بيروت | Clouds 28.7 c

اشاعات الوفاة: عادل امام يعتذر عن عدم حضور جنازته

اشاعات الوفاة: عادل امام يعتذر عن عدم حضور جنازته

 

لم يتعرض فنان طيلة حياته لاشاعات عن وفاته مثلما تعرض العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ..

ولم تتعرض فنانة في السنوات الأخيرة لاشاعة عن رحيلها مثلما تعرضت الشحرورة صباح.

كان بائعو صحيفة ((النضال)) البيروتية التي كانت تصدر بعد ظهر كل يوم ينتظرون على أبواب صالات عرض أفلامه وحتى أفلام آخرين يصرخون بتأثر بوفاة عبدالحليم، ليقبل الجمهور على قراءة ((النضال)).. وكثيرون منهم غير مصدق الخبر لكن عشقهم للعندليب يجعلهم يشعرون بندم اذا لم يثبتوا بأن معشوقهم لم يصب بأي أذى.

أما جمهور الشحرورة فكان يتلقى الصدمة تلو الأخرى برحيلها ثم يتأكد بحب انها ما زالت على قيد الحياة..

وفي حين ان بث اشاعات عن وفاة عبدالحليم كان يهدف للترويج لـ ((النضال)) كجريدة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي التي كان تصاعد استخدامها مع الألفية الثالثة، كانت تبث اشاعات وفاة الصبوحة، في توكيد لامكانية كل من يمتلك هاتفاً ذكياً ان يطلق محطته الفضائية الشخصية، ليبث عبرها أخباره المعبرة عما في نفسه، او اختباراً لذكاء الناس او انسياق البعض وراء الأكذوبة للتعامل معها، وفق مزاجه او نفسيته – كحقيقة او أمنية.

وكان في تناول البعض لحياة صباح وهي ترقد في سريرها في شيخوختها الطويلة، يحمل بعداً لاانسانياً بل ولااخلاقياً مع فنانة ملأت الدنيا بهجة وتفاؤلاً.. وكانت محبة للحياة وتدعو للتمتع بها، عبر أحاديثها الفرحة، وابتساماتها وضحكاتها التي قد تطلقها بمناسبة او من دونها.

 

فريد الحزين

ولم توفر اشاعات الرحيل موسيقار الشرق فريد الأطرش في سنواته الأخيرة، خصوصاً بعد ان تبلغ من اطبائه خطورة وضعه الصحي، لجهة قلبه الضعيف، وظل يرفضها وفق ما رددت معشوقته الحقيقية سامية جمال، حتى رحل بضمور كامل في عضلات القلب الكبير.

نعم.. كان حزن فريد الأطرش سواء في أغانيه او في بعض أفلامه جزءاً من طبيعة حياته، وهو الحريص على ان يحمل في عدد من أفلامه اسم وحيد تعبيراً عن هذا الشعور الذي يوحيه هذا الاسم.. وهذا الشعور ينتقل للناس وعشاقه الكثر بالاحساس وبالتعبير فلا تعود منكرة اشاعة وفاته التي تكررت.

وفي هذا المجال تنسجم حالة فريد مع حالة عبدالحليم، ويحيط الحالتين انسجام آخر او يتحملا سوية ظلم بعض الناس لهما، اذ في مقابل اشاعات الوفاة، يتعرض الفنانان الكبيران لظلم أشد وطأة هو اتهامهما بأن كلاً منهما يدعي المرض ليكسب تعاطف الناس معه!!

ويا سبحان الله.. انزوى الذين كانوا يشنعون على الفنانين العظيمين وقد تشارك كثيرون منهم في تشييع كل منهما سواء في لبنان او مصر الى مثواه الأخير، وفريد وحليم كانا في قمة عطائهما الفني وحضورهما الانساني.

