بيروت | Clouds 28.7 c

كيف سقط الخيار العسكري في ادلب؟ بقلم: محمد خليفة

كيف سقط الخيار العسكري في ادلب؟ بقلم: محمد خليفة

 

  • *الحراك السوري, والحزم التركي, والتجاوب الغربي فرض معادلة جديدة 
  • *تحرك اوروبي وعربي بقيادة اميركا للتدخل السياسي والعسكري في سورية
  • *سيناريوهات حلب ودرعا والغوطة لن تتكرر في ادلب
  • *مجموعة العمل الدولية المصغرة تتدخل بقوة لتصويب مسار الحل السياسي
  • *دي ميستورا.. قريباً الى الاستقالة بطلب اميركي 
  • *جيمس جيفري دعا نصر الحريري للقائه في جنيف وشارك في اجتماع السباعية 

 

بقلم : محمد خليفة   

 

قبل اسبوعين من الآن زار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف العاصمة السورية, وأعلن منها ضرورة الاسراع بالهجوم على ادلب وتطهيرها من الارعابيين, وقبله بأيام زار زميله وزير الدفاع دمشق وحلب وأعلن منهما جهوزية قواته في سورية للهجوم على ادلب. أما الآن فالوزير الظريف يدلي بحديث مطول لمجلة ((دير شبيغل)) الالمانية يرسل عبره الى الرأي العام الاوروبي خطاباً معاكساً تماماً, قال فيه إن إيران تدعم الحل السياسي, ولا تفضل الهجوم على ادلب!

أما روسيا فكانت تبني خطابها على أساس أنه لا يمكن التساهل مع الارعابيين في ادلب أكثر من ذلك ويجب حسم المعركة فوراً وبدون إبطاء واتهم الارعابيين بالتحضير لهجوم كيماوي من جسر الشغور القريبة من قاعدة حميميم. أما الآن فوزير الخارجية سيرغي لافروف يعلن على استحياء ((ليس لدينا خطة للهجوم على ادلب)) !

وأما بشار الاسد فكان يتبجح بأنه أعطى أوامره لقواته لاستعادة ادلب الى سلطته بالحرب أو بالمصالحة. أما الأن فالأسد وأركان قواته شهود صامتون صم وبكم, لا كلمة لهم ولا دور!

حصل هذا الانقلاب خلال أيام قليلة, تتراوح بين قمة طهران في السابع من أيلول/سبتمبر والخامس عشر منه. ثمانية أيام فقط حافلة بالتطورات قلبت المواقف وقلبت المعادلات السياسية المحلية والدولية، وأدت لسقوط ((الخيار العسكري)), ووقف الحديث عن الهجوم من أساسه.

 فما الذي حدث في هذه الايام القليلة..؟ وما الذي غير مواقف الأطراف كافة..؟

ثلاثة عوامل رئيسية وضعت حداً للعربدة الروسية, وحركت المجتمع الدولي السياسي والأممي والرأي العام.

الأول: عودة الحراك الشعبي المدني للشارع السوري في كافة المدن والقرى ضمن المناطق المحررة.

 منذ يوم الجمعة 31 آب/ اغسطس, وحين كانت صرخات الحرب الهستيرية من الاطراف الثلاثة تتعالى مستعجلة الهجوم على ادلب خرج السوريون في عشرات المدن والمناطق من محافظة ادلب وأجزاء من ريف حلب وحماة واللاذقية قدر عددها بمائة تظاهرة. رفع المتظاهرون فيها علم الثورة الأخضر وحده بدون أي راية أخرى, وهتفوا للحرية ولاسقاط النظام, وقالوا ((روسيا قاتل لا ضامناً)) ورفعوا لافتات تحض الثوار على الثبات ورفض الاستسلام, وتناشد تركيا عدم التخلي عنهم، وأدانوا تصريحات المبعوث الأممي دي ميستورا التي دعا فيها لفتح ممرات انسانية لخروج المدنيين من المناطق المستهدفة, وكذبوا روسيا التي ادعت وجود أسلحة كيماوية في مدينة جسر الشغور!

وفي الجمعة الثانية 7 أيلول/سبتمبر ازداد زخم التظاهرات الشعبية, وقدر الناشطون عددها في كافة المدن والقرى بأكثر من مائتي تظاهرة. ولم يسمح المتظاهرون السوريون لأحد من عناصر جبهة النصرة أو أي فصيل عسكري اسلامي, ورفضوا رفع أي راية غير علم الثورة, وتصدوا لعناصر من ((النصرة)) حاولوا التسلل الى صفوفهم, وجرى تبادل لاطلاق النار معهم.

