بيروت | Clouds 28.7 c

رائحة الرماد / بقلم زينة جرادي

مجلة الشراع 17 حزيران 2021

 

ماذا أُسَمّيكَ؟

يا رجلاً لهُ تَحلو كلماتي

مَدْعُوَةٌ معكَ على موعدْ غرام

تَناثَرَ كُلّي أو بعضٌ مني

وَحيدةٌ مَلَلْتُ الكلام

أبحرتُ في عينيك

فانطوى الموجُ بكَ وأَقْفَلَ عليك

تَمَزَّقَ قاربي

وأنا الغارِقَةُ في الطُوفان

قَدْ مُتُّ فيكَ منْ قبلُ

 ثانيةً لن أُضام

على حافةِ وجلٍ

 تسجُدُ كُلُّ أحاسيسي كمن في حَضْرَةِ الصلاة

 فأُصَلّيكَ جمعًا وقياما

عجِزَتْ حُروفي عنِ النطق

واحترقَ عُمري احتراقَ الورد

وتُحاسِبُني على رائحةِ الرماد!

أنهمِرُ حنينا ً

وفي صمْتِ الحُروف

تتكلَّمُ أنتَ وتبوح…

كم من لحظاتِ سُكونٍ فيها ابتلعتني

 كما يونُسُ ابتلَعَهُ الحوت

اسقني شهدَ الغرام

دعني أعبُرُك

 فُكَّ اللِّثام

آتيكَ من بردٍ

 دثِّرْني

وارتديني على جسدِكَ ثوباً

ضَمِّدْ أنيني

 حريريٌ بيتُكَ مُكَوَّرٌ من خيوط

الصقتني به كالعَنْكَبوت

تجلِدُني والريحُ تشتعِلُ داخلي

أَشرَبُ نخبَكْ

أرقُصُ مذبوحَةً على فَوْضاك

أحتوي كُلَّ براكِينِك

أعبُرُ كُلَّ زواياك

ترتديني وتتقمَّصُ البراءةَ في وجهِك

 قِف!

دعني أرنو إلى دِنياك

غريبٌ أمرُكْ

سنواتُ حبِّكَ عِجافْ

سيفٌ أنتَ من حرير

به تقطَعُني وأصِلُكْ

غادرَتني نفسي

جَفَّتْ وتَوَشَّحَتْ بالفراغ

حُبُّكَ كُتْلَةُ شمسٍ أنارتْ كوْنًا

وتُعاتِبُني على حرارةِ النِّيران

تَجَلَّى الطْينُ من جسدي وتوارَتِ الرُّوح

وبَقيتُ رهينةَ العذابِ في هواك.

الوسوم