بيروت | Clouds 28.7 c

الشرق الاوسط يتصدر الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة ترامب يقود حملة دولية لعزل ايران، ويهدد الحلفاء الاوروبيين / بقلم محمد خليفة

الشرق الاوسط يتصدر الدورة 73 للجمعية العامة للامم المتحدة  ترامب يقود حملة دولية لعزل ايران، ويهدد الحلفاء الاوروبيين / بقلم محمد خليفة

 

  • *واشنطن تعود بقوة للشرق الأوسط وتعمق شراكتها الاستراتيجية مع العرب
  • *غياب الرئيس الروسي يؤشر لعزلة روسيا على المسرح الدولي
  • *القضية السورية أولوية أممية بضغط اميركي – أوروبي- عربي.
  • *ترامب هدد الصين وروسيا
  • *تراجع الخطاب التبشيري بحقوق الانسان والديموقراطية
  •  

بقلم : محمد خليفة


 

افتتحت الدورة السنوية الثالثة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها يوم الثلاثاء 25 أيلول/ سبتمبر المنصرم، واختتمت يوم الاثنين الماضي الاول من اكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وشارك في أعمالها 84 رئيس دولة و44 رئيس حكومة وحوالى 65 وزير خارجية يمثلون 195 دولة عضواً في المنظمة. وانعقدت الدورة تحت شعار ((نحو جعل الامم المتحدة وثيقة الصلة بكل الناس )) وترأستها وزيرة خارجية الاكوادور السابقة ماريا فرناندا اسبينوزا.

أبرز الحاضرين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وقادة الدول الاوروبية الرئيسية، بريطانيا وفرنسا. ورئيس البرازيل الذي كان أول المتحدثين، ورؤساء تركيا، وايران، ونيجيريا ورئيس وزراء اسرائيل.

ومن الدول العربية رؤساء وقادة مصر وفلسطين واليمن وقطر ولبنان . غالبية هذه الدول تشهد حروباً واضطرابات أو أزمات خطيرة .

أما أبرز الغائبين فهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يحرص على المشاركة هو أو رئيس وزرائه ميدفيدف. والأرجح أن غيابه يعكس حالة العزلة الدولية التي يعيشها بسبب السياسات العدوانية التي اتبعها في سورية، وفضحت كذب وعوده التي أطلقها من على منبر الجمعية العامة عام 2015 والتي تزامنت حينها مع بدء تورطه العسكري، بحجة محاربة الارعاب والتطرف، والعمل على تحقيق الحل السياسي فيها، ولكنه بدل ذلك تسبب بمزيد من الكوارث الانسانية. وقد سبق ذلك احتلاله لشبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا عام 2012 وتدخله في جورجيا .. إلخ .

والمعروف أن ((الجمعية العامة )) أصبحت منذ سنوات غير قليلة أعظم محفل دولي لمناقشة الشؤون العالمية والأزمات بين الدول وإجراء محادثات مباشرة بين قادتها حول المشاكل الكبرى التي تهم الجميع وتهدد الأمن والسلام الدوليين، ولذلك بات زعماء العالم يحرصون على حضورها بزيادة مطردة .

ويستطيع المراقب ملاحظة أن أكثر ما ميز الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة تصدر قضايا الشرق الاوسط السياسية والامنية قائمة الملفات الدولية الساخنة. ويمكن تسجيل حضور ((القضية السورية)) كبند أول ورئيسي في خطابات وكلمات غالبية الرؤساء وممثلي الدول من ترامب الى روحاني، حتى أصبحت نيويورك((منصة دولية)) لاعلان المواقف بشأنها، أكثر من أي عام سابق، وإلى حد أنها تفوقت على القضية الفلسطينية التي حلت ثالثاً، أو رابعاً بعد أن ظلت تتقدم القضايا الدولية وخاصة الشرق- أوسطية طوال العقود السبعة السابقة، منذ تأسيس المنظمة الدولية عام 1946.

ولم يكن ينقص هذا الاستقطاب العربي للدورة الأخيرة سوى وزيرة الخارجية النمساوية كارين كانسيل التي استهلت كلمتها بالحديث باللغة العربية عن الحضارة العربية، وعن تعاطفها مع الشعوب العربية القادرة على صنع وإبداع الحياة رغم قسوة الظروف والحروب التي تكتنفها، وحددت الوزيرة خصوصاً شعوب لبنان وسورية والعراق التي تواجه الحروب منذ عشرات السنين!