أما الجمعة الثالثة 14 أيلول/ سبتمبر ((جمعة لا بديل عن اسقاط الأسد)) فكانت أكبر من السابقتين, وتجاوز عدد التظاهرات فيها الـ 300 تظاهرة, وتجاوز عدد المتظاهرين مليون متظاهر. وكان مما ميز هذه ((الجمعة)) وصول عشرات المراسلين من المحطات التركية والغربية, والصحف العالمية ووكالات أنباء سمحت لهم السلطات التركية بالعبور الى ادلب, فنقلوا صوراً واضحة عن الحراك الشعبي السلمي ومشاعر المتظاهرين وهتافاتهم. وكان لذلك أثر بالغ في نقل صورة واضحة عن سكان ادلب الى العالم, لأن روسيا وايران ونظام الاسد استطاعوا في الشهور الماضية خلق صورة كاذبة عن ادلب روجوا لها عبر العالم, تصورها كوكر عالمي كبير للارعابيين الذين يقمعون السكان ويتخذونهم دروعاً بشرية, ويجهزون براميل الأسلحة الكيماوية لاستعمالها.. وغير ذلك من الأكاذيب.

مراسلو المحطات والصحف ووكالات الأنباء ((سكاي نيوز)) العربية, و((سي ان ان)) التركية, و((الـ بي بي سي)) و((الجزيرة)) الانكليزية نقلت صوراً مغايرة, وتحدثوا بإيجابية عن التظاهرات, والهتافات ضد الاسد, وضد روسيا وايران, والشعارات الجميلة التي تستعيد لافتات الثورة السلمية الاولى عام 2011 و2012, والتي كرروها في كل مرة سنحت لهم الفرصة , كالهدنة المؤقتة في عامي 2016 و2017 وبحسب مقالات كثيرة نشرت في الصحف الاميركية والبريطانية والفرنسية والالمانية فإن الشعب السوري أوصل رسالة واضحة وقوية ضد روسيا والأسد, تطالب المجتمع الدولي بالتدخل وتوفير الحماية الدولية, وتدين الجرائم التي تقترفها قوات الحلفاء الثلاثة, وترفض التهجير والنزوح كما حدث في حوران والغوطة.

ومن المفارقات المثيرة أن وسائل اعلام روسيا والاسد وايران لم تنقل عن التظاهرات المليونية أو منها ولو خبراً واحداً أو صورة, وتجاهلتها كأنها لم تكن!. بل إن مركز المصالحة في قاعدة حميميم الروسية أرسل توجيهاً للمراسلين الأجانب عدم تصديق هذه التظاهرات واعتبرها مسيّرة من جبهة النصرة وحليفاتها !

 

ثانياً: الموقف التركي الصلب.

تمسك الرئيس أردوغان بموقفه الرافض للخيار العسكري في ادلب, ونقلت مواقع اعلامية تركية عنه قوله لنظيره الروسي ((لن تسقط ادلب إلا بعد أن تسقط أنقرا)), وأصر على معالجة المسألة بدون حرب كالتي استخدمت في درعا أو في الغوطة أو حلب, واستطاع أردوغان أن يحرك الدول الغربية, ويدفعها لاتخاذ موقف موحد داعم لموقفه, مذكراً الاوروبيين بأن تهجير السوريين الى تركيا سيسبب موجة نزوح مليونية جديدة الى اوروبا كالتي حدثت عام 2015 . فتجاوبت معه المانيا, ثم تجاوبت فرنسا, وبريطانيا.

واستضافت اسطنبول في الاسبوع نفسه اجتماعاً رباعياً ((تركيا, روسيا, المانيا, فرنسا)), أسفر عن اتفاق على ((رفض الخيار العسكري)) والتمسك بالمعالجة السياسية لمشكلة ((النصرة)) وإعطاء الجهود التركية فرصة كافية لمعالجة المسألة.

واستفاد اردوغان من الموقف الاميركي المتصاعد ضد روسيا والأسد, وضد مارشات الحرب على ادلب رفضاً مبدئياً عبرت عنه سفيرتهم في مجلس الأمن نيكي هايلي التي قالت إن الهجوم على ادلب مرفوض من قبلنا, حتى ولو لم يستعمل الأسد السلاح الكيماوي, لأن الهجوم سيسبب كارثة انسانية حقيقية, وهي الحجة نفسها التي انبنى عليها الموقف التركي.

