بيروت | Clouds 28.7 c

الاسد: مزراع شبعا سورية هل هي فتنة اميركية يدبرها هوف؟

مجلة الشراع 14 نيسان 2021

 

كانت جحافل المقاومة الاسلامية التي حررت الجزء الاعظم من جنوب لبنان والبقاع الغربي قد اصبحت على حدود فلسطين المحتلة مع لبنان بعد ان ارغمت العدو الصهيوني على الانسحاب القسري من معظم الاراضي اللبنانية في 24/5/2000 بموجب القرار الدولي رقم 425 حين اعلن وزير خارجية سورية فاروق الشرع انها مناورة اسرائيلية!

ونقول معظم الاراضي لان اسرائيل ظلّت ومازالت محتلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا (والجزء الشمالي من بلدة الغجر) وهما من كبريات بلدات منطقة العرقوب في منطقة حاصبيا مرجعيون جنوبي لبنان...

هاتان المنطقتان احتلتهما اسرائيل خلال عدوان حزيران يونيو 1967 باعتبارهما اراضي ينتشر فيها الجيش السوري منذ نحو 10 سنوات ...

لماذا هما في نظر اسرائيل والمجتمع الدولي سوريتان بما يعني ان يسري عليهما القرار الدولي 242 الذي صدر في تشرين الثاني نوفمبر 1967 كما يسري عليهما ايضا" قرار الكنيست الاسرائيلي بضم الجولان المحتل الى الكيان الصهيوني؟

لان هذه المناطق اللبنانية المتداخلة مع الحدود الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 والحدود السورية التي احتلت عام 1967 كانت تشكل ثالوثا" مهما" مفتوحا" لعمليات التهريب بين الدول الثلاث قبل اغتصاب فلسطين وكان لبنان عاجزا" عن توفير حماية عسكرية وامنية وحتى اجراءات ادارية لهذه المناطق اللبنانية بعد ان سيطرت عليها عصابات التهريب هذه.

كان تفاقم الاشتباكات بين العصابات المتنافسة يقض مضاجع القرى القريبة من الحدود وهذا كان يدفع الاهالي لطلب النجدة من مراكز الدولة اللبنانية العاجزة عن اي نجدة بما كان يدفع لبنان للطلب من دمشق لكي يساعد جيشها على الحدود المشتركة بين لبنان وفلسطين وسورية للتدخل لوقف هذه الاشتباكات.

بعد سقوط فلسطين بأيدي الصهاينة صارت الاشتباكات متصاعدة وشبه يومية وفي احدى المرات استمرت عدة ايام والاهالي يتذمرون ويطلبون الدعم من القوى العسكرية العاجزة ،وهذه بدورها تطلب المساندة من بيروت بما جعل وزير الدفاع اللبناني يومها الامير مجيد ارسلان يطلب من دمشق ان ترسل جيشها على الحدود السورية اللبنانية الجنوبية عند سفوح جبل الشيخ لان يقيم مركزا" أماميا" ثابتا" ، وكان قبل ذلك يقوم بدوريات بين الحين والاخر.

قال ارسلان يومها ان عسكرنا لا يستطيع الوصول الى اماكن الاشتباكات هذه لحماية ومساعدة الناس حيث لا طرقات تسمح للعربات المصفحة بالوصول اليها وكان الدرك يصل عبر البغال والاحصنة .

فاروق الشرع نفسه الذي وصف الانسحاب الصهيوني بأنه مناورة وهو يعرف ان هذا العدو انسحب تحت ضربات المقاومة الاسلامية قال يومها ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا غير اسرائيلية ولكنه لم يقل ايضا" انها ليست سورية ولم يقل ابدا" انها لبنانية الا في الاعلام وهذا هو لب المشكلة حتى الان لان سورية آل الاسد رفضت ان ترسل الوثائق التي تثبت ان هذه المناطق لبنانية وليست سورية.. وكاد الامر يتيه في غياهب النسيان الى ان اعاده الى الذاكرة تصريح للمبعوث الاميركي الى سورية ولبنان فردريك هوف الذي نقل كلاما" عن بشار الاسد سمعه منه عام 2011 بأن مزارع شبعا سورية وليست لبنانية !!

