بيروت | Clouds 28.7 c

رحل السيد ذا الحضور الراقي / بقلم المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب

مجلة الشراع 11 نيسان 2021

 

لم يكن وقع الخبر عادياً عليّ على الرغم من معرفتي المسبقة بأن السيد محمد حسن الامين حالته الصحية حرجة!

إلا أن ذلك لم يخفف من وقع الخبر..

ولعل ذلك يعود لعظم هذه الشخصية وتميّزها ومكانتها في قلب وعقل كل من عرفها.

الشخصية ذات الرقي النادر اصبحت في ذمة الله!

والرقيّ سمة لا تعني المظهر بالضرورة فان رقيّ الفكر أبرز مظاهر الرقي حين تجلس في حضرة عالم تأنس به إذا تكلم ويرتقي بك ويسمو اذا حلل ونظّر وتأمل وفكّر بصوت عالي أنه الرقيّ الحقيقي..

حين تتمنى أن لا ينتهي حديثه وهو يبحر بك بعيدا حيث رحابة المعنى وسموّ اللفظ وفضاء الوعيّ وتراكم التجربة وتزاوج الأفكار وتصالح الثّقافات وشعر وأدب وإبداع النكتة الواعية وتاريخ العلماء..

انه حقاً موسوعة اللآلئ وكنز معرفي في مجتمع لا يقدر الا الجهال

عذراً سيدنا،

شراعك أبحر في زمن عاصف بغوغائيات التزلف والتبعية ولذلك لم يصل حيث يجب ان يكون ولكنك وصلت حيث لا بد وان نكون.

تباً لأمّة لم تغتنم فرصة التزود من علمائها وتسابقت لتزاحم زعامات ابدعت في تجهيلها والاستخفاف بها لنيل طاعتها.

المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب

 

 

الوسوم