موقف اردوغان تحول بفضل منطقيته, وديناميكية الدبلوماسية التركية وانفتاحها على جميع الأطراف قاسماً مشتركاً للموقف الدولي, ولم يتردد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي أن يطلق تصريحات قوية جداً ومختلفة جرى توقيتها قبل زيارة اردوغان الى سوتشي للقاء بوتين الاثنين الماضي إذ قال ((إن الهجوم على ادلب هو هجوم على تركيا)) وهو توكيد رسمي ومكرر لقوله في طهران ((يجب أن تسقط أنقرا قبل أن تسقط ادلب)) ووجه أقطاي اتهامات صريحة ومباشرة للروس بالرغبة في تصفية المعارضة السورية بحجة الحرب على الارعاب, كما قال إن ما يجري في سورية تطهير عرقي وعنصري, وقد شكل هذا الموقف مستوى متقدماً من المواجهة مع ((الحليف الروسي)), ولم يستبعد بعض المعلقين انهيار العلاقات التركية - الروسية إذا لم يتعهد بوتين بوقف الهجوم على ادلب, والسماح لتركيا بالبقاء في الشمال السوري الى أن  يتحقق الحل السياسي الأخير في سورية.

 وقد تبلور نتيجة المواقف التركية اصطفاف دولي واسع وقوي ضد ((الهجوم)) بصرف النظر عن أي مبرر أو ذريعة, مما جعل موسكو تتراجع هي وايران, تراجعاً واضحاً, واضطرت لوقف القصف الهمجي الذي كان يشنه طيرانها وطيران النظام يومياً على ريف حماة وادلب, والذي تسبب خلال الأيام الأولى بتهجير أكثر من ثلاثين ألف سوري, ومقتل العشرات من المدنيين.

وبشكل متزامن ومواز لهذه التحركات الدبلوماسية النشطة استمرت تركيا في تعزيز قواتها العسكرية في الداخل السوري وعلى الحدود, وأدخلت للمرة الاولى دبابات ثقيلة الى مركز وجودها في سورية, وأوعزت الى القوات الحليفة من المعارضة السورية بالاستعداد للحرب. وذكرت معلومات غير مؤكدة أنها سلمت صواريخ مضادة للطيران لبعض الفصائل السورية الموثوقة, وأنها أبلغت الروس بأن القوات التركية هي التي ستتصدى لقوات الأسد في حال هاجمت ادلب, كما أبلغتها بأنها أعطت الأوامر للثوار بالهجوم على حلب وحماة واللاذقية.

وعلى صعيد جهود حل مشكلة ((النصرة)) تواصل تركيا الضغوط لإقناع قادتها لإعلان حلها, لكي لا تتعرض لهجوم عسكري تشترك فيه القوات التركية والروسية الجوية معاً, خلال فترة محددة. وذكرت مصادر سياسية من المعارضة أن الأتراك يواصلون الضغوط عليها, ووظفوا نفوذ حليفتهم ((دولة قطر)) مع النصرة لاقناعها بحل نفسها خلال مدة محددة, وهذا ما تنصب عليه الآن الجهود والاتصالات لتجنب خيار (الكي آخر خيارات العلاج)).

ولخص محلل سياسي الدرس الذي وجهته ادلب للروس والرئيس بوتين شخصياً فقال إنها أظهرت له حدود قوته في سورية, أو بالاحرى محدودية قوته, عندما تتحرك بقية الأطراف بفعالية, وأكدت أنه لا يمكنه مواجهة المجتمع الدولي عندما يتوحد ويكون حازماً في مواجهة حروب الابادة التي وقعت ويتحمل الروس مسؤوليتها, وهذا ما حصل في قضية ادلب, حيث ظهر الموقف الدولي قوياً وموحداً فانصاع الروس والايرانيون وتوقفوا عن الخيار الدموي . 

 

ثالثاً: التحرك الدولي

أما التحركات الدولية التي تلت الموقف التركي الصلب, وعودة الحراك الشعبي فاتسمت بالسرعة والكثافة, بدءاً من جلسة مجلس الأمن الدولي حول ادلب, الى اجتماع اسطنبول الرباعي, الى تحذيرات من منظمات ووكالات الأمم المتحدة بوقوع كارثة انسانية غير مسبوقة اذا وقع الهجوم على ادلب, واعلان إحدى اللجان الأممية مسؤولية نظام الاسد عن ثلاث هجمات بالكيماوي على ادلب منذ مطلع العام الحالي, مما شكل تكذيباً أممياً رسمياً للاتهامات الروسية لفصائل المعارضة, وآخر هذه التحركات وأهمها ثلاثة اجتماعات في جنيف بين أعضاء ((لجنة العمل الدولية المصغرة)) التي تضم اميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والسعودية ومصر والاردن ومع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا, ومع رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري بناء على دعوة من ممثل الخارجية الأميركية جيمس جيفري.

