بيروت | Clouds 28.7 c

لماذا يوم للمرأة ؟

مجلة الشراع  8 آذار 2021

انه يوم للتمييز العنصري عندما يحتفل بيوم للمرأة هو يوم 8/آذار - مارس .. بما يعنيه ان 364 يوماً آخر في السنة هي كلها للرجل

  انه الفولكلور وليس اكثر على الرغم من ان المرأة هي الام وهي البنت وهي الشقيقة وهي الزوج

.. كما هو الرجل هو الاب وهو الابن وهو الشقيق وهو البعل

هكذا تحتفل المرآة بفتات يوم من سنة كاملة يعطيه الرجل وهي سعيدة بأن هذا جزء من حقوقها تماماً كما لو ان المرأة في لبنان ?? تسعد اذ ترى ان عدد نائباتها اصبحن يمثلن ثلاثة ونصف بالمئة من اعضاء مجلس النواب اللبناني نصفهن من السنة المسلمات

  نتحدث عن السنة للتذكير بأن المرأة المسلمة في اثنتين من اكبر بلاد المسلمين السنة عدداً هما الباكستان وبنغلادش حكمتهما لسنوات طويلة امرأتان مميزتان هما بي نظير بوتو في الباكستان وخالدة سعيد في بنغلادش

  وان اكبر بلد في العالم بعد الصين وعلى ديانة السيخ وهي الهند حكمتها لسنوات عديدة احدى اهم سيدات العالم انديرا غاندي

وان بلداً مثل سيلان او سيريلانكا حكمتها احدى السيدات القديرات سيراميفو بندرانيكا... ولا نتحدث عن مرغريت تاتشر في بريطانيا ولا عن انجيلا ماركل في المانيا ولا عن طانسو تشيلر في تركيا ( طبعاً قبل مجيء السلطان العثماني اردوغان)

يحصل هذا كأمر عادي في بلاد المسلمين في العالم والنساء الحاكمات ينتخبهن الجمهور واغلبه من النساء اما في بلادنا العربية فإن نجاح اي سيدة في معركة انتخابية يحتاج الى رضا زعيم حزب او تيار كي تصل سيدة او اكثر الى مجلس النواب او الى مجلس الوزراء ولو ترك الامر للجمهور لما وصلت سيدة الى اي موقع نيابي او وزاري

 بل ان إيصال الرئيس المظلوم رفيق الحريري الذي نحب ونحترم د. غنوة جلول الى النيابة عام 2000 ما كان ليتم لولا خصومته الشخصية مع الرئيس سليم الحص ليقول له انني اسقطتك في الانتخابات واتيت مكانك بإمرأة ...

لكأن المرأة حرفاً ناقصاً او هكذا فسر الحريري للحص ، وكم كان جمهور الحريري وكل الجمهور اللبناني الا قلة فسر مجيء امرأة مكان رئيس رجل بحجم الحص!!

  اين هي العقدة ؟

اذا كانت في ثقافة المسلمين فهل ان مسلمي الباكستان كافرون بهذه الثقافة؟

اذا كانت ثقافة متخلفة عند العرب فهل ان ثقافة سيريلانكا هي اهم من ثقافة العرب؟

ونحن لا نقترب من ثقافة الغرب في بريطانيا والمانيا وثقافة الاميركان حيث مرت هيلاري كلينتون كمرشحة لرئاسة اميركا وها هي هاريس نائبة للرئيس جو بايدن

 هل هي ثقافة الصحراء العربية وها هي المرأة في الامارات وزيرة وسفيرة وقائدة طائرة ..

نخشى ان يكون وضع معظم بلاد العرب كما هو حال افغانستان التي ما زالت المرأة فيها عورة في الوجه والصوت ...

وضع المرأة العربية عموماً هو حالة فقدان توازن لاسباب ثقافية تطال المرأة والرجل .. وفقدان التوازن النفسي يظهر مفارقة مضحكة وغريبة عندما نجد في بلدين مثل مصر ولبنان ان المرأة تشكل فيهما نحو 52 بالمئة من الايدي العاملة بينما هي لا تشكل اكثر من 3% من عديد مجلسي النواب فيهما...

المفارقة الغريبة الاخرى ان المرأة هي الاكثر اقبالاً على الانتخابات لكن النساء لا تختار امرأة مثلها لمقعد نيابي

المفارقة الاغرب ان الاحزاب العقائدية في لبنان ومصر مثلاً تضم نساءً أقل نسبياً من الاحزاب الدينية التي تنظر للمرأة كأنها عورة في الوجه والصوت وقد رشحت احزاب سلفية في مصر سيدات لمقاعد نيابية وضعت مكان صورهن المحرمة رسماً لزهرة !!!!

  هذه المقالة كتبت كي نقول ان تخصيص يوم واحد للمرأة في السنة هو موقف عنصري ونحن نحمل المرأة جزءاً كبيراً من المسؤولية في تخليها عن حق الاختيار عندما يعطى لها

 

الشراع في 8/3/2021

الوسوم