بيروت | Clouds 28.7 c

النائب سمير الجسر: من غير المسموح الاعتذار في تشكيل الحكومة والوضع الاقتصادي لا يحتمل الغنج والدلال / حوار: فاطمة فصاعي

النائب سمير الجسر: من غير المسموح الاعتذار في تشكيل الحكومة والوضع الاقتصادي لا يحتمل الغنج والدلال / حوار: فاطمة فصاعي

 

  • *وعد الحريري دليل على حل العقد المطروحة
  • *عندما نعقّد الأمور في الداخل نفسح المجال للخارج بالتدخل
  • *ما يحصل في البلد يعكس وجود أزمة سياسية فيه
  • *لا احد له مصلحة في عدم تشكيل الحكومة
  • *ان كنا غير قادرين ان نحكم أنفسنا فهذا يعني انه لا ضرورة لهذا البلد
  • *الانجازات التي قام بها العهد مهمة ولا نندم على أي خطوة قمنا بها لأننا نتطلع الى الأمام
  • *في حال حصلت حرب اسرائيلية على لبنان سيكون الأذى أكثر بكثير مما يتصوره العقل
  • *علينا انتظار التحقيقات في قضية اختفاء الصحافي جمال الخاشقجي

يؤكد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر ان الوعد الذي أطلقه الرئيس الحريري حول تشكيل الحكومة هو دليل على حل العقد المطروحة، داعياً الى عدم تعقيد الأمور حتى لا نفسح المجال للخارج بالتدخل.

وأضاف الجسر ان ما يحصل في البلد يعكس وجود أزمة سياسية، اذ ان البلد لا يحتمل وجود حكومة غير توافقية وان لا أحد له مصلحة في عدم تشكيل الحكومة.

واعتبر الجسر ان الانجازات التي قام بها العهد مهمة. وفي ما يتعلق بالمخاوف من حصول حرب اسرائيلية، أكد الجسر ان اسرائيل لن تدخل في حرب مع لبنان لأنها على علم بأن الدخول الى لبنان ليس نزهة، ولكن في حال حصلت هذه الحرب فإنها ستلحق أذى في لبنان أكثر مما يتصوره العقل.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها الجسر في هذا الحوار. فسألناه:

#تأخر تشكيل الحكومة كثيراً والوعود كثرت ولكن العقد لا تزال تعرقل هذا الملف. متى سيتم تشكيل الحكومة، خصوصاً ان الرئيس الحريري وعد في تصريح له انه سيتم تشكيل الحكومة بعد عشرة أيام واليوم بدأ العد العكسي؟

  • اللافت ان الرئيس الحريري أول مرة يحدد مدة زمنية وهذا دليل على حل العقد المطروحة. وتمنياتنا جميعاً ان تحل هذه العقد بأسرع وقت ممكن لأن هناك واقعاً اقتصادياً صعباً في البلد ولا يمكن معالجته إلا وسط جو حكومي قائم واستقرار سياسي.

ان شاء الله يتم تشكيل الحكومة بشكل سريع.

#ولكن سبق ان أطلق عدة وعود وتحديد مهل لتشكيل الحكومة ولم تتحقق هذه الوعود. هل تخشى ان تكون هذه الوعود بمثابة تهدئة للوضع العام في البلد؟

  • لا أظن ذلك ابداً، فالرئيس ليس مضطراً ان يحدد فترة زمنية محددة لو لم يكن متأكداً من ذلك، ودوماً كان يرفض ان يحدد فترة ما حتى لا يقيد نفسه بالوقت او مدة ما. يبدو انه لمس أمراً حقيقياً وعلى ضوء ذلك أعطى هذه الفترة.

#هل تشكيل الحكومة مرتبط بالداخل أم بالخارج؟

  • لا أؤمن بهذا الأمر أبداً. فهناك أزمة سياسية داخلية طبعاً وما يجري في المحيط له تداعياته على السياسة اللبنانية وليس فقط في لبنان ولكن أي بلد يتأثر بتداعيات ما حوله. وأريد ان أؤكد بأن لا أحد في الخارج يرفض تأليف الحكومة ابداً. ونحن نفسح المجال للخارج بالتدخل عندما نكون عقّدنا الأمور في الداخل.

#بحال لم يتم تأليف الحكومة هل يمكن ان يصل الرئيس الحريري الى مرحلة الاعتذار؟

  • ماذا سيفيد اعتذاره؟ لا شيء. لذلك من غير المسموح لأحد ان يعتذر والمطلوب من الجميع ان يستمروا في هذه العملية. واذا لاحظت الوزارات التي تم تأليفها في السابق كانت تأخذ وقتاً طويلاً حتى تؤلف.

مثلاً وزارة الرئيس تألفت بعد 11 شهراً ووزارة الرئيس ميقاتي تألفت بعد ستة أشهر.

