بيروت | Clouds 28.7 c

هل اجهض الشيخ حسن خالد عودة ياسر عرفات الى بيروت؟ ولماذا قتله حافظ الاسد ؟

مجلة الشراع 15 أيار 2021

 

مثلما بدأ الشيخ حسن خالد مسؤوليته كمفتي للجمهورية اللبنانية كبيراً من لبنان في لبنان انتهى المفتى العظيم كبيراً من لبنان وفي لبنان!

الفارق الهائل بين،

البداية قائداً مشرفاً لموقعه معبراً عن صوت اللبنانيين المسلمين والمسيحيين والعرب اجمعين...

والنهاية قتيلاً من اجل الحق والعدل وبيروت واهلها!

ان البداية كانت في عصر جمال عبد الناصر الذي يعطي الشرف والكرامة لمن ايده وكذلك للذي عارضه

اما

نهاية الشيخ حسن خالد فقد كانت تحت سلطة حافظ الاسد الذي نال مؤيديه عار الذل خضوعاً وهدر كرامات اما الذين عارضوه فنالوا شرف القتل الذي لم يعرف عهده ثقافة غيره.

كان المفتي المظلوم ينتظر قتله على ايدي الصهاينة الذين اجتاحوا لبنان من جنوبه عام 1982 وحاصروا بيروت عاصمة الوطن والعروبة والمقاومة خصوصا وان الشيخ المفتي كان يقود المقاومة المدنية بثوبه الابيض في مظاهرة البيارتة التي خرجت بعد صلاة العيد في الملعب البلدي، اي عبقرية اختارت هذا المكان المفتوح القادر على استيعاب عشرات الآلاف الرافضين للاحتلال من قلب المكان الذي احتضن قيادة المقاومة ضد العدو؟

وأي توفيق من الله ان كان هذا الحشد البيروتي العروبي مجتمعاً في يوم 23 يوليو تموز ذكرى مرور 30 سنة على ثورة البطل العربي جمال عبد الناصر عام 1952؟

الشيخ حسن خالد كان موعداً من ومع الاحداث الكبيرة التي عصفت ببيروت ولبنان ودنيا العرب وقد اعطى لكل موقع وعمة وجبة شرف مرافقته ، وكان الشرف الاعظم حين رافقته عمة بيضاء لحظة اغتالته ثقافة القتل التي لم يعرف مؤسس عائلة الاسد غيرها منذ خطفت سورية ومنها الى لبنان طيلة نصف قرن حتى الآن

لذا

وفي ذكرى مرور 32 سنة على قتل المفتي المظلوم يحق لنا ويجب علينا ان نطرح سؤالاً كبيراً بحجم الحدث الجلل وهو :

هل ساهم المفتي المظلوم - ومن دون قصده - في اجهاض مشروع اقسم ياسر عرفات مراراً على تنفيذه وهو العودة الى بيروت وطرد جماعات الاسد منه؟

عودة الى تلك المرحلة السوداء التي خيمت على بيروت حين احالت جماعات امل والجماعات التي التحفت راية الحزب التقدمي الاشتراكي حياة كل ساكن في بيروت الى جحيم خلال اعوام 1985/6/7/

.. ومن عاش تلك السنوات السوداء في بيروت يدرك ان الحلف المعمد بالدم بين نبيه بري ووليد جنبلاط انتهى في شباط /فبراير الى سيطرة شبه كاملة لجماعات قاتلت تحت راية الاشتراكي على بيروت الغربية ولم يبق سوى منزل بري في منطقة بربور خارج سيطرتها حرصاً من جنبلاط على عدم اذلال حليفه وكذلك تهديداً من حافظ بالا يقتربوا من منزله وكان اول ما فعله غازي كنعان حين عاد الى بيروت هو توفير الحماية لبري في بربور ومحيطها

كاد حلم عرفات وقسمه بالعودة الى بيروت وطرد قوات الاسد يتحقق في تلك المرحلة ! كيف ؟

لأن الواقع كان يشير الى ان الذين كانوا يقاتلون تحت اعلام الاشتراكي في بيروت كان معظمهم من فلسطينيي فتح في المخيمات والخلايا النائمة في بيروت وكان هناك قياديون من حركة فتح من هذه الخلايا يقيمون على بعض خطوات من بربور يتهيئون لاقتحام منزل بري فيها .

