بيروت | Clouds 28.7 c

شقيقي حبيبي ابراهيم استسلم الى رحمة الله / كتب حسن صبرا

مجلة الشراع 9 أيار 2021

ما كان شقيقي ابراهيم يوماً عنيداً وما كان خصامياً بل هو في العائلة الاكثر انفتاحاً على الناس الاكثر مشاركة في الحوارات السياسية، هو من احباء سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان منذ عشرات السنين وصديق نواب وشخصيات في حزب الله، ما كان الحاج ابراهيم اعلامياً لكنه متواصل حاضر في الاتصالات الهاتفية في البرامج الحوارية ليقول ما يحب قوله بعفوية وحرية، تراه عابساً في النقاش ولا ينهيه قبل طرفة او نكتة او مداعبة فطبعه الود وهو يصدّ كل خصام ...

اجمل صوره في طفولته وهو يرتدي ملابس عسكرية صبيحة عيد وشعره الطويل الاشقر وقد رافقه حتى الزمته ادارة مدرسته قصه ..

 واجمل ذكريات زملائه هي في ملاعب كرة القدم في ملعب نادي السهام عند جسر سليم سلام الآن مكان المسجد الابيض وقد شاركنا سنوات طويلة اللعب في كل ملاعب بيروت وملاعب الجنوب والشمال والجبل والبقاع... وفي ملعب البالوع في حداثا كان المتحمسون له يهتفون:

"علي يا ابراهيم علي وحط الطابة بالسلة "

  كان ابراهيم اول من نزل سوق العمل في عائلة المرحوم والدي أبو علي احمد صبرا وكان جهاده في عمله مشهوداً بالعرق والتعب وبالصدق والاستقامة، وكان الله معه وهو يبني مستقبله خطوة خطوة لم يغامر لم يخاطر لم يقفز في عمله واقصى ما وصل اليه هو انه بعد عشرات السنين من العمل في اسواق بيروت القديمة والضاحية اختار السفر للاستيراد من الصين انما كما يقال "على قده"

اخضع الله الحاج ابراهيم لإختبار شديد الصعوبة حين سمع ابراهيم قرقعة مبنى ينهار فوق رأسه وحيداً في المستودع فتوجه بإلهام من رب العالمين نحو زاوية المستودع البعيدة فيتكوم  المبنى في لحظات وينجو ابراهيم اذ شكل حطام المبنى الهرمي حماية له من موت محقق .

رافقني ابراهيم الى الحج عام 1992  بدعوة كريمة من وزارة اعلام المملكة العربية السعودية في عهد الوزير الخلوق د. فؤاد الفارسي لاداء الفريضة وكنت مرافقاً لوالدتي الحاجة ام علي والحاجة شقيقتي ناهدة والزميل الحبيب بسام عفيفي وجمعتنا الصدف الجميلة مع الاخ كمال شاتيلا والاخ العزيز حسن مطر والحاج العزيز فيصل السماك في جناح واحد لعدة ايام كانت من افضل واسعد الايام ونحن نخوض نقاشات في السياسة دائماً والطرائف تترى من ابراهيم ومن بسّام وثالثهم الحاج فيصل..

كان التدخين هي مشكلة اخي ابراهيم على الرغم من مثابرته على لعب كرة القدم وقد حاولت كثيراً ثنيه عن تلك الآفة وما نجحت... وعندما كنت مديراً للألعاب في نادي السهام قررت ان امنعه عن المشاركة في اي مباراة اذا دخن سيجارة واحدة قبل ايام من المباراة... وقد نفذت تهديدي ولم اشركه في مباراة جرت على ملعب السهام على الرغم من تدخل المرحومين الحبيبين الحاج صلاح ياسين والحاج حسن مقشر وقلت للغاليين لقد نبهته الى انني سأعاقبه اذا دخن سيجارة قبل ايام من المباراة وفي حين ان الحاج صلاح وافقني لأنه كان ضد التدخين الا ان ابو عفيف ظلّ على الحاحه ولم استجب لطلبه لاسمعه يقول وهو يبتعد غاضباً " انت عنادك بيولد الكفر"

خلال السنة الاولى من الحرب الاهلية 1975 غادر ابراهيم مع المرحوم صبحي ابن عمتنا ام مصطفى الى مصر للعمل في معمل أنشأه الحاج حسن مقشر مع  شقيقه محمد واحمد وهبي...

وفي القاهرة التقى الشيخ المفتي عبد اللطيف دريان والشيخ الدكتور محمد النقري، كصديقين فقد كان اخي ابراهيم موهوباً في نسج الصداقات خفيف الظل همشرياً كما يقال..

كانت مشاوير حداثا مع مجموعة اصدقاء العمرفي زاروب العانوتي والمصيطبة توفيق عبلا وعبد الغني عيتاني وعبد الرحمان خانكان ويوسف درويش صبرا وسمير صبرا وعلي حشوش وعدنان الملا واحياناً نظير الكعكي وعفيف دبوق وسمير جمال الدين... تشعل هدوء القرية ونحن نجول في شوارعها وننزل الى البالوع لنتابع مباريات بين القرى في كرة القدم  وقد اخذ الحماس في مباراة السهام مع فريق بلدة السلطانية الحاج عبد المجيد بردى لإطلاق الرصاص من مسدسه في الهواء عندما سجل ابراهيم صبرا هدف الفوز على البلدة الاخرى...

حمل شقيقي ابراهيم لقب ابو رباح لفترة طويلة حتى بعد ان تزوج وانجب بكره محمد الذي صار بدوره صاحب بيت وما زال البعض يذكر اسم ابراهيم ابو رباح وبعد نعيه تذكر البعض انه ابو رباح على الرغم من انه الحاج ابراهيم ابو محمد!

رحل ابو محمد ابراهيم شقيقي وكنت اعرف بهمشريته انه كثير المعارف في كل لبنان لكني لم احط بسعة اتصالاته حتى تلقيت التعازي من معارفه وما كنت على علم بهذا الحد من حضوره وصداقاته...

الى رحمة الله يا حبيبي يا ابراهيم وانا اراك في جنان الله يحضنك ابو علي وام علي اللذان سبقا الجميع الى رحاب الله وقد اخذا الحبيبة ماجدة في احضانهما وقد اتسعت لحضنك وانت تقبل على لثم اياديهم حباً وشوقاً ووفاء ناقلاً لهم الشوق من الذين يذكرونهم بالحب وطلب الرحمة..

شقيقك حسن

الشراع في 9/5/2021

الوسوم