لماذا يرفض بري حرية هانيبعل القذافي؟
مجلة الشراع 22 حزيران 2021
 لم يكف رئيس مجلس النواب نبيه بري كراهية بشار الاسد له ، التي تجعل ابو مصطفى يحيط نفسه بحراسة  غير مسبوقة على مسؤول لبناني  ، بل ان اصراره على حبس ضيف الاسد الشخصي هانيبعل معمر القذافي من دون اي مسوغ قانوني جعل علاقته مع بشار وجماعته في أسوأ حالاتها ولولا المونة التي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على الاسد لربما تدهورت الامور الى ما يفجر الوضع في لبنان  وخصوصا في الجانب الشيعي منه الى ما لا تحمد عقباه!!! 
يرفض بري اخراج ابن القذافي من الحبس وهو بمثابة مخطوف سياسي ، ولا يملك القضاء اللبناني اي تهمة يوجهها للرجل الليبي وليس لديه اي حق بحجز حريته ، ويخضع القضاء في لبنان في هذه المسألة الغريبة الى قرار اتخذه بري بإستمرار خطف ابن القذافي لأن والده كان دعا مؤسس المجلس الشيعي وحركة امل السيد موسى الصدر لزيارة ليبيا لحضور احتفالات الجماهيرية بقيام ثورة الفاتح من سبتمبر يوم 25/8/1978 ، ثم اختفى فيها يوم 31/8/من العام نفسه .
كان عمر هانيبعل ربما ثلاث سنوات ، وهو لا يعرف حرفاً في السياسة او من يكون الصدر ، ولا يمكن ان يسأل عن اي امر فعله والده ( اذا كان خطف الصدر) ، ولعل خطف هانيبال الآن يشبه خطف الصدر نفسه مع فوارق حقيقية بين الشخصيتين لكن كل منهما انسان ونفس ولكل منهما انصار ومحبون واهل واولاد 
 بري يرفض كل واسطة يقوم بها قريب او بعيد سياسي او رجل اعمال ، مرتزق او رجل مبدئي على قول واحد : موضوع هانيبعل والسيد موسى خط احمر لا احد يناقشني به 
وعندما يقال للرئيس بري ان هانيبعل هو ضيف بشار الاسد وينقل سفيره علي عبد الكريم امنية من رئيسه بإعادة الرجل الليبي الى سورية التي خطفه منها ابن الرجل الثالث مع الصدر في الرحلة المشؤومة الى ليبيا حسن محمد يعقوب .. يكفهر وجه بري وهو يردد عودة الامام الصدر عندي اغلى من كل الامنيات ، وقد اموت قبل ان يعود الامام وهذا عندي اهون من ان اتخلى عن فرصة معرفة الحقيقة في مصيره
   واذا سأله احدهم لكن هانيبعل كان طفلاً حين خطف الامام ؟ يجيب ابو مصطفى : عال كان طفلاً والآن هو رجل وتربى داخل نظام القذافي وفي منزله وتولى مسؤليات امنية وعسكرية واصبح واحداً من المقررين الكبار مع والده .. وانا كل ما اريده منه هو ان يفرج عن المعلومات التي يعرفها في هذه القضية حتى افرج عنه... 
 والذي لم يشرحه بري للخاصة حول هذا الموضوع ينقله محللون بالتبريرات التالية ومنها:
على الرغم من الحيثية التي تراكمت بالممارسة منذ اكثر من اربعين عاماً  وجعلت نبيه بري حاضراً في كل اجيال حركة امل بعد الصدر ، فإن الرجل ما زال مقتنعاً بأن اساس شرعيته هو الامام الصدر نفسه وهو لا يستطيع ان يترك فرصة خطف هانيبعل تمر من دون ان يستثمرها الى حدها الاقصى ولو بمعلوماته عن مصير الامام  
ويقول تحليل آخر ان بري رفض الاستجابة لطلب رسمي لممثل بشار الاسدفي لبنان   علي عبد الكريم بما يعرضه لأشد المخاطر  وقد اعتبر هانيبعل ضيف بشار الشخصي وعائلته ويقال انه ادخل معه الى سورية عدة مليارات من الدولارات للعمل والاستثمار

وأخيراً

لقد سمعت شخصياً من احد رؤساء ليبيا بعد قتل القذافي وهو د محمود جبريل ان موفدين من حركة امل ومن قبل نبيه بري جاؤوا الى ليبيا للاطلاع على المعلومات التي يملكها المسؤولون الذين خلفوا العقيد القذافي عن مصير الصدر ، وقد عاد هؤلاء وما زادت معلوماتهم حرفاً عما هو معلوم لبري والسلطات اللبنانية 
 د جبريل رحمه الله قال : لم يبق سوى التعويض المادي ، وهذا امر متروك للتفاوض بين السلطات الليبية وبين السلطات اللبنانية ، لكن معلوماتي يضيف جبريل ان نبيه بري يريد حصر الامور بين يديه ، وقد فهمنا- يتابع جبريل قوله  _ ان بري مفوض من قبل عائلة الصدر وتحديداً شقيقته رباب لبحث هذا الامر مع الليبيين ..
وعندما سألنا جبريل : وماذا عن التعويض المالي ضحك رحمه الله وقال : اذا بقي مال في ليبيا !!! 

الشراع