قاتل فلسطينيو ابو عمار تحت راية حزب جنبلاط للسيطرة على بيروت

وقاتل معهم المرابطون الذين كانوا عرضة للملاحقة من جماعات امل واعتقلت الكثيرين منهم وسجنتهم ثم سلمتهم الى الاستخبارات السورية ليمضوا سنوات طويلة مخطوفين في اقبية استخبارات الاسد

قاتل بعثيون معارضون لسلطة الاسد ومؤيدون للعراق في عهد صدام حسين وكانوا كامنون خوفاً من ملاحقة امل لهم نيابة ومشاركة استخبارات الاسد في ملاحقتهم ،

كل من كان ملاحقا من هذه الاستخبارات انضم الى الاشتراكي في معركته ضد امل بصفتها مفرزة امنية للاستخبارات السورية وقد هزمت في بيروت مما كان يعني ان عرفات بات قاب قوسين او ادنى من السيطرة على الجزء الغربي من بيروت..

 ما الذي حصل؟

كان قتال الشوارع في بيروت بين طرفي الحلف المعمد بالدم يحيل حياة البيارتة الى جحيم يومي على مدار الساعة.. وكان من المنطقي ان تتحرك قيادات بيروت تحت راية المفتي الشيخ حسن خالد نحو دمشق وفق منطق سياسي دقيق بأن مقاتلي امل والاشتراكي هم اتباع بري وجنبلاط والاثنان مقيمان في دمشق لحمايتهما من محاولات اغتيال مرصودة...

 لذا توجه المفتي المظلوم الى المكان الصحيح بعد ان توجه التجمع الاسلامي الى دمشق مطالباً المسؤول السوري بإلزام جماعته الإنسحاب من الشوارع لإنهاء المأساة التي يعيشها البيارتة بسبب اقتتال الزعران في مدينتهم

دعا المفتي خالد حافظ الاسد لأن يرسل قواته الى بيروت لردع الزعران... وفي حين ان الشيخ المظلوم كان يريد انهاء مأساة البيارتة فإنه من دون وعيه افقد عرفات فرصته الذهبية للعودة الى عاصمة العرب التي تعني له العودة الى حدود فلسطين أولاً ثم رد ظلم حافظ الاسد له حين اخرجه من طرابلس عام 1985  , وكان الاسد طرد عرفات من دمشق متهماً إياه بالتآمر مع شقيقه رفعت ضد سلطته في وقت سابق

  كان همّ المفتي المظلوم انقاذ ابناء بيروت انسانياً واخلاقياً ولم يول الشأن السياسي ولا مسار  الصراع الشخصي بين عرفات والاسد اي اهتمام .. وقد تحقق ذلك للبيارتةانما كان  باغلى الاثمان ، بدءاً من اغتياله هو شخصياً ظهر يوم 16/5/1989، وصولاً الى كل الاغتيالات السياسية التي تتالت وهدفت الى التخلص من كل وطني شريف يجرؤ على قول كلمة حق في وجه سلطة سورية جائرة

رحم الله المفتي المظلوم الشيخ حسن خالد الذي حمله مودعوه مسافرا الى القاهرة للقاء جمال عبد الناصر امانة بالهتاف؛

" يا حسن يا ابن خالد سلملي عأبو خالد "

 وعندما شيعه ابناء بيروت ولبنان بعد ان اغتالته استخبارات الاسد يوم 16/5/1989.. كانت القلوب تنوب عن الحناجر محملة حافظ الاسد جريمة قتل بطلها المؤمن وهي تأتمنه مرددة قول الله :

" بإسم الله الرحمان الرحيم

ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً

صدق الله العظيم

الشراع في 15/5/2021

الوسوم