وأخيراً ((الورقة)) التي قدمها جيفري للأطراف السبعة, وتتضمن التصور الاميركي الأولي بشأن سورية, والتي تترجم التوجهات الجديدة للادارة. وقد أمكننا رصد وتسجيل النقاط التالية:

- عقدت الدول الثلاث الضامنة في مجموعة آستانا ( روسيا وايران وتركيا ) اجتماعا مع المبعوث الاممي دي ميستورا  11 أيلول/ سبتمبر, وانتهى الى لا شيء , وبدون مؤتمر صحافي, بل ولم يصدر أي بيان صحافي. والسبب لهذا الفشل هو كالفشل في قمة طهران, أي الخلافات حول ادلب والتي خيمت على المحادثات, وظل الانقسام بين تركيا من جهة وكل من روسيا وايران من جهة ثانية. كما فشلت المحادثات في الاتفاق على تشكيل ((اللجنة الدستورية)) وعلى اليات عملها.

- عقدت اللجنة الدولية السباعية اجتماعاً في ما بينها في جنيف برئاسة جيمس جيفري وناقشت الوضع في ادلب، خصوصاً وفي سورية عموماً. ثم عقدت اجتماعاً مع دي ميستورا. ثم عقدت اجتماعاً مع رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري بعد دعوته الى جنيف.

وقد رشح عن هذه الاجتماعات رفض الدول السبع للمسارات السياسية والدبلوماسية الروسية بشأن سورية, ورفض لكل ما أفرزه مسار آستانا, لا سيما أنه فشل فشلاً ذريعاً, وبالمقابل التمسك بمسار الحل السياسي الأممي بناء على وثيقة جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 254 .

ورشح أيضاً أن المجموعة في إجتماعها مع دي ميستورا طالبته بإعادة إحياء مفاوضات جنيف وتفعيلها, وحملته جزءاً كبيراً من المسؤولية عن افراغ القرار الدولي 2254 من محتواه واختزاله في اللجنة الدستورية, مع أن جميع النقاط والفقرات المتضمنة فيه لا تقل أهمية عن مسألة الدستور, وخصوصاً مسألة الانتقال السياسي.

وتوصلت اللجنة الى أن عمل اللجنة الدستورية بالشكل الحاصل حتى الآن لا يمكن أن تصل الى شيء ذي قيمة, لأنها بلا مرجعية. والروس عملوا على الغاء المرجعية الأصلية, ممثلة بوثيقة جنيف الاميركية – الروسية, كما عملوا على خلق مرجعية بديلة عبر آستانا وسوتشي. وذكرت معلومات غير رسمية من أوساط هيئة التفاوض أن الحريري لمس استياء بين الدول الغربية من أداء دي ميستورا وانحيازه الى وجهات النظر الروسية , وقد يكون ذلك مقدمة لاستقالته أو طلب تغييره.

  

الورقة الأميركية:

ورشح من لقاءات جنيف أن المبعوث الاميركي الى سورية جيم جيفري الذي قاد المحادثات فيها طرح ورقة رسمية تتضمن المبادىء والمواقف التالية:

  1. أولاً – الطلب من الأمم المتحدة تشكيل ((لجنة أممية)) تشرف على عمل ((لجنة إعداد الدستور)) لكي تكون محايدة, ولا تخضع لتأثير الروس أو غيرهم.
  2. ثانياً – التركيز في مشروع الدستور على تقليص صلاحيات رئيس الدولة, وتوزيعها بينه وبين رئيس الحكومة.
  3. ثالثاً – السعي لتشكيل ((هيئة حكم مؤقتة)) تقود المرحلة الانتقالية.
  4. رابعاً – التوجه الى إجراء انتخابات تحت إشراف الامم المتحدة.
  5. خامساً – على الحكومة السورية القادمة قطع العلاقات فوراً مع إيران وإخراجها هي وميلشياتها من سورية نهائياً.