كان لبنان ومازال متمسكا" بحق بلبنانية المزارع والتلال طالبا" من دمشق تسليمه وثيقة تثبت انها لبنانية استنادا" الى المعطيات التي ذكرناها سابقا" ولكنه لم يكن يلح على سورية بذلك كثيرا" مراعاة" لموقف حزب الله وكثير من اللبنانيين الذين لا يريدون احراج سورية على الرغم من تمسك حزب الله المحق بلبنانية المزارع المحتلة التي تعطيه شرعية استمرار حمل السلاح لاستمرار المقاومة التي يبقى عليها واجب تحرير ما تبقى من الارض بعد ان حررت الجزء الاعظم المحتل منها وهو في الوقت نفسه لا يريد ان يسقط من ايدي آل الاسد واجب استرجاع الجولان المحتل مع التذكير بأن من مصلحة دمشق ربط المزارع والتلال بالجولان كأراض محتلة يجب تحريرها.. وهذا ما يجعل دمشق رافضة ارسال وثائق الى الامم المتحدة بلبنانية هذه المناطق .. هكذا فهم اللبنانيون والمجتمع الدولي كلام الاسد لهوف بأن مزارع شبعا سورية وليست لبنانية وهو كلام خطير اذا صدق هوف في نقله لانه يشكل طعنة من بشار الاسد في ظهر حزب الله الذي ما زال متمسكا" بسلاحه لتحرير ارض لبنانية محتلة بينما يزعم الاسد انها سورية ( بنى حزب الله ويبني قواعد مقاومة تمتد من جنوب لبنان الى الجولان ضد الاحتلال الصهيوني الذي يظهر شراسة في محاولة منعها ويشن هجمات دائمة ضدها وفي احداها قتل عميد الاسرى اللبنانيين في سجون العدو سمير القنطار كما قتل جهاد عماد مغنية على جبهة المقاومة في الجولان).

علام استند الاسد في كلامه لهوف عن ان مزارع شبعا سورية ؟

العميد المتقاعد في قوى الامن الداخلي فوزي بدران تحدث للشراع عن هذه المسألة وقال:

" والدي الرقيب  عبد الرسول بدران الذي كان مسؤول مخفر شبعا كتب تقريرا" الى رؤوسائه اورد فيه وقائع عن قيام السلطات السورية التي احتلت المزراع والتلال في نهاية خمسينات القرن الماضي بإرغام مواطني القرى اللبنانية على مغادرتها بزعم انها اراضي سورية ومن كان يرفض ذلك كان يتم اعتقاله".

ويتابع العميد المتاعقد بدران "أن والده الرقيب عبد الرسول اورد في تقريره ان السلطات السورية طلبت من المواطنين اللبنانيين في هذه المناطق ملء استمارات تفيد بأنهم يقبلون حمل الجنسية السورية وان منهم من قبل بذلك ومنهم من رفض وانضم الى بلدته شبعا.. كما ان السلطات السورية ارغمت في نهاية خمسينات القرن الماضي اصحاب قطعان الماشية فيها على سحبها بحجة انها تريد ان تقيم فيها احراجا" ".

ويتابع العميد بدران حديثه مع الشراع فيقول:

" ان والده الرقيب الراحل ابلغه شخصيا" ان اجتماعا" عقد في ثكنة مرجعيون وكانت بقيادة العقيد فؤاد لحود وحضور محافظ البقاع اللبناني ومحافظ ريف دمشق السوري لبحث هذه المحاولات السورية ضد اللبنانيين لكن شيئا" لم يتغير ."

ويتابع العميد بدران " ان زميله العميد علي عاشور وكان يومها ملازما" اول في قوى الامن في تلك الفترة كان يرسل بريده من تلك المنطقة الى رؤوسائه في صيدا عن طريق دمشق فلما احتلت اسرائيل هذا المثلث بين لبنان وسورية وفلسطين في عدوان 5 حزيران 67 اقفلت هذه الطريق بطبيعة الحال، واعتمدت وسائل اخرى لارسال البريد".

من ارشيف الشراع

عندما احتل العدو الصهيوني هذه المناطق في عدوان 67 هرب الجنود السوريون منها الى داخل شبعا وسلموا اسلحتهم للجيش اللبناني.. محافظ القنيطرة يومها عبد الحليم خدام حضر الى شبعا ويقال الى ثكنة مرجعيون حيث أنب الضباط والجنود السوريين الهاربين وطلب اعادتهم الى بلادهم لمحاكمتهم.

 الشراع في 14/4/2021

الوسوم