخلوا عن الرئيس الحريري لا بل على العكس يريدون ان يتعاونوا معه. لكنه في نهاية الحوار أكد تمثيل اللقاء التشاوري. هناك أمور فيها نعم ولا. وأنا دائماً افترض حسن النية وأتمنى ان تكون خطوة جديدة نحو حلحلة الأمور فيتم إخراج جديد مثل Ecole de Enfant أي حل يرضي الجميع.
#أكد السيد نصرالله انفتاح حزب الله وتعاونه مع الرئيس الحريري، هل تيار المستقبل مستعد لهذا الانفتاح والتعاون مع حزب الله؟
- نحن منفتحون على الجميع ولم نضع فيتو على أحد ونعلم اننا أمام واقع سياسي وهناك أناس ممثلون في المجلس النيابي. ولكننا نعلم انه هناك توازنات معينة في هذا البلد وأي خلل في التوازنات ((يلخبط)) البلد.
عندما سرنا في الحوار مشينا به لسببين حيث كان هناك أزمتان صعبتان:
- مسألة رئاسة الجمهورية والفراغ الرئاسي.
- مسألة الاحتقان المذهبي.
وقد استمر الحوار لعامين واعتقد انه أدى الى حلحلة الكثير من الأمور بحيث جرى احتواء الاحتقان المذهبي في ظل حروب المنطقة. اضافة الى ان الحوار خلف مناخاً ساعدنا على الخروج بمبادرات وحلول.
لذلك لم نتردد في السير بأي شيء ممكن ان يخدم البلد.
#هل علاقتكم بالعهد ما زالت مستقرة؟
- طبعاً ونحن حريصون على توكيد هذا الأمر علماً ان هناك من يحاول ان يرمي فتناً. واذا تابعت بيانات الكتلة في كل مرة نشير الى التفاهم مع العهد. اذاً كل طرف يريد ان يتقاتل مع الآخرين فلا مصلحة للبلد أبداً.
ظروف المنطقة حساسة جداً وخطرة وأعود وأكرر اننا أمام مرحلة رسم خرائط للمنطقة تحت عنوان خلق مجتمعات متجانسة لتكون أكثر استقراراً، ربما هذا نوع من تزيين الأمور. أنا لست مع موضوع رسم الخرائط، ولكننا للأسف نعطي اشارة الى ان هذا البلد غير قادر ان يحكم نفسه وغير قابل للاستمرار وانه وسط أزمة سياسية متواصلة. نحن نعطي اشارات خاطئة جداً وان البلد مشروع انفجار.
#هل تخشى من حرب اسرائيلية على لبنان في ظل التوتر القائم في المنطقة وربطاً بكلام السيد نصرالله؟
- حتى الآن لا يوجد مؤشرات على حرب للبنان. ولكن من المؤكد هناك شيئاً اقليمياً يحضر للمنطقة وهو غير واضح حتى الآن.
قال الاميركيون انهم يريدون الخروج من ((التنف)) ومع ذلك لم يخرجوا وفي الوقت نفسه كانوا يعملون على تعزيز وجودهم في العراق. في المقابل الطلعات الاسرائيلية مستمرة فوق سورية لضرب مواقع سورية.
ثمة أمر ما يتم التحضير له. وفي الوقت نفسه هناك مؤتمر في ((وارسو)) ليأخذوا موقعاً من مسألة تمدد ايران في المنطقة. أتمنى ان لا ينفجر الوضع لأننا سندفع الثمن. أي حرب في المنطقة او وضع اقتصادي سيىء سينعكس على لبنان.
#هل لبنان سيشارك في مؤتمر ((وارسو)) أم لا؟
- لم تتم دعوة لبنان الى ((وارسو)) والحمد لله. وحتى لو تمت دعوتنا يجب ان لا نشارك.
#لماذا هل لبنان محرج؟
- لسنا قادرين على المشاركة. مسألة النأي بالنفس سرنا بها بحياء فنحن لن نضيف ولن نؤخر.
#هل يفترض ان لا ينأى لبنان بنفسه؟
- لا على العكس، وهناك أمر واحد لا يمكننا ان ننأى عنه بأنفسنا وهو مسألة فلسطين لأننا نحمل وزر القضية الفلسطينية بسبب وجود لاجئين فلسطينيين وأي موقف سيكون على حسابنا. هذه القضية تعنينا.
حوار: فاطمة فصاعي
