بيروت | Clouds 28.7 c

طهران ـ واشنطن وتوازن القوة/ بقلم السيد صادق الموسوي

مجلة الشراع 22 آذار 2021

 

 التقرير الذي نُشرته وكالة الاسوشيتد برس الامريكية قبل ايام  نقلاً عن مسؤولين إستخباراتيين كبار في الإدارة الأمريكية يقول أن الولايات المتحدة تخشى عملاً عسكرياً إيرانياً وشيكاً في العاصمة الأمريكية نفسها وضد أهم قاعدة عسكرية تسمى " فورت ماكنير "، حيث اتخذت السلطات الأمريكية على أثر وصول المعلومات الإستخبارية إحتياطات احترازية مكثفة حول القاعدة..

 وأوجدت منطقة عازلة ما بين 100 و 150 متراً ومنعت تردد المدنيين مطلقاً في تلك المنطقة خوفاً من وقوع عمل عسكري إيراني..

إن هذا الخبر يدل بوضوح أن توازناً للرعب أصبح سائداً بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، حيث أن إيران يمكنها وباعتراف قادة في المخابرات المركزية الأمريكية تهديد أهم القواعد العسكرية الأمريكية ليس في الدول المحيطة بإيران فحسب بل في العاصمة الأمريكية نفسها، وأن اختراق المخابرات الأمريكية والصهيونية أحياناً للمؤسسات الإيرانية يقابله اختراق إيراني مماثل في أهم الأجهزة الإستخبارية للولايات المتحدة والكيان الغاصب وعلى أعلى المستويات..

 وعليه فلا قدرة لأمريكا اليوم لتصول حيث تشاء وكما تشاء في العالم..

ولا مجال لتحرك الكيان الصهيوني بحرية في المنطقة ودول العالم..

 بل إن يد إيران أصبحت تطال العواصم البعيدة، ويمكنها أن تضرب أهم المواقع العسكرية الأمريكية على مقربة من البيت الأبيض نفسه، وكذلك تسوية تل أبيب بالأرض وتدمير كافة المراكز العسكرية والأمنية والخدمية في الكيان الصهيوني، وحتى مفاعل ديمونا النووي يقع تحت مرمى الصواريخ الإيرانية الذكية التي أثبتت مدى دقتها في إصابة الأهداف من خلال قصف قاعدة " عين العرب " في عمق الأراضي العراقية والتدمير الكامل لقاعدة تنظيم " داعش " الإرعابي على الحدود العراقية ـ السورية.

إن هذا الواقع الجديد،

 الذي سلطنا الضوء عليه باختصار يفتح الطريق أمام طلاب الحرية في أرجاء العالم، والشعوب المستضعفة حيث كانوا، وأبناء الأمة الإسلامية الذين يتوقون العيش في كنف الدولة الإسلامية العادلة، ويمنحهم الفرصة لكي يزيلوا حاجز الخوف من نفوسهم، ويمضوا قُدُماً في المطالبة بحقوقهم العادلة، متوكلين على ربهم سبحانه الذي ضمن النصر المؤزر في نهاية المطاف للمستضعفين، ومصدقين وعد الله القدير لهم بالغلبة رغم وجود بعض الصعاب في الطريق، حيث قال في كتابه المُنزل:

( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) صدق الله العلي العظيم.

السيد صادق الموسوي

الوسوم