 

ثنائية أخرى

وفي ثنائية في مجال آخر من الفن هو فن التمثيل تعرض الفنانان الكبيران فريد شوقي وعادل امام لاشاعات الرحيل ليستمع كل منهما اليها وهو حاضر سواء في حالة فريد الذي كان طريح الفراش وقد استصرحته الاذاعة المصرية فإذا بفريد يتعامل مع اشاعة رحيله بروح النكتة وهو كان ملكها. (كما كان ملك الترسو، وهي الصفة التي كان يعتز بحملها لفترة طويلة قبل التوجه لدور الاب الحنون والمظلو والظالم والشرير).

قال فريد من على سرير المرض: انا صحتي زي البومب وشرف امي راجع لكم.

أما عادل امام فقد اعتذر على طريقته عن غيابه عن جنازته، متأسفاً على ذلك لأنه كان مشغولاً بعمله!!

 

الست

وحدها السيدة أم كلثوم كان اطلاق اشاعة عن وفاتها وهي ما زالت على قيد الحياة عام 1974 مرتبطاً بمسعى سياسي من سلطة أنور السادات في مصر لصرف أنظار الناس عن تطبيق ما سمي بالانفتاح الاقتصادي الذي بدأ يترك أثره السلبي على حياة الملايين من المصريين الذين عاشوا توازناً اقتصادياً معقولاً في الفترة الفاصلة بين حربي 1967 – 1973، وتحمل خلالها المصريون بسبب وجود قطاع عام قوي آثار هاتين الحربين اللتين عصفتا بالكثير من متطلبات الناس خلال ست سنوات وثلث السنة.. وظلوا صامدين.

كان خوف بعض سلطة السادات من آثار الاعلان عن وفاة ام كلثوم المريضة فعلاً، دافعاً لهؤلاء كي يمهدوا لخبر الوفاة الفعلي بهذه الاشاعات، لمناولة المصريين الخبر جرعة جرعة، بهدف امتصاص الصدمة الكبيرة، التي قد تمهد من دون ضبط، او قدرة تحكم لثورة شعبية ضد النظام وهو ما حصل عام 1977، في انتفاضة شعبية شملت مصر كلها من الاسكندرية الى اسوان، بعد ان رفعت حكومة ممدوح سالم سعر رغيف الخبز (العيش) قرشاً واحداً.

(قيل الكثير عن كراهية جيهان السادات لأم كلثوم، وعن مسعاها للتخلص من كل اثر لها، خصوصاً وان مصر كلها لم تعرف سوى ست واحدة، وكانت جيهان أول من حملت اسم السيدة الاولى تيمناً بما هو معتمد في اميركا وكم أعجب انور السادات بكل امر فيها.

بين الراحلين الكبار جميعاً.. وحده عبدالحليم حافظ حضر في وجدان الملايين، وهي تردد اشاعة غمر قبره في البساتين بالمياه، وبقاء جثمانه سليماً من دون أي ضرر والحالتان كانتا أيضاً اشاعتين، فلا المياه غمرت القبر ولا كشف احد على بقايا جثمانه الطاهر.

انه الحب الذي ما زالت قلوب الملايين تخفق به تجاه هذا الشاب الذي يعيش في شباب كل من صعد به عمراً.. وما زال القدر يمهله لعمر مديد.

 

حسن صبرا

 

عبدالحليم حافظ: اماتته الاشاعات عشرات المرات.. وها هو حي رغم مرور 41 سنة على رحيله

فريد الأطرش: عاش فريداً ومات وحيداً

ام كلثوم: اماتتها سلطة السادات

جيهان السادات: أول من حمل لقب السيدة الاولى تيمناً بأميركا.. وكرهت ان يكون في مصر كلها ست واحدة اسمها ام كلثوم

صباح: اماتتها وسائل التواصل وهي حية ومحبة للحياة وداعية لها

فريد شوقي: وحياة امي راجع لكم

عادل امام: يعتذر عن عدم حضور جنازته لانشغاله بالعمل في المسرح!؟

 

الوسوم