وقال مصدر مقرب من المعارضة أن نصر الحريري شرح للجنة عبثية المباحثات واللقاءات التي تجري منذ عام 2015 بسبب إصرار روسيا على تحويل ((خطوات الحل السياسي))  التي نص عليها القرار الأممي 2254 الى عملية اصلاح شكلي لنظام الاسد, وهو ما يخالف مفهوم ((الانتقال السياسي الجاد)) والذي يقتضي خروج الأسد من السلطة, أو تسليم سلطاته وصلاحياته الى ((هيئة الحكم الانتقالية)). كما ركز حديثه على ضرورة إصلاح أجهزة الاستخبارات المسؤولة فعلياً عن غالبية جرائم النظام والمحن التي يعاني منها السوريون طوال تاريخهم تحت حكم الأسد.

ونقل المصدر أن جيمس جيفري وبقية الحاضرين أكدوا بكل وضوح أنه لا معنى لكل العملية السياسية إذا كانت لن تنتهي بخروج الاسد والانتقال الى نظام ديموقراطي تعددي جديد ودستور عصري, واصلاح هيكلي عميق للدولة السورية.

 ونقل المصدر عن جيمس جيفري تمسك ادارة ترامب بسورية جديدة لا يحكمها الاسد, ولكنه قال إنه ليس من صلاحيات أميركا التدخل لازاحة الاسد. وتداول الاجتماع سبل تحقيق هذه الغاية عملياً, وقال المصدر إن أكثر الاقتراحات قبولاً كان ((منع الاسد من الترشح للانتخابات القادمة)) .

وكشف د . يحيى العريضي عضو هيئة التفاوض إن الورقة التي قدمها جيفري ليست رسمية حتى الآن, بل هي ((ورقة أولية)) تتضمن بعض رؤوس الأقلام التي تداولها ممثلو الدول السبع الغربية والعربية وشارك في جانب منها ممثل هيئة التفاوض التي تمثل حالياً قيادة المعارضة السورية في المحافل الدولية. وأضاف العريضي إن المعارضة السورية لم تعط موافقة فورية على الورقة, بانتظار أن تدرسها هيئة التفاوض وتحدد مواقفها مما جاء فيها.

وأكد العريضي وجود تغير جوهري في الموقف الاميركي من الأزمة السورية. وقال إن الولايات المتحدة تشدد على إخراج ايران عسكرياً وسياسياً من سورية, ووجوب خروج الأسد من السلطة أيضاً, واصلاح أجهزة الأمن, وكتابة دستور جديد بإشراف الامم المتحدة, ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي ودولي. وقال إن تحقيق هذه الخطوات يجب أن يتم بتعاون كل الجهات الفاعلة. ولضمان تحقيقها كافة, وفق الترتيب الذي رسمه القرار 2254 يجب تأجيل البحث في إعادة الاعمار, أو إعادة اللاجئين, أو أي معالجة جزئية أخرى الى أن يتم القضاء الناجز على تنظيم الدولة – ((داعش)), والقضاء على جبهة القاعدة أيضاً, واخراج الميلشيات الايرانية من سورية.

وأعربت دول المجموعة عن تفهمها لموقف انقرا من مسألة ادلب ودعمه. ووافقت على عقد لقاء مع الدول الضامنة لاتفاقيات آستانا للتعاون في تحقيق الحل.  

والجدير بالذكر أن المجموعة السباعية التي تضم ثلاث دول اوروبية وثلاث دول عربية, بقيادة الولايات المتحدة قد تصبح نواة لتحالف دولي فاعل في سورية سياسي وعسكري, لا سيما بعد أن ظهرت معلومات عن امكان ارسال قوات أوروبية الى سورية لدعم القوات الاميركية, ولضمان سير عجلة الحل السياسي على سكة القرار الدولي ووثيقة جنيف لا على سكة آستانا. وقد كشفت برلين قبل أيام استعدادها للمشاركة بقواتها في أي انتشار اوروبي في سورية أو حتى على حدودها لمنع التهجير وحماية المدنيين. وتتراوح الافكار المتداولة بين اغراض انسانية, وبين أغراض أمنية وسياسية بما فيها احتمال فرض حظر جوي في بعض المناطق إذا استدعت التطورات الحاجة للتصدي لقوات الاسد والايرانيين, بل هناك مصادر اعلامية اميركية كشفت أن البنتاغون يدرس احتمالات توجيه ضربات للقوات الروسية أيضاً, خصوصاً اذا استخدم السلاح الكيماوي أو وقعت مجازر كبيرة .                         

الوسوم