بيروت | Clouds 28.7 c

من يعيد الى المسلمين (السنة) دورهم ووحدتهم ؟ / بقلم الشيخ مظهر الحموي

مجلة الشراع 22 حزيران 2021

 

يحز في نفوسنا أن نتكلم بلغة مذهبية درج اللبنانيون على التخاطب بها والتي يرفضها المسلمون ( السنة ) لأن حصر المسلمين ( السنة) بهذا التوصيف هو تقطيع لأوصال الأمة ، وان المراد بهذا التصنيف جعلها فئة من ضمن سائر الفئات الأخرى ،

وإذا ما إستعملنا هنا عبارة ( السنة) في لبنان فذلك لأن اللغة السائدة أصبحت عرفا ينحصر في لبنان وحده دون سائر البلاد العربية والإسلامية.

فليعذرنا بعض الإخوة أن نتكلم بهذه اللغة السائدة ( السنة) والتي نتحفظ عليها.

لا شك أنكم تعلمون أن لبنان يتعرض لأشد كارثة على كافة الصعد السياسية والإقتصادية والمعيشية لم يشهدها في تاريخه.

ولو حاولنا إستعراض بعض الوقائع التي واكبت هذه الأحداث فإننا سنقف على بعض الملاحظات التي ينبغي أن نتحدث عنها بكل الصراحة والوضوح والواقعية ولا يجوز التغافل عنها أو تجاوزها أو التقليل من شأنها بل يجب علينا جميعا أن نتدبرها ونقر بها .

لماذا لكل طائفة رؤيتها وتنظيمها وإستراتيجيتها على كافة الأصعدة ما عدا ( السنة) الذين نراهم في حال إنعدام توازن ، وغموض في الموقف الواحد ،وتشتت في الرؤية ، وتأرجح في المواقف المختلفة، بحيث يلاحظ ان التشرذم واضح في صفوفهم ، وهو ما يستدعي منا جميعا أن نعترف به بكل صراحة وأن نسارع الى قراءته وإيجاد السبل الكفيلة بتقويمه قبل فوات الأوان.

إن المسؤولية اليوم الملقاة على عاتقنا جميعا تدفعنا الى الإقرار بالقيام بالأعباء المطلوبة لإحتواء هذا الواقع المزري الذي تعيشة ( السنة) ونقولها بكل الصدق والصراحة والتجرد ومن دون مبالغة او إفتئات وذلك حتى نعيد للمسلمين (السنة) حضورهم ومكانتهم وهم الذين عرفوا بدورهم الريادي في هذا الوطن عبر التاريخ ، وحرصهم على وحدته وتطوره ، والحفاظ على مؤسساته .

وكذلك ( وهذا هو المهمُّ) سعيهم لدى الأشقاء العرب على مختلف الأصعدة لدعم لبنان وهو ما يقر به الجميع.

من هنا فإننا نؤكد على عنوان وحيد لدعوتنا التي طالما كتبنا فيها ودعونا إليها ، وهو الوحدة والتضامن والتشاور دون أن يعني ذلك الإنعزال والتقوقع او الترصد لسائر الطوائف والمذاهب الأخرى فنحن من أمة ذات إمتداد عريض على الساحة العربية والإسلامية ، ولسنا فئة منزوية أو أقلية متوجسة ولذا يجب أن تفهم دعوتنا كما هي انها نابعة من كوننا أبرز أسس هذا الوطن وأكثر الحريصين على سلامته وإزدهاره ... لذلك

إن كل المسؤولين في هذه الطائفة من سياسيين ودينيين  وتيارات كبرى وأحزاب وفعاليات .. مدعوون  الى لقاء سريع بعد ان يضعوا خلافاتهم ومناحراتهم جانبا حتى يستحقوا ثناء قاعدتهم ، ويعيدوا إليهم الروح والإطمئنان بعد طول خصام وتنافر لا مبرر كبير له .

هم مدعوون اليوم من أجل لقاء إستثنائي يعيد الروح الى هذه الطائفة ويحقق أمر الله تعالى في التآزر والتعاضد والمشورة وخصوصا في مثل هذه الظروف المصيرية الهامة.

لنتناسى بعض خلافاتنا ومصالحنا وتبايننا ، ولنلتقي على مصلحة طائفتنا ، وهو أمر واجب شرعا وخصوصا في مثل هذه الظروف من أجل توحيد الرؤية على القواسم المشتركة ، إذا لم يكن في وسعنا التوحد والإندماج ، ولا نرى ذلك مستحيلا أو صعبا إذا ما تخلى كل واحد منا عن تقوقعه أو عصبيته ..

ترى :من سينجو منا إذا إستمر الوضعُ الشاذُ طويلا..

إن هذه الدعوة الحارة هي ملحة اليوم وضرورية ولا يجب تأخيرها بعد أن لاحظ الجميع من شخصيات سياسية ودينية وحزبية مدى تذمر عامة المسلمين من هذه الأوضاع ..

فهل من يبادر الى تبني هذه الدعوة ، ويعمد الى الترويج لها، كلٌّ في موقعه ؟ أم ترى سنظل على حالنا من تناحر وإحتراب وتخاصم توزعنا الى عشرات الفرق والمواقف والتيارات؟؟

اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد، ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها...وتعملوا بها..

 أخوكم الشيخ مظهر الحموي

الوسوم