 

قضايا دولية :

 افتتحت الجمعية العامة بكلمة لرئيسة الدورة وزيرة الخارجية الاكوادورية ركزت على ضرورة تحديث الامم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، وآليات عمله الذي بدا عجزه واضحاً حيال الازمة السورية. وذهبت رئيسة الدورة مباشرة الى الشرق الأوسط داعية الدول الكبرى للعمل على إعادة السلام اليه ودعم الاصلاحات التي تحتاجها الشعوب في نظمها، والقيام بتنمية مستدامة، توفر الشروط الضرورية للسلام والامن والاستقرار .

أما خطاب الأمين العام للمنظمة الاممية انطونيو غوتيريش الذي يتضمن في العادة تقريراً سنوياً عن عمل المنظمة يختزل الأوضاع الدولية من كل جوانبها السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية والانسانية والبيئية، فانطوى على نظرة بالغة السوداوية والتشاؤم لأوضاع العالم الراهنة. وحذر غوتيريش من خطورة التهديدات التي تواجه النظام الدولي واحتمال أن تتسبب بإنهياره إن استمرت انتهاكات القوانين الدولية، والاحتكام للقوة.

وقال إن الثقة بالنظام العالمي عند حافة الانهيار حالياً، وإن التعاون الدولي أضحى أصعب، مؤكداً أن ((النظام العالمي يزداد فوضى، وعلاقات القوة أقل وضوحاً، والقيم العالمية تتعرض للاندثار، والمبادئ الديموقراطية محاصرة )).

وحذر الأمين العام من تفاقم الأزمات في العالم، وخصوصاً الشرق الأوسط، وذكر بأنه (( مرّ عام، ولم تلق التحديات التي أشرت إليها في خطاب العام الماضي حلولاً)) مضيفاً: ((عجزنا عن وضع حد للحروب في اليمن وسورية، ومازال الروهينغا يعانون أيضاً)).

ولفت انتباه العالم إلى أن ((الفلسطينيين والإسرائيليين يراوحون في صراع بلا نهاية  وفرص حل الدولتين تتضاءل))، مؤكداً أن ((الفوضى تتنامى اليوم على الساحة الدولية)).

وتطرقت كلمات الزعماء الى عدد من القضايا العالمية، كالارعاب وانتشار الاسلحة النووية، وأزمة المناخ، وقضية الهجرة غير المشروعة، والحروب التجارية والالكترونية التي بدأت بالانتشار، بينما تراجعت قضايا كانت لها الأولوية في الماضي، كقضية الديموقراطية وحقوق الانسان.

 

ملفات الشرق الاوسط :

 تصدرت أزمات الشرق الاوسط اهتمامات وكلمات زعماء العالم، وخصوصاًَ الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي وضع هذه المنطقة على رأس بؤر التوتر في العالم. وبدا أنه يهيىء العالم لمواجهات ساخنة مع ايران التي اتهمها بأنها أكثر الدول رعاية للارعاب في العالم، وبتهديد الأمن في الشرق الاوسط والعالم .

وتوسع ترامب في كلمته عن الأزمات المشتعلة في الشرق الاوسط، من سورية الى ايران مروراً باليمن والخليج. وأهمها الملفات الأربعة التالية مرتبة وفق ترتيبه هو:

أولاً - الأزمة السورية، وقد تناولها من ((الناحية الانسانية)) ووصفها بالمأساة، وقال ((إن المأساة المستمرة في سورية تُدمي القلوب، وينبغي أن تركز أهدافنا المشتركة على وقف تفاقم الصراع المسلح، بجانب إيجاد حل سياسي، يحترم رغبة الشعب السوري. ونحث في هذا السياق على تفعيل عملية السلام بقيادة الأمم المتحدة. ولكن ليكن معلومًا أن الولايات المتحدة سترد فوراً وبقوة إذا قام نظام الأسد بنشر أو استعمال أسلحة كيماوية)).  وأضاف ((إن أي حل للأزمة ينبغي أن يتضمن استراتيجية مناسبة لمواجهة النظام الوحشي الذي دعمته ومولته الدكتاتورية الفاسدة في إيران)).

واستطراداً مع النظرة الانسانية اثنى الرئيس الاميركي على الدول المجاورة لسورية على استضافة اللاجئين وطالب بالعمل على إعادتهم لبلادهم ليساهموا في إعادة إعمارها.

ثانياًالتعاون مع الدول العربية الأخرى، إذ تحدث بإيجابية عن السعودية ودول الخليج. وأكد أن علاقات اميركا معها قد تغيرت جذرياً بعد وصوله للحكم، متوقعاً أن يؤدي ذلك لتغيير استراتيجي في المستقبل)) وقال((في الشرق الأوسط، إن أسلوبنا الجديد أخذ يسفر عن خطوات كبيرة وتغيير تاريخي جدًا، منذ زيارتي للمملكة العربية السعودية العام الماضي، حيث أنشأت دول الخليج مركزًا يستهدف منع تمويل الإرعاب. وهذه الدول تفرض عقوبات قوية، وتتعاون معنا لتحديد وتتبع شبكات الإرعاب وتتحمل مسؤوليات أكبر لمكافحة الإرعاب والتطرف في منطقتهم)). ونوه بأن دولة الإمارات العربية، والسعودية، وقطر تعهدت ببلايين الدولارات لمساعدة الشعبين السوري واليمني. وتتحرك على مسارات متعددة لإنهاء الحرب الأهلية البشعة والمروعة في اليمن)). وقال ((لهذه الأسباب تعمل أميركا مع دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، ومصر لتكوين تحالف استراتيجي إقليمي حتى تستطيع دول الشرق الأوسط إن تدفع بالازدهار، والاستقرار، والأمن في جميع أرجاء منطقتها)).

ثالثاً - الموقف من إيران حدد ترامب سياسة ادارته بما يلي ((لقد زرع زعماء ايران بذور الفوضى والموت والدمار في المنطقة. إنهم لا يحترمون جيرانهم ولا حدودهم  ولا حقوق السيادة للدول. وبدل ذلك نهبوا ثروات الدولة لإثراء أنفسهم، ونشروا الدمار في أرجاء الشرق الأوسط. إن شعب ايران ساخط، ومعه الحق في ذلك، لأن قادته اختلسوا بلايين الدولارات واستولوا على قطاعات مهمة من الاقتصاد، وسرقوا الأوقاف الدينية، وبعثوا وكلاءهم لشن الحروب)) .

واضاف ترامب ((إن جيران إيران تكبدوا خسائر فادحة بسبب برنامج النظام الإيراني)) للعدوان والتوسع. وهذا هو السبب في أن دولاً كثيرة في الشرق الأوسط أيدت بشدة قراري بالانسحاب من الاتفاق النووي السيىء مع إيران، وإعادة فرض العقوبات عليها. إن الاتفاق مع إيران كان مكسبًا كبيرًا للزعماء الإيرانيين. وفي السنوات التي أعقبت توقيعه، ارتفعت ميزانية الجيش الإيراني بنسبة 40 في المائة. واستخدم النظام الدكتاتوري الأموال لتصنيع صواريخ قابلة لأن تكون نووية، وزيادة القمع في الداخل، وتمويل الإرعاب، وتمويل الخراب والمذابح في سورية واليمن)) .

وأوضح أن ((الولايات المتحدة شنت حملة ضغط اقتصادي لحرمان النظام من التمويل الذي يحتاجه لتطوير برنامجه الدموي. وفي الشهر الماضي أعدنا فرض العقوبات التي رُفعت بمقتضى الاتفاق النووي. وهناك عقوبات إضافية ستُستأنف في  5تشرين الثاني/  نوفمبر، وسيتبعها المزيد)) .

وبرر ترامب استراتيجيته ضد إيران بقوله ((لا يمكننا أن نسمح للدولة الأولى الراعية للإرعاب في العالم بامتلاك أكثر الأسلحة دمارًا على سطح الكوكب، ولا يمكننا السماح لنظام يهتف ((الموت لأميركا))، ويهدد إسرائيل بالإبادة بامتلاك وسائل تصويب رأس نووي نحو أي مدينة في العالم، لذلك نطلب من كل الدول المشاركة في عزل النظام الإيراني طالما استمر في عدوانه. ونطلب من كل الدول دعم الشعب الإيراني في نضاله لاستعادة حقه في اختيار العقيدة الصالحة له)).

رابعاًأما القضية الفلسطينية فقد اختصر الرئيس ترامب سياسة ادارته بشأنها في نقل السفارة الاميركية الى القدس، دون أن ينسى تجديد الوعد بالعمل لإحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. قال ترامب ((لقد اتخذنا في العام الحالي خطوة مهمة. واعترافًا منا بحق كل دولة ذات سيادة في اختيار عاصمتها، فإنني نقلت سفارتنا في إسرائيل إلى القدس))، وتابع ((إن الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق مستقبل من السلام والاستقرار في المنطقة، بما فيه السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. هذا الهدف قد تقدم، دون أي أذى، بالاعتراف بالحقائق الواضحة )) .

ومن الملاحظ أن ترامب تجنب التوسع في الحديث عن القضية الرئيسية في الشرق الاوسط، لعلمه أن الأمم المتحدة ليست مكاناً مناسباً لطرح هذه القضية التي تحظى بتأييد غالبية الدول، كما إنه يريد الالتفاف عليها وتغييبها نظراً لسعيه لتشكيل تحالف استراتيجي مع ثماني دول عربية بإسم ((ناتو عربي)) ولذلك فهو يفضل معالجة المشكلة الفلسطينية بشكل ثنائي خارج المنظمة التي تمثل الشرعية الدولية ! .

 

تحركات أميركية اخرى:

 قامت الولايات المتحدة بتحركات أخرى على مسرح الامم المتحدة وخلال الدورة الـ 73 الأخيرة، أهمها ثلاثة:

أولاًجلسة خاصة لمجلس الامن الدولي: لم تقتصر نشاطات الرئيس ترامب بشأن ملفات الشرق الاوسط والمواجهة مع ايران على ما ورد في كلمته أمام الجمعية العمومية، ولكنه أتبعها في اليوم التالي بترؤس جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي دعا اليها باعتبار أن بلاده تترأس المجلس خلال الشهر نفسه، خصصها لبحث اجراءات ((الحد من انتشار أسلحة، الدمار الشامل في العالم)) واتهم النظام الايراني بالسعي المحموم لامتلاك هذا النوع من الاسلحة داعياً مجلس الأمن للتعاون مع الولايات المتحدة لمنع ايران من تحقيق مخططاتها لنشر الارعاب حول العالم، وتسبب الكوارث وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط. وكرر حديثه عن فرض عقوبات على ايران، محذراً من اتخاذ اجراءات قاسية ضد الدول التي تحاول الالتفاف عليها، أو تساعد ايران.

وانتقد ترامب موسكو وطهران لدعمهما نظام الأسد، ورأى إن ((روسيا وإيران أتاحتا وحشية نظام الاسد)). لكنه ما لبث أن قال ((أشكر إيران وروسيا وسورية لأنها وبناء على إلحاحي، قامت بتخفيض الهجمات على محافظة إدلب إلى حد كبير)).

ومن ناحية اخرى دعا ترامب إلى مواصلة الالتزام الكامل بالعقوبات الدولية على كوريا الشمالية حتى تنزع سلاحها النووي. وقال ((أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق))، مضيفاً أن الزعيم الكوري الشمالي ((كيم جونغ أون رجل عرفته وقدرته، وهو يريد السلام والازدهار لكوريا الشمالية )). وتابع: ((لضمان استمرار هذا التقدم علينا تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي حتى يتحقق نزع السلاح النووي))، مبدياً أسفه لكون ((بعض الدول لا تزال تنتهك عقوبات الأمم المتحدة)).

كما تطرق الرئيس ترامب في كلمته امام مجلس الأمن إلى الصين، وقال إنها تعمل ضد حزبه الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي المرتقبة، وأضاف ((للأسف وجدنا أن الصين تحاول التدخل في الانتخابات المقبلة التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، ضد مصالح إدارتي)). وفسر ذلك بقوله : ((هم لا يريدونني أنا أو نحن أن نفوز، لأني أول رئيس على الإطلاق يتحدى الصين بشأن التجارة)).

ثانياً - أما وزير الخارجية مايك بومبيو فاستغل وجود نظرائه وزراء خارجية دول مجموعة العمل المصغرة ((بريطانيا وفرنسا والمانيا ومصر والسعودية والاردن)) ودعاهم الى اجتماع في نيويورك على هامش الدورة لمتابعة البحث في الملف السوري .

وصدر عن الاجتماع بيان يطلب من مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا عقد اجتماع للجنة المكلّفة بصياغة دستور لسورية، وذلك في أسرع وقت ممكن، من أجل إجراء انتخابات .

وقال وزراء خارجية دول المجموعة ((ندعو إلى عقد اجتماع في أسرع وقت ممكن للجنة دستورية، ذات صدقية ومفتوحة للجميع، تُباشر صياغة دستور سوري جديد، وتضع قواعد لانتخابات حرّة ونزيهة)).

وأضاف الوزراء بعد اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّه يجب على دي مستورا أن يُقدّم في موعد ((أقصاه 31)) تشرين الأول/ اكتوبر تقريرًا بالتقدُّم الذي حققه.

وأشار الوزراء إلى أنّ الانتخابات يجب أن تكون مفتوحة لجميع السوريين، بمن فيهم ملايين اللاجئين الذين فرّوا من البلاد منذ بداية الحرب الأهلية عام2011.

وكشفت مصادر من المعارضة السورية أن الدول السبع تجاوزت خلافاً برز في اجتماع جنيف السابق بين كل من مصر والاردن وبقية الدول بشأن الوثيقة التي قدمها السفير جيمس جيفري حول خطوات الحل السياسي في سورية وفقاً لقرار مجلس الامن2254 / 2015 ، وأكد المصدر أن الدول أبلغت هيئة التفاوض بالاستعداد لعقد اجتماع في المستقبل القريب للجنة الدستورية التي يجب ألا تزيد على خمسة عشر شخصاً يمثلون النظام والمعارضة للاتفاق على دستور جديد تجري بموجبه الانتخابات الرئاسية والتشريعية بمشاركة السوريين في الداخل والخارج تحت إشراف الأمم المتحدة .

لقد ساهمت التحركات الاميركية الدبلوماسية والسياسية في دورة الجمعية العامة الاخيرة في تفعيل الدور الاميركي السياسي في قضايا الشرق الاوسط بصورة تدحض مقولة انسحابها أو تراجع دورها وفعاليتها أمام الحضور الروسي والايراني المتزايد في الاعوام الاخيرة التي أعقبت ثورات الربيع العربي والانسحاب العسكري الاميركي من العراق في بداية عهد اوباما وإخلاء المنطقة بكاملها أمام التوسع الايراني .

الادارة الحالية تستعيد زمام المبادرة على جميع الأصعدة السياسية والاستراتيجية وتعود للانتشار العسكري المكثف في سورية والعراق ومياه البحر المتوسط والخليج، وتستعد لانشاء حلف مع الدول العربية الرئيسية ليكون جداراً دفاعياً في مواجهة التوسع الايراني في الدول العربية وتهديداتها.

وتجدر الاشارة أخيراً الى أن الدبلوماسية الاميركية نجحت في احتواء محاولة الرئيس الفرنسي التي أعلنتها باريس قبل توجهه الى نيويورك للتوسط بين ترامب وروحاني، أو للدفاع عن جدوى الاتفاق النووي، والدعوة لاحترامه، ولكن المبادرة جوبهت بصد ورفض حازمين من ترامب وادارته، من خلال التحذير الشديد الذي وجه لكل الدول الاوروبية من مغبة محاولات خرق العقوبات التي ستفرض على ايران. ومن الواضح أن التحذير الاميركي بدأ يحدث آثاره، فكلمة تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية في الجمعية العامة خلت من أي إشارة لايران. وبالمقابل تضمنت كلمات عدد كبير من وزراء خارجية الدول العربية تأييداً قوياً للسياسة الاميركية ضد ايران والاتفاق النووي، وفي مقدمتهم عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، ووزراء خارجية الدول الخليجية الاخرى والأردن والرئيس المصري .

 

الوسوم