علماً انها كانت وزارة الفريق الواحد. المؤسف ان ما يحصل في البلد يعكس وجود أزمة سياسية فيه. عندنا وضع خاص وعلينا مراعاته.

#هل هناك فريق ما يتمنى ان لا تؤلف الحكومة؟

  • ليس من مصلحة أحد ان لا تؤلف الحكومة أبداً. ولا فريق ولا كتلة العهد لها مصلحة بذلك ولا أحد لأنها هذه حكومته الأولى – كما أعلن الرئيس – ولا نحن ابداً نرغب في ذلك وسط المخاطر التي تحدق بلبنان. ولا حتى أي فريق آخر له مصلحة بذلك ولا حتى حزب الله ((الغاطس في المنطقة)) له مصلحة على الاطلاق.

قد يكون هناك أطماع لدى البعض لتحسين وضعهم، ولكن واقع البلد يحتم وجود تنازلات من الجميع.

#هل الرئيس الحريري في حيرة من أمره ما بين ارضاء العهد الذي قام بتسوية معه منذ عامين تقريباً وما بين حليفه حزب القوات اللبنانية؟

  • الرئيس الحريري لا ينطلق من هذه الزاوية أي محافظته على التسوية وعلاقته مع العهد من جهة ومحافظته على علاقته مع القوات. المسألة هي وجود واقع معين واللافت في الاعلام ان الجميع متفق على ان البلد لا يتحمل وجود حكومة غير توافقية.

هناك واقع في البلد اضافة الى ظروف المنطقة يحتمان وجود حكومة توافقية. حتى في بلدان أخرى عندما يدخلون في عملية تأليف حكومات فإن المسألة تأخذ وقتاً طويلاً.

في لبنان فإن عملية التأليف تأخذ منحى خاصاً لأن هناك جدية في التعاطي والفعل ورد الفعل. الظروف في الماضي كانت تسمح ولكن اليوم الظروف اختلفت في ظل وجود مخاطر في المنطقة.

وأتمنى ان يدرك جميع الأفرقاء السياسيين انه ليس من مصلحة لبنان ان يعطي أي اشارة بأننا غير قادرين ان نحكم أنفسنا. فإن كنا غير قادرين ان نحكم أنفسنا فهذا يعني ان لا ضرورة لهذا البلد.

اذا أردنا ان نحافظ على هذا البلد علينا ان نعطي اشارة الى اننا نملك القدرة على ان نحكم أنفسنا. هذا في الشق السياسي وفي الشق الاقتصادي فإن الوضع لم يعد يحتمل الغنج والدلال ابداً. هناك أمور وأرقام تتسارع لن تنتظرنا، فإن لم نتخذ وسائل للعلاج السريع سوف تتفاقم معنا المشكلة مثل أي مرض.

#هناك أطراف سياسية تخشى ان تتحول الحكومة في حال شُكلت الى حكومة تعطيل؟

  • انا لست متشائماً في هذه الحكومة. وعندما تتألف سوف تنطلق بشكل جيد. والمهم هو ادارة الحكم وهي بحاجة الى حكمة وحزم.

#هناك معلومات تشير الى ان تيار المستقبل اليوم أضعف من قبل ولذلك تشكيل الحكومة احتاج الى كل هذا الوقت بينما في الحكومة السابقة كان التيار أقوى وهذه القوة أعطته القدرة على بت أموره بشكل أسرع. ما تعليقك على هذا الكلام؟

  • هذا الكلام غير صحيح. في العام 2009 عندما كنا في قمة القوة والانتصار لجأنا الى حكومة وفاق وطني في الوقت الذي كان يدير العملية الانتخابية السيد حسن نصرالله ويقول من يربح فليحكم.

فنحن مدركون التوازنات والحساسيات في البلد، لذا اذا استشعر المرء بفائض قوة عليه ان لا يجن ويفكر بأنه يستطيع ان يفعل ما يريد. لم نصل بعد الى هذه المرحلة.

#هل تيار المستقبل لا يزال على علاقاته وتقارباته وتحالفاته ام ينوي التحالف مع أطراف جديدة؟

  • علاقاتنا السياسية لافتة. طبعاً هناك تفاهم كبير بين دولة الرئيس وفخامة الرئيس من خلال التسوية التي حصلت، والرئيس أحيا كل علاقاته سواء مع القوات او الرئيس بري او وليد بك او سليمان بك حتى انه يجري الاتصالات مع الكتائب.

على كل من سمتنا الاساسية هو اقامة علاقات جيدة مع الجميع.

#هل ندمتم في لحظة ما على التسوية التي أقمتموها مع العهد. وما تقييمك لانجازات العهد؟

  • برأيي ما حصل حتى الآن هو مهم جداً. ومن لا يريد ان يشهد على ذلك فهذه مشكلته. حصلت انتخابات رئاسية وأخرى نيابية، اضافة الى بت السلسلة وقوانين النفط والغاز والتشكيلات القضائية والأمنية.. كل هذه الأمور مهمة.

نحن لا نندم على شيء أبداً، من يريد ان يندم على ما قام به فإنه سيكون لا يزال يعيش في الماضي، نحن نتطلع الى الامام.

#ما تقييمك للوضع الاقتصادي؟

  • أريد ان أؤكد بأن الوضع الاقتصادي في العالم كله متأزم ما عدا اميركا التي تشهد نمواً مستمراً وقد يكون على حساب العالم.

في لبنان عندنا مشاكل طبعاً نتيجة تداعيات ما جرى في المنطقة وتداعياته على لبنان بشكل أساسي منذ الربيع العربي والوضع الاقتصادي بدأ في التأزم في لبنان. من تداعيات الربيع العربي اننا افتقدنا مورداً اساسياً للاقتصاد ألا وهو السياحة نتيجة عمليات الخطف على طريق المطار وغيره ونتيجة التدخلات في الدول العربية مثل البحرين او السعودية او الامارات.. هذا الى جانب التحويلات اللبنانية من دول الخليج من قبل اللبنانيين حيث كانت تشكل مورداً اساسياً وقد كانت تصل الى 8 مليارات، 6 مليارات منها من دول مجلس التعاون الخليجي. وهذه الدول تعيش أزمة اقتصادية حادة.

هذا أدى الى تداعيات على لبنان بحيث لمسنا عودة بعض اللبنانيين الى لبنان.

اضافة الى وجود سوء ادارة في عدد من الأماكن، هذه الأمور ممكن معالجتها طبعاً ولكننا بحاجة الى حكومة الآن. فمشروع ((سيدر)) الذي يمكن ان يؤمن أموالاً لإعادة ترميم او انشاء بنى تحتية والتي من شأنها ضخ أموال في الاقتصاد اللبناني وتحريكه. اضافة الى اقرار قانون الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، من شأن هذا ان يضخ المال في الاقتصاد اللبناني. ولكن من يريد ان يساعدنا يقول اننا بحاجة الى اصلاحات أولاً ونحن بحاجة الى حكومة طبعاً.

لا يمكننا ان نلعب في مسألة الوقت ابداً، اليوم هناك عالم متعاطف معنا ويريد ان يساعدنا وقد يكون غير قادر على مساعدتنا في ما بعد. فبعد انتهاء الأزمة في سورية والعراق سوف تتحول أموال التنمية الى سورية والعراق والفرص لا تأتي مرتين. وعندما تصل لنا الفرصة علينا ان نلتقطها بسرعة. لذلك تأليف الحكومة أمر أكثر من ضروري.

#ماذا عن الوضع الأمني؟

  • الوضع الأمني في لبنان جيد والأجهزة الأمنية فعالة. هناك نوعان من الخلل الأمني: الخلل الأمني نتيجة مشاكل تتعلق بالخطف او القتل ومقارنة نسبتها مع دول أخرى نجد ان النسبة في لبنان أقل بكثير مقارنة بما يمر فيه لبنان.

الخلل الثاني هو التفلت الأمني في بعض المناطق، بداية كان في طرابلس نتيجة صراع أجهزة محلية واقليمية ودولية والآن هناك تفلت أمني في منطقة بعلبك الهرمل من تهريب ومخدرات وغيره ومثلما تم ضبط الوضع في طرابلس يمكن ان يتم ضبطه في أي مكان.

#هناك مخاوف من حرب اسرائيلية على لبنان ما رأيك؟

  • ليس لدي هذه المخاوف ابداً لأن الاسرائيلي يعلم ان الدخول الى لبنان ليس نـزهة فطالما ان الجميع يتلهون في سورية ويستنـزفون أنفسهم فهذا لصالح اسرئيل وكل ما جرى في المنطقة لصالحها للأسف. العرب استنـزفوا قوتهم في الداخل.
  • والاسرائيليون غير مستشعرين بوجود خطر عليهم. والدليل انهم يركزون على سورية فقط.

وهذا لا يعني انه يفترض بنا ان لا نكون متبصرين. وعلينا ان لا نخلق للاسرائيلي الظروف ليعرض عضلاته علينا. لأن حصول حرب جديدة على لبنان، لا سمح الله، سيكون الأذى أكبر بكثير مما يتصوره العقل.

#ما رأيك في أداء المرأة في البرلمان اللبناني؟

  • رأيته جيداً حتى الآن وهناك حماس أكثر. وهناك اجتهاد في العمل 

 

#اين جمال خاشقجي؟

- انا بطبعي لا أحب ان آخذ وأعطي في موضوع ليس لدي معلومات حوله. هناك غموض طبعاً وهناك أقوال متضاربة وليس لدي فكرة عما حصل وعلينا انتظار التحقيقات قليلاً.

حوار: فاطمة